الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(3)

ماجد الشمري

2019 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اصبحت اثداء اناث البشر واحدة من ايقونات ايروس الطابعة لجنسانية الجسد الانثوي بالذات،لتكرسها كمصدر لمتع واغواءات جنسية خالصة وبلا حدود للذكور-الرجال.ومن دور قداسي او شبه قداسي مستمد من تقديس المرأة-الام(مريم مرضعة المسيح)و(حليمة مرضعة محمد)و(ام موسى)وغيرهن،وما وصلنا من صور تجسيد الرضاعة للانبياء والاولياء كمهمة نبيلة وسامية للجنس المؤنث،خضع لها الجنس المذكر وتقبلها كجزء من ثقافته ومخياله الديني.الثدي-الرضاعة الذي يجمع الام والطفل بتلك العلاقةالبايو سايكولوجية،تزحزحت وانقلبت عن وظيفتها الاتيكية الى وظيفة جنسية ايروتيكية مصطنعة ومختلفة تتسم بالانحراف غير الطبيعي الجنسي بأمتياز،وخاص بلعبة الاثارة والانتعاض الغريزي للذكر-الرجل.لتستحوذ وتحتكر جسد المرأة كليا،وحرمان الطفل من مصدر غذائه الطبيعي الذي وهبته له الطبيعة دون منافس او شريك.
بدو ان عقدة (اوديب) الفرويدية الكلاسيكية قائمة على اساس هش،وهي غير واقعية نظريا،و قابلة للتأمل والشك او العكس والتدوير والمناقلة!.ففنطازيا فرويد النظرية،واطروحته التحليلية،وفي عصره الفكتوري المتزمت والطهراني اخلاقيا وجنسيالاتصمد امام الفحص التجريبي،او انها انقلبت رأسا على عقب،بالاحرى عقب على رأس!. في عصر العولمة المتوحشة المعاصر.ف(كريون)لا(اوديب)هو من يغار ويتنافس مع ولده من اجل الاستحواذ على الام وامتلاكها دون غريم!.فهو من قام بسلبه ملكيته الطبيعية الخاصة والحصرية-ملكية ثديا الام-وجرده منها بالمصادرة والحيازة الكاملة لعضو الرضاعة،ليتصرف هو،وبكامل الحرية في ذلك الجزء الفسيولوجي محولا اياه الى عضو جنسي خدمي بالكامل.وحل الذكر-الاب بديلا للطفل-الابن،موسعا في استخدامات الثدي،ب:لمس ومداعبة وتقبيل ومص،الخ.وتغيرت وظيفة وعملية-المص-الرضاعةمن غاية التغذية والشبع الهضمي للرضيع،الى رضاعة-مص للكبار من قبل الاب لغرض الاشباع الجنسي،من فرك وهصر واثارة وانتعاض،-وحتى كمهبل مستحدث وخارجي من خلال اخدود الثديين الناعم!- وتكثيف في مستوى وحدة القذف-الاوركازم.وهنا يعود اوديب وجزئيا،وكثأر وانتقام سيكولوجي من الاب الذي حرمه من حيزه الدافيء الخاص،وابعد عنه قسرا بأنانية الاب الجنسية،حيث نبذ من الحضن الآمن والرضاعة اللذيذة،واقصي ليس من طرف الاب وحده،بل شاركت الام في ذلك الابعاد ايضا!.ليكون ذلك التنافس العدائي،وامتداده المصحوب بكراهية باردة ونفور غير معلن.لكسب قلب الام من قبل الابن،والمتجلي بالحب والحميمية،ومشاعر ورغبة غامضة،ومن نوع غريب ولاشعوري!.وجد الذكر-الرجل نفسه محاطا بغابة من الاثداء الواقعية والخيالية اينما ولى وجهه،وهامت مخيلته في هذا المهرجان السادومي المحموم بسعير الجنس،وتسليع جسد الانثى-المرأة فتاه فيه وضاع لبه!.هذا بأيجاز ماحدث للذكر-الرجل من تحول ثقافي وسلوكي على الصعيد الجنسي وعلاقته بأنثا"ه".فكيف هي الصورة على الجانب الاخر مع الانثى-المرأة من الداخل والخارج؟.عبر استغلالها واضطهادها التاريحي.استكانت الانثى وخضعت لقدرها المشؤوم،لتتقمص دورها السلبي المتسم بالدفاع والمرونة والتكيف مع دورها الشهرزادي ماديا ورمزيا،باستمرارها في سرد الحكايات ورواية القصص لسيدها-بعلها:شهريار-ملكا كان او عاملا حتى لايقطع رأسها!.ومن حكاية الى اخرى لاتنتهي الا لتبدأ من جديد،والرواية الاهم والابرز هي:فصة الجسد،جسدها،ميدان تشابك الحواس الهائجة،وساحة وغى فحولة منفلتة لاتستكين الا لتغلي من جديد..جسدها الذي يشكل ملحمتها ومسرحها وملاذها ودفاعها،بعرضه في الروي والممارسة والتمثيل والقراءة بتبادلها مع الذكر،وشراهته في شطط الخيال،واستحضار اشكال المتع المبتكرة:المرئية والمسموعة والملموسة.
هكذا امسى حال الانثى- المرأة تاريخيا وجنسيا وثقافيا:فما هي الا فريسة سهلة وجاهزة كالشاة،تقدم نفسها طوعا،وبرضى واستسلام لسيدها الذئب،وهو دفاعها الوحيد عن نفسها!.وهي منساقة ابدا لمحاكاة تصور قوي"ها"،ورجل"ها" بسلطة الفرض والحضور الطاغي،والتكيف القسري-الذي يتحول الى اقتناع وتبني-في الوجود والسلوك والثقافة والدين والايديولوجيا.فشبكة السلطة الذكورية المسيطرة والمتغلغلة والمتجذرة تاريخيا هي سلطة الذكورة البطرياركية الشاملة بلا منازع.فأستعمار الذكر للانثى،،لعقلها،ولجسدها،يجعل منها موضوعا مصادرا،ملكية خاصة وصرف!.ومن ضمن جسدها(الثديان) طبعا!.وليس هناك من مقاومة او رفض او اعتراض،على االامتلاك ،وهذه القولبة والتنميط لجسدها و بشكله الخانع الذليل،والذي هو تعبيرا سلبيا عن الدفاع،ورد فعل جبري في صراع غير متكافيء محسوم في نتائجه.الاستسلام:تلك الوسيلة القدرية للضعفاء،والذين لاحول لهم ولاقوة في مقاومة الاقوياء والمتسلطين.وما ان ادركت الانثى-المرأة هذا الامر جيدا،وهي تقف امام الرجل وظهرها للجدار وبلا حماية او سلاح،سوى جسدها-الذي ستستحدمه بذكاء وفاعلية!-وان الذكر-الرجل يركز اهتمامه ب"ثدييها"كمنطقة جنسية مرغوبة و جديدة وساخنة،اكتشفها حديثا،وكحيازة ضمنية،وامتلاك موظف لشهواته ورغباته غير المشبعة،حتى استجابت لذلك بفطنة وتمكن،لتؤدي دورها بحذق وبراعة وخبث!.فأبعدت طفلها عن ثدييها،لتمنحهما كمادة شبقية معدة بمهارة لزيادة السعار الايروتيكي الذكري،وايقاظ براكين الغرائز المحمومة.فكان الرجل رضيعها الكبير-الجديد!.ولان ثدييها جزء فائق الحيوية من جسدها الايروتيكي،والسلعة المطلوبة بألحاح،وكتملك استعمالي، وحالما ادركت ذلك،وفهمت اللعبة،حتى لاح وبزخ عصر (الاثداء)برحلته نحو التطور والنمو والاكتساح،فأزدهرت ثقافة الاثداء كصناعة وتجارة وجراحة وعلاجات تجميل،الخ.فدارت عجلة انتاج الاعلانات والدعاية والترويج،والعروض البصرية لتلك الكرات اللذيذة في السينما والتلفزيون،وبقيبة وسائل الفنون والاداب ذات الموتيفات الجنسية بعد ان دفعتها الرأسمالية الى الامام كمصدر مغري لتوليد الارباح ومجال لاينضب للاستثمار.فالرأسمالية هي المروج والمسوق الفعلي لبضاعة الجسد:انتاجا وتسويقا وتوزيعا،ليتلقفها ويقبل عليها بهوس مجنون الملايين من الذكور في لهاثهم المحموم لدغدغة،واشباع حاجات الفحولة التي لاترتوي،بأفيون الاجساد العارية،والمهرجان الكبير لحمى الجنس عبر محور الادب المكشوف،واخيلة المركيز دي ساد،والبورنو والافلام الاباحية بشتى الانواع والاشكال..ولكون(الاثداء)باتت مركزا لاهتمام الذكر-الرجل،فقد حرصت الانثى-المرأة على اعدادها والعناية بها:بالتعطير،والمكيجة،والتلميع،والتكبير،والسلفنة،والتجميل،الخ،فهو منتجها الجنسي الحيوي الجديد،عالي الطلب،والمرغوب بشدة.فخلقت مؤسسات ومراكز وشركات متخصصة بزرع وصناعة وتكبير وتجميل وتغليف هذه الكرات المنتعظة المتشحمة بغددها ونسيجها واعصابها وجلدها،الصلبة في مرونتها والمرنة في صلابتها،فتم انتاجها واعادة انتاجها،وتسليط الاضواء والعيون عليها كبضاعة مغرية ومحفزة للباه،يسيل لها لعاب الذكور :مرآها،لمسها،شمها،عصرها،لحسها،مصها،الخ.واستحدثت طرائق واساليب مثيرة ومبتكرة في اظهارها واخفاءها،في سترها وكشفها،شبه المتواري،وشبه الظاهر،وبانواع واشكال تصاميم الملابس،وحمالات الاثداء،وملابس النوم الشفافة التي تظهر اكثر مما تخفي،وابراز نصف الاثداء ،واخفاء الحلمات،والتفنن في عرض الشق الاخدودي الفاصل بين الثديان كبرزخ يقود الى اعماق البركان الضاج بحمم،ونداءات الترحيب الايروسية للفحولة المنتعظة.وصدر انثوي مسطح كصدر الذكر،او بأثداء بحجم بيضة الحمامة،او اثداء متهدلة او متغضنة او مترهلة كقربة قديمة مجعدة لاتثير الذكر-الرجل قطعا!.ومن هنا راجت عمليات تكبير الاثداء القميئة المنكمشة الى اثداء بحجم البطيخ!.لالتحمل كمية اكبر من الحليب للرضيع او الجنين المقبل طبعا،بل للارضاء والاغراء والاثارة الذكورية،وتقديمه كطبق ايروتيكي شهيا ودسما يسد جوع الذكر،ولاشباع نهم الليبدو،وكصورة حية وناطقة وموحية بالرغبوية الجنسية الفائرة لشهوة الذكر-الرجل-الفحل،وتفعيل انتصابه وتدفق الاوركازم!!.
...................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي