الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ليس فيهم من درس!!!؟؟-

عذري مازغ

2019 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


"ليس فيهم من درس!!!؟؟"
لائحة منتشرة أخيرا في الفضاءات الافتراضية حول مؤسسي جماعة الإخوان تظهر على أن مهن هؤلاء المؤسسين لا ترمي إلى مستوى تعليمي أكاديمي فائق، وبعد ذكر كل فرد منهم ينتهي ناشر اللائحة إلى القول: "ليس فيهم من درس..!" ويقصد ذلك استنادا إلى مهنهم الشعبوية
ما أثارني في الموضوع ليس موضوع شعبوية الإخوان المسلمين، بل شعبوية اليساري هنا ردا على شعبوية الإخواني، وهذا يذكرني بالمثل الشعبوي الآخر: "قل لي من أنت ولا تقل لي من كان أبوك.." والدليل أن اطرا معترف بها في الطب أو الصحافة أو حتى العلوم الفيزيائية أو الكيميائية هم من جماعة الإخوان المسلمين، وعليه إذا كانت الأمور بالعقدة الأكاديمية فماذا كانت شهادة بدو صحابة الرسول الذين، هؤلاء الإخوان أنفسهم، يستندون إليهم؟
هذه لغة شعبوية مقابلة للشعبوية الإخوانية ، أن يكون الشخص ممتهنا لمهنة شعبية لا يعني أنه ليس مثقفا في إيديولوجيته والدليل أن هؤلاء كانوا كلهم يجيدون الخطابة في المنابر ..
هذه النمطية من التفكير تعكس مشكلا نعيشه إلى يومنا هذا، أو بالأحرى يعكس نوع عقليتنا نحو الوظائف الإنسانية في العمل، ففي المغرب الحاصل على شهادة اكاديمية لايقبل العمل إلا في تخصصه، واحيانا ليس تخصصه بل فقط شهادته تلائم سلم أجر معين، وهذا التناقض عشناه عند اول عملية دفع في التوظيف على مستوى التعليم، وأذكر أصدقاء فيزيائيين ورياضيين وبيولوجيين أو جيولولجيين وغيرهم في تخصصات اخرى قبلوا مهنة التعليم الإبتدائي برغم أن تخصصاتهم لا علاقة لها بالتعليم الإبتدائي الذي لأسباب موضوعية كانت الدولة مجبرة على هذا التوظيف.. وبمجرد أن ثبتوا أقدامهم في التعليم الإبتدائي أثاروا مسألة السلم الوظيفي الذي يناسب شهادتهم الأكاديمية أي أن تون لهم أجور وفقا لدرجة شهادتهم الأكاديمية وليس وفقا لعمل مهني محدود في سلم الأجور وهو بعبارة أخرى تقديم اجور تناسب الدرجة العلمية في عمل ليس في مستوى تلك الدرجة العلمية حسب مبدا التدرج الوظيفي في المغرب (أعرف أن هذه نقطة شائكة استنادا إلى نماذج في اوربا فيها معلم الأطفال له سلم أكثر من سلم وظائف أخرى ولكن لاسبيل للمقارنة فالمعلم الأوربي هذا متخصص في تعليم الأطفال عكس عالم فيزياء في المغرب متخصص مهنيا في تعليم الأطفال، أي مهنة ليست أصلا تخصصه )
أعرف أن قبل هذا التخصص حصل تدريس في معهد معين لتعليم الأطفال او كما في المغرب لتدريس تلامذة الإبتدائي وحصل المتخصص الفيزيائي هذا على نتائج باهرة تؤهله لتعليم الأطفال ، جيد جدا، يعني ذلك أنه حصل على تأهيل وظيفي يرشحه لممارسة مهنة معينة مستقلة نسبيا عن تأهيله العلمي الأكاديمي (بمعنى حصل تقاطع ابستيمولوجي بين تخصصه الاكاديمي في الفيزياء وتخصصه الاكاديمي أيضا في تعليم أطفال الإبتدائي، نظريا ولأنه يعمل ضمن تخصص تقاطعه مع المجال الاول، يجب أن يخضع في السلم الوظيفي لسلم مجال عمله أي تأهله الثاني، هنا انتقد معيار الشهادة الأكاديمية، بمعنى آخر يجب أن لا يكون النضال في تحقيق أجور مهنية على حساب التحصيل الاكاديمي بل يجب أن نناضل في مجال معين لتحسين أوضاع خادميه، لكي يكون معلم الإبتدائي ذي قيمة تعكس دوره الفعال في تنشئة الأجيال وفق تخصصه الجديد، لا كما حصل حتى الآن: الموجز في مادة معينة يحصل على سلم أكثر من المتخرج في هيأة تعليمية دخل إليها بدرجة باكالوريا، اي ان وظيفته المهنية ليست بدرجة باكالوريا، بل بدرجة تخرجه من المعهد الذي اهله ليكون معلم ابتدائي أي هي نفس درجة المكون أكاديميا (موجز في مادة معينة وجعلته ظروف اخرى ان يعمل على تأهيل وظيفي في مادة أخرى، هذا الأخير، نظريا يجب أن ينسى تأهيله الاكاديمي الأول ، فتخصصه الأخير اخذه من تأهيله الثاني: انا مثلا عامل في ميدان الفلاحة وتخصصي الاول هو تقني في الهيدروليك، لكن هذا التخصص في سوق الشغل نادر، ان اعمل في المجال الفلاحي لا يعني انه يجب أن اعمل فيه بسلم تقني هيدروليكي). العقلية المغربية لا تميز بين التحصيل الأكاديمي والتحصيل الوظيفي والقفز بين المجالين هو انتهازية..
في المغرب حصل سبق عالمي في تأسيس أول جمعية مغربية للمعطلين تأسيسا على مبدا حق عالمي هو الحق في الشغل، كان المبدا المؤطر لها هو حل مشكلة خريجي الجامعات، أي انها ولدت نخبوية، بدئيا بشكل ميكاني محض: هناك موجزون في حالة عطالة دائمة، لكن بالفعل، في خضمها تناسلت أسئلة كثيرة: تأسيسا على مبدا الحق في الشغل، هن هو المعطل؟ هل هو فقط الموجز او الذي حصل على درجة تعليم معينة؟
لقد فتح نقاش معمق في الموضوع بشكل ضمن إدخال عناصر في الجمعية غير موجزة (من الإجازة الجامعية) لكن بقيت في كل الأحوال تطرح مشكلا نخبويا، حتى شروط الإنخراط كانت تعتمد وضع شهادات معينة تلطيفا للأجواء، اما الحقيقة فكانت لها اولوية توظيف المجازين من حيث الإشكال، فالدولة نفسها لم يكن لديها هدف معين في التعليم، بمعنى لم تكن تعقلن حتى تعليمها، بل ورثت مبدأ التعليم على خلفية تعويض اجراء فرنسا بأجراء مغاربة بشكل أوهمت في العقل الجمعي أن التعليم يؤدي إلى مناصب في المخزن أجورهم من المال العام (من الدولة) ومع التضخم الوظيفي في القطاعات العمومية وصلنا إلى مانحن فيه: طالب يجد ليحصل على وظيفة حكومية وحكومة تتبرأ بأن ليس لديها مجال لتوظيف حكوميين آخرين. وهذا أصلا ما كان يؤطر مبدأ الحق في الشغل عند جمعية المعطلين.والمعطل إن لم يكن إليه سبيل إلى شغل حكومي سيبقى مشردا بدرجة معطل مناضل ويعني الامر ببساطة أنه :"قرا حتى اعيى أوبقى مشرد" لأن الدولة لم توفر له شغل وطبيعي أن الدولة لا تومن أصلا بالشواهد لأنها طبعا تعرف نوع الشهادات التي وزعتها وليس هذا فقط فهي دولة منهجيا تتبنى النظام الرأسمالي بمعنى أنها تتبنى مبدا السوق: أناس يقدمون عضلاتهم أو ذهنهم ومشترون مفترضون لهذه السلع وقبل كل ذلك يفترض مبدأ الحاجة (التناقض بين العرض والطلب).
في الآونة الأخيرة حصل وعي جمعي مفاده: "تقرا حتى تعيى اتشربي أوتنعسي" على منوال المثل الملالي: "تفكري حتى تعياي اتشربي الشراب"، بمعنى تحولنا ذهنيا من الرغبة في الدراسة إلى الإمتناع عنها، أي الدخول في شعبوية اخرى كتلك التي يرفضها اليساري في نقيضه الإخواني .
جمعية المعطلين بالنسبة لي لم تخرج عن عقدة وهمها وسمحت أو امتنعت عن استثمار مجالات اخرى يمكن مناقشتها إذا ساهم هذا المقال في فتح نقاش علمي حقيقي
عذري مازغ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن