الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
متلازمة الاحتلال الإيراني للأحواز قصة في انتظار نهايتها!
محمد حسن فلاحية
2019 / 7 / 14مواضيع وابحاث سياسية
كما واعدنا القارئ في مقال سابق حول مناقشة الحالة المرضية لمتلازمة الاحتلال الإيراني للأحواز والنتائج التي تترتب عليها وسبل معالجتها ضمن خارطة طريق واضحة المسالك والمعالم يجب أن تتم بأسلوب علمي نضالي تتفق عليها جميع الأطياف ومكونات الشعب الأحوازي وإلا فإن عمر الاحتلال وقصته ستسجل بغصة في تاريخنا المعاصر للمنطقة العربية. إن معرفة و بحث عقلية العدو و نشر الوعي بهذا الخصوص هي اللبنة الرئيسية لأي عمل و سيقطف ثماره عاجلا أم آجلاً.
لا شك أن الدوائر الأمنية والسياسية للدولة الإيرانية تقوم على إطالة أمد الاحتلال للأحواز وبقية الأقاليم غير الفارسية عبر استخدامها لعدة محاور من بينها:
أولاً: بناء معالم الدولة الإيرانية الحديثة ليس على أسس الدولة المدنية التي تقوم على إنشاء جيل يعرف حقوقه وواجباته و إنما بنيت الدولة الإيرانية على أسس طمس هوية الأخرين و سرقة تراثهم وتاريخم بالإضافة إلى ثرواتهم و قتل جماعي لعقولهم حيث أصبحت تحولت هذه إلى دولة إرهاب و و قامت على إرهاب الدولة لقمع الأصوات المنتفضة ضد ظلم وجور المحتل وذلك لأن الخارطة السياسية الإيرانية لا تحتمل الظهور بمظهر مدني متقدم لأن ذلك من شأنه أن يفقدها تماسكها و أن يمزق خارطتها المصطنعة وسيساعد ايضا على حركة مدنية تأخذ على عاتقها المطالبة بحق تقرير المصير بشكل سلمي، و لأن المطالبة الوطنية ستستغل الحرية في التعبير و الديمقراطية و المدنية الدستورية لأقناع شارعها بتأسيس كيانات مستقلة و لأن الجماهير خاضت مختلف التجارب في الدولة الإيرانية الحديثة فإن إقناعها بهذا الأمر سوف لن يكون مهمة عسيرة و إن المطالبة بالتحرر سوف يكون سيد الموقف في الأقاليم المحتلة، من هذا المنطلق فإن الإيرانيين يرون الإرهاب كفيل لإبقاء كيانهم و دولتهم في الجغرافيا الحالية و يطرد كوابيس التقسيم عنهم و إن بشكل مؤقت. لذلك فإن الدولة الإيرانية ستقاوم أي تحرك لتحويلها الى دولة مدنية تحترم و تعطي حقوق الآخرين للأسباب المذكورة سالفاً.
ثانياً: متلازمة الاحتلال الإيراني للأحواز، بلوشستان، كردستان و تركمان صحراء و كذلك أذربيجان، تغذيها و تقويها الحرب الإيرانية بالوكالة التي تقوم بها ميليشيات تابعة لها في المنطقة العربية بشكل خاص Proxy War والتي تستند على مبادئ دعم التطرف والطائفية في المنطقة و كذلك نشر الفوضى الخلاقة و عمل هذه الجماعات كـدروع لحماية المصالح الإيرانية. لذلك فإن استخدام الحروب بالوكالة من قبل النظام الإيراني في الحقيقة هو أمر رادع لأي دعم مستقبلي من قبل العالم للشعوب غير الفارسية في إيران ومن ضمنها الأحوازيين. لكي يطرد شبح التقسيم عنهم و يهددوا الآخرين بالتقسيم الذي يعانون منه.
ثالثاً: تقديم الدعم المالي واللوجستي والاستخباري لمنظمات ارهابية عالمية من قبل النظام الإيراني دليل واضح على خشية النظام من طرح قضايا يخشى النظام من أن تتحول إلى كابوس قد يؤرقه وما الشبهات التي تحوم حول دور إيران في إنشاء وتغذية التطرف مثل حزب الله، داعش وطالبان والقاعدة و الحبل جرارن ما هو الا دليل على تورط الايرانيين بالإرهاب و كذلك دعمهم لأنظمة قمعية مثل نظام الأسد في سوريا يستهدف وضع استراتيجية المواجهة خارج الحدود الإيرانية بدل أن تتحول الحرب داخل الحدود وفي أقاليم تقطنها شعوب محتلة من قبل إيران.
و آخرا و ليس أخيرا، العمل بكثافة و بكل الطاقات والإمكانيات المخابراتية و العسكرية لاحتكار جادة الحرير وذلك ليس أجل ترانزيت المواد والبضائع والسلع و لا التبادل الثقافي الذي كان من مهام جادة الحرير في السابق ولكن من أجل ترانزيت المخدرات لأروبا و أمريكا اللاتينية و هذا الأمر يصطحب معه الجريمة المنظمة و كذلك قضايا شائكة أخرى من شأنها أن تعطي الإيرانيين الورقة الرابحة لاستبعاد كابوس التدخل في قضايا داخلية في إيران مثل قضايا حقوق الإنسان و قضايا الشعوب غير الفارسية والتهديد بهذه العصا أمن واستقرار العالم كله. في المقال القادم سنناقش سبل مواجهة هذه المحاور الثلاث والتي تمتلكها إيران في الوقت الراهن وكذلك كيفية وضع نهاية لقصة الاحتلال.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي