الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين نبدأ..التعليم اولوية قصوى

عبدالله عطية

2019 / 7 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


لا اريد البدأ بالمقدمات الكلاسيكية التي تتحدث عن كون التعليم يعكس مستوى تقدم البلد، او انه ضروري جداً للافراد داخل المجتمع، انا هنا اطرح مشاكل جمه يعاني منها التعليم في العراق، بداية من رياض الاطفال وصولاً الى التعليم العالي، فلا يحتاج الى نظرة ثاقبة كي ترى ان التعليم يعاني لا بل العكس هذه المشكلة واضحة للعيان والمواطن العادي يعرف بها كما يعرف الوزير ورئيس الوزراء وكل فرد داخل المجتمع، وصراحة سوف نطرح مجموعة من النقاط التي نراها هي سبباً في تراجع التعليم في العراق.
تتلخص المشكلة الاولى في نقص المدارس الحكومية مقارنة مع النمو السكاني وعدد الطلاب المتزايد، الامر الذي سمح للتعليم الاهلي بالنمو وانتشار المدارس الاهلية بطريقة سريعة جداً وربما مخيفة، وهذا يعود الى تحول هذه المدارس الى مشاريع خاصة الهدف منها المادة والتجارة، وليس التعليم، لذا اليوم نرى في كل شارع مدرستين او ثلاث كأنها افران صمون وليست مدارس، هذا من دون النظر والتأكيد على ان هذه المدارس تفتقر لشروط الجودة ومتطلبات كونها مدرسة من حيث المساحة وعدد الصفوف، فالغالب منها بيوت مستأجرة تحولت الى مدارس، واعرف مدرسة مبنية على شكل سندويج(چينكو) على شكل بناية بطابقين، واخرى قطعة مستأجرة من مخازن تمور مدينة الحلة وتحولت الى مدرسة اهليه وفيها طلاب، هل هذه المدارس تستخدم فعلياً لبناء جيل؟ لا يعقل.
الامر الاكثر غرابة هو بعض الملاكات التدريسية من المزاجيين، تجدهم بعدة أقنعة فهم يدرسون في المدارس الحكومية بشكل، وفي الخصوصي والاهلية شكل اخر،كيف؟، فهؤلاء يعتبرون المدارس الحكومية وظيفة دائمية وراتبها مستمر ان نجح الطالب او لا، بينما يحتم عليه العمل في المدارس الاهلية او المعاهد الخصوصية الجد وبذل قصارى الجهود من اجل الفوز بأكبر عدد من الطلاب وبالتالي اكبر قدر من الاستفادة المادية، شيء اخر في هذه المشكلة هو الخصوصي الذي لا يوجد من هذا النوع في العالم فقط في العراق، وهذه ظاهرة غريبة جداً وان كانت واقعية ينبغي الحد منها، اذا اردنا اصلاح مشكلة كبيرة مثل مشكلة التعليم.
مشكلة اخرى في هذا المفصل من الحياة الاجتماعية وهو تسييس الوزارات التعليمية، اي انها تخضع للمحاصصة الطائفي المتفق عليها بين الاحزاب، مما يجعل الوزير السابق والقادم هدفه الحصول على اكبر قدر من الاموال له ولحزبة، وليس له علاقة بالارتقاء او تطوير الوزارة والكوادر التربوية والية العمل، وهذا ماجعل الاداء في تراجع مستمر والدليل على الكلام، ان منصب وزير التربية الى اليوم شاغر بعد سنة كاملة تقريباً من تأسيس الحكومة، ماذا يعني؟، ناهيك عن الفساد الاداري المتفشي في مفاصل الوزارة من المناهج وطباعتها وصولاً الى الايفادات وغيرها التي لا تعد ولا تحصى ولا تنتهي.
اكبر مشكلة قد نراها في قطاع التعليم وهي مشكلة المناهج، هذه المشكلة التي لم نجد لها حل ابداً، فالوزارة تتعامل مع المناهج مثل تطبيقات هاتف ذكي تنزل باستمرار تحديثات وتعيد طباعة الكتب الدراسية، لتكبر المشكلة وتصل عدم قدرتها على طباعة وتوزيع كتب للطلابة، هذا غير ما تحويه هذه المناهج من قضايا ومواضيع طائفية وعنصرية تمدح فلان وتلعن فلان وما الى ذلك.
هذه المشاكل وغيرها الكثير مما هي موجودة في مفصل التعليم، اما كيف نحل هذه المشكلة فمن المعيب التساؤل عنه، فأبسط طالب في المدرسة اذا طالب بحقوقة وتمت تلبيتها ستجد انه حل مشكلة التعليم، لذا انا اقول اذا اردنا اصلاحاً حقيقياً للمجتمع علينا البدأ من التعليم، لان الشعوب تبنى وترتقي بالعلم، والدليل الواقع الذي نعيشة هو نتاج الثلاثة او الاربعة عقود من الحروب والسلاح والقتال، على ماذا حصلنا؟ واين وصلنا؟ ينبغي النظر الى هذا الموضوع بجدية اكبر كي لا يستمر التراجع والانهيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم