الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندكم حدا يكفل هذا الفقير ببعثستان؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 7 / 17
كتابات ساخرة


"هلق" قصدي اليوم الصبح وأنا واقف على الفرن "شافني" جار فقير معتر منتوف نتف و"مشقّف تشقيف" من الفقر والقلة والجوع والتعتير، ويقبض على "سيكارة الحمرا" الطويلة بيده الصفراء، و"عم يكحكح كحكحة"، ودقنه طويلة وشايبة متل شوك البلان، وقال لي: "أستاذ بتقدر تكفلني بالبنك بدّي آخد قرض"، قلت له: " فال الله ولا فالك يا رجل، شو بنك وما بنك ع الصبح، استغفر عشتار يا مواطن، وتب إلى ربك، يا ريت أقدر، الله وكيلك أنا داير ع حدا يكفلني وما عندي راتب ولا تقاعد ولا أي تعويضات بدولة التقدم والاشتراكية والرسالة الخالدة ولا حساب بنكي ولا اللي جاب الخير وما بعرف كيف بدّي دبرها..عندك حدا يكفلنا نحن الاتنين"؟..
قال لي معقولة ولوو، غريب، أستاذ كبير(رجاء عدم الضحك والمسخرة) متلك، وكنت تطلع بالتلفزيون، ومانك موظف وما ألك راتب بالدولة؟
قلت له ما غريب إلا الشيطان يا غالي، الله والخضر وكيلك هيك متل ما عم قلك، ماني موظف ولا علاقة لي بدولة البعث والاشتراكية لا من قريب ولا من بعيد ولم يحصل لي شرف أن أكون منها ومنهم..
قال لي غريب والخضر والإمامووو علي والشيخ منصور شغلة ما بتصدق..
قلت له صدّق كل شي بتسمعوا هون، هون بلاد الشغلات اللي ما بتتصدق..

قلت هل تعلم أنا يوم كنت أعمل خارج سوريا وراتبي آلاف الدولارت شهرياًن عندي حسابات بالبنوك، مو متل هلق يا حسرة،، ما كنت بحاجة لأي كفيل يكفلني وأكفله، فقط وضعي الوظيفي وعلاقتي القانونية بالمؤسسة التي أعمل بها وعقد العمل هو ما يكفلني و"مو قانون مبهدل شرشوح متل قانون العاملين الموحد"، فقط كنت أذهب للبنك وأطج توقيعي الكريم(يوم كان توقيعي له قيمة ومكانة، أما اليوم لا رصيد ولا أية قيمة لا معنوية ولا مادية لتوقيعي، وما حدا بيشتريه بنكلة وقشرة بصلة ولا بينصرف بأي مكان ولا أستطيع القيام بأية معاملة مالية، وحقيقة لم أوقع به من يوم رجعت على سوريا إلا ع محاضر التحقيقات بالفروع الأمنية والاستجوابات باعتباري عميل للصهيونية ومشبوه فيه وووو ومن هالحكي)، فلما سمع بالأمن والصهيونية، هرب وولى الأدبار، فقلت له لك وينك؟ وين رحت؟ قال لي دخيلك ما بقا بدّي ولا ضراب السخن...

فتـّق لي الموضوع جراحاتي الدفينة، وأيقظ بي أيام اللولو الخوالي، خارج سوريا، وفي عز حقبة التألق والعطاء والفتوة والقوة والبحبوحة ورغد العيش، ويوم كنت أبدّل السيارات اليابانية والألمانية حصراً كما أبدل ربطات عنقي يومياً مع الظهور اليومي بالفضائيات المتعددة، (صدقا كنا نأنف من ركب الكوري والصيني وحتى الأمريكي أما الإيراني اللي موطايلينه اليوم فكان عاراً أن تفكر بوجوده)، يومها كنت أذهب لموظف أردني اسمه توفيق يعمل بالبنك التجاري بتلك الدولة، وكان شاباً ودودا طيباً باسما باشّ الوجه، يستقبلك بحفاوة بالغة وكأنك نزيل بالهيلتون والهوليداي إن وحياة ريجينسي، ما إن تطأ قدماك أرض ذاك البنك المتلألئ ذي النجوم العشرة والمليارات "المتلتلة"، وكان بصدق التوقيع سرباً ومهماً ولديه نسخة مطابقة منه على شاشة الكومبيوتر، وكنت أكتفي وقتها بـ"طج" توقيعي في مكانين أو ثلاثة على ما أذكر وفي طلبين منفصلين، وكان يقول لي شرفتنا أستاذ، بعد ربع ساعة بيكون القرض بحسابك بالبنك...

بصدق متل ما عم قول لكم من النادر أن أستخدم توقيعي كمواطن على أي وثيقة، أو ورقة باستثناء اللي بالكم منه...

نعم يحدث هذا مع كثيرين بالبعثستان بالألفية الثالثة وليس مع قريش بيثرب مقر ومعقل وعاصمة داعش الخالدة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علي رأي عادل الفسّاد من ضيعة ضايعة
شيخ صفوك ( 2019 / 7 / 17 - 11:18 )
ردد الشعار ونام قرير العين
تحياتي أستاذ نضال

اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج