الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افريقيا وأسئلة المستقبل - تعليق علي مقال للرفيق شوقي حسن

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 7 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


منذ يومين، وبينما أطالع كالعادة أراء ونقاشات الأصدقاء حول ما يجري في الساحة السياسية مما يشغل النشطاء السياسيين وعامة السودانيين من قضايا الراهن وتطلعات المستقبل، مررت علي حساب الرفيق شوقي حسن ووجدت أسئلة كبيرة صاغها تحت عنوان "افريقيا الماضي والحاضر"، فتوقفت عنده لنصف ساعة تقريبا أقرأ ثم أعيد الكرة مرة آخرى حتى فكرت بالرد وقلت له حينها "سأقوم بكتابة تعقيب علي هذا المقال" وكعادة الرفاق جاء رده بطعم الود وأدب الرفاق الراسخ في لغة التواصل والحوار فيما بينهم والآخرين، وكنت أفكر في العنوان الذي إختاره الرفيق شوقي "افريقيا الماضي والحاضر" للتعبير عن ما يجيش بداخله تجاه هذه القارة، وهذا العنوان يجب أن يتم تطويره فهو يفتح نافذة كبيرة للنقاش، وكان علي متن المقال حديث شاب يحلم بدول ناهضة تحقق لشعوبها التنمية والرفاه والتقدم في كافة المجالات.

سرد الرفيق شوقي حمل رسائل عتاب لقادة دول افريقيا وأتفق معه لكونهم المسؤلين عن الحروب الجارية في بلدانهم وتشرد الملايين حول العالم خاصة الهجرات الإجبارية المسيرة بزوارق الموت والعابرة للمحيط إلي أوروبا وهجرات آخرى تذهب إلي الولايات المتحدة الأمريكية وأسيا هربا من فتك قنابل مستجلبة من ذات الإتجاه الذي يقصده المهاجرين، وذات هذه الحكومات تلاحق المهاجرين بمافيات أجهزت أمن وإستخبارات لا تضعهم يعيشون بسلام، فهم يفضلون المال والسلطة علي شعوبهم، وبعض الحكام يسعون لطرد الشباب من بلدانهم بحرب تفقير وعطالة وتضيق علي الحريات الخاصة والعامة حتى يهاجروا بعيدا لأن وجودهم سيقود لمقاومات هنا وهناك.

إن القلق العام وسط شباب افريقيا ليس محصورا فقط حول ثروات النفط والمعادن والزراعة التي حرموا من أن ينالوا حصصهم من عوائدها لأنها ببساطة تستغل في الحروب وتضخيم خزائن الموالين للحكام وتمكين الدكتاتورية في تلك الدول، إنما يخاف الشباب علي مستقبلهم وحياتهم وأمنهم ومصير الأجيال القادمة، والشباب يرون حجم التطور الحاصل في كل العالم من حولهم ويحلمون بافريقيا متطورة، فاذا نظروا لأوضاع أسيا وأوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها تشتغل أفكارهم فيما يجري داخل افريقيا الحبيبة.
ونعلم أن ماضي أفريقيا كان مظلم كما حاضرها الماثل، وهنالك تحديات سياسية وإقتصادية وأمنية كبرى، وعدد من الدول الافريقية تشهد نزاعات أهلية وجيوش جرارة تقاتل بأسباب مختلفة مع عجز الحكومات وشح الحل الذي يحقق السلام والأمن والإستقرار ويسمح بعودة أبناء السمراء من هجير الغربة إلي رحاب الوطن الكبير.

هذا القلق يجعل الشباب يفكرون بشكل جدي في التغيير سواء كان بالشكل السلمي الذي يصعب تحقيق التغيير عبره في المدى القريب بسبب إغلاق كافة منافذ التنوير وضعف المقاومة الديمقراطية في بعض الدول، ولكن يظل هو الخيار الأول وإن طال الزمن، والتغيير العنيف او المسلح هو أيضا باهظ الثمن وأهدافه لا تتحقق بسهولة ويسر لكنه خيار المجبورين.

الحكومات الدكتاتورية تدرك خطر الجيل الجديد علي بقاء وإستمرار حكم الإستبداد ولكنها ترفض الحلول التي تقلل من سطوتها وسيطرتها علي مقالد السلطة ومكامن الثروة كالأسواق التجارية والمناجم والحقول علي الثرى، انه الخوف الذي يسيطر علي حكام افريقيا، وهو ذاته الذي جعل الإنقاذيين يتمترسون ويرفضون السلام الشامل حتى هبت رياح ثورة ديسمبر المجيدة، والتغيير الذي يخافونه سيحدث بصمود تلك الشعوب، وطالما هم يمارسون القهر والتفقير فالثورة ستكون خيار الشعوب بكل الوسائل.

رفيقي العزيز شوقي، افريقيا لن تنهار بعد رغم كل تلك المشكلات، فحبل الأمل معقود بأيدي شباب وشابات يفكرون بشكل جديد ومختلف عن السابق، لذلك لا بد من وضع حد للإستعمار الذي أنهك افريقيا وما زال ينخر في بلدان كثيرة وفق نظريات الإستعمار الحميد التي تحدث عنها حميد علي مزروعي، فالإستقلال عن إستعمار الخارج والداخل مع وحدة الدول وتعاونها السياسي والإقتصادي والعسكري هو السبيل الذي يجعل افريقيا تتقدم وتزدهر.

تقبل خالص إحترامي.
سعد محمد عبدالله
18 يوليو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا