الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى ال61 لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة !

صبحي مبارك مال الله

2019 / 7 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نستذكر هذه الأيام ثورة الشعب والجيش العراقي التي أنفجرت في صباح يوم الرابع عشر من تموز -الأثنين-/1958 أي قبل أحدى وستين عاماً، هذه الثورة التي أحدثت ضجة كبرى على المستوى الدولي والإقليمي حيث كانت صدمة قوية للدوائر الإمبريالية والرجعية ومفاجأة لها في وقت كان العراق مكبل بقيود المعاهدات الإسترقاقية ، وحلف بغداد العسكري الذي ضم العراق، أيران، تركيا، باكستان والمملكة المتحدة والذي تأسس عام 1955 ثم أنسحب العراق منه بعد إعلان ثورة 14 تموز /يوليو 1958م وإسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية فأصبح أسم حلف بغداد يسمى بالسينتو وكان الهدف المُعلن من ذلك الحلف آنذاك هو الوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط كما ذكر في الموسوعة (ويكيبيديا) وفي زمن الحرب الباردة ولكن الحقيقة هو الحد من موجة التحرر الوطني ونهضة شعوب المنطقة وإنتفاضاتها ضد الحكام المستبدين وضد الإستعمار وكذلك مقيد بحلف الإتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والأردنية لغرض عرقلة نمو قوى الثورة.
لم تنطلق ثورة تموز من فراغ وإنما من خلال تراكم نضال الشعب العراقي الطويل، الذي أشتركت فيه كل مكوناته و فئاته وشرائحه و قواه الوطنية والديمقراطية و من خوضه كافة أساليب النضال من تظاهرات وأضرابات وإعتصامات وإنتفاضات ووثبات شعبية المطالبة بالتغيير، نتيجة التدهور الاجتماعي والإقتصادي والظلم والتعسف وحرمان الشعب من أبسط حقوقه المشروعة المُعلنة في الإعلان العالمي لحقوق لإنسان حيث كانت تستخدم كل الوسائل لإضطهاد الشعب وتكريس السلطات القمعية لإيقاف الحركة الجماهيرية. لقد كان الشعب العراقي وهو تحت النظام الملكي، محروم من حرية التعبير وتشكيل الأحزاب والجمعيات والنقابات ومن الخدمات الصحية والتعليم وإنتشار الأمية والجهل والأوبئة والكوارث الطبيعية كالفيضانات والأمراض الوبائية وظهور الفوارق الطبقية والجهل والتخلف.
وفي كل مرة يجري فيها إستذكار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، ينبري آولئك المتباكون على النظام الملكي وحكوماته العميلة بزعامة نوري السعيد، محاولة منهم التقليل من أهمية الثورة التأريخية ومن منجزاتها ولغرض مسح الذاكرة الشعبية المفعمة بالأخلاص والإعتزاز بثورة الشعب على الظلم والنظام شبه الإقطاعي ومنهم، ظهر مؤخراً السيد طارق حرب معتمد الأذاعة والفضائية العراقية ، ليشارك في برنامج حول ثورة 14تموز، حيث سخر من الثورة والتقليل من شأنها وتسمية الثورة بالإنقلاب ونكران منجزاتها وتأثيرها السياسي والإجتماعي والإقتصادي في تطوير بنيتها الاجتماعية. فعند التنكر للثورة يعتبر تنكراً وإستصغاراً لنظال الشعب العراقي ولم يخجل في الدفاع عن الأقطاع وظلمهم، ولم يتطرق للمعاناة التي مرت بها الثورة من خلال الإنقسامات والمؤامرات وتكالب القوى المضادة الذين تأثرت مصالحهم وإمتيازاتهم، وهو عندما يمدح النظام الملكي يمدح قوى الأستعمار والإمبريالية في تلك الفترة، حيث يطرح الأحداث بصورة سطحية وساذجة وكـأنه جالس في ضيافة أحد الأقطاعيين .
يذكر الكاتب عبد الخالق حسين في مقال له حول 14تموز 1958 (... الثورات لاتحدث بفرمان من أحد ، بل تحدث أذا حصل تناقض بين البنية الفوقية (السلطة )والبنية التحتية (الطبقات الاجتماعية )، عندئذ لابد وان يحصل الإنفجار، بغض النظر عن النتائج) ولهذا نرى إن الثورة كانت لها تحضيرات مسبقة سواء على المستوى الشعبي من خلال جبهة الاتحاد الوطني 1957، وعلى مستوى الجيش حركة الضباط الأحرار. لقد هبّ الشعب عن بكرة أبيه للدفاع عن الثورة والتضامن معها وغلق منافذ الردة والإنقلاب على الثورة. فهي ثورة شعبية أصيلة وليس إنقلاباً عسكرياً، ثورة جاءت حلاً للتناقضات الأساسية التي تأصلت في المجتمع العراقي وكانت موضوعياً جزء من الثورة العالمية ضد الإمبريالية وهي ثورة معادية للأستعمار.
(واجهت ثورة تموز منذ أيامها الأولى تآمراً إستعمارياً ومكائد للإطاحة بها وإفشالها) ... الفقيد صالح دكلة ..كتاب من الذاكرة سيرة حياة .
أستغل أعداء ثورة تموز الصراعات بين صفوف الحركة الوطنية العراقية لإضعاف مواقع الثورة . نفس المصدر
لقد حصلت تناقضات بين قيادة الثورة ، منذ الأيام الأولى من ناحية الأهداف والخطط وتوزيع المسؤوليات وتناقض الأفكار والمنهج وتحت ضغط نشاط التدخلات الخارجية ودور القوى الإستعمارية وبين الداخل المتمثلة بالأقطاع والقوى الرجعية واليمينية، نتيجة لعدم وضع برنامج عميق لجبهة الاتحاد الوطني وكذلك حركة الضباط الأحرار ونتيجة تداعيات الخلافات بين القادة العسكريين الذي أنعكس على الشارع ، فأنقسمت الجماهير إلى قسمين ولكن الأغلبية كانت بجانب القوى الديمقراطية التي كانت تؤكد على قيام نظام ديمقراطي ، إجراء انتخابات ، برلمان ديمقراطي الذي ينتخب بدوره رئاسة الجمهورية ولكن الحالة وبعد كشف المؤامرات المتتالية أتجهت نحو الفردية والعسكرية بعيداً عن قيام نظام مدني ديمقراطي حيث تم تجاهل دور الحركة الجماهيرية وموقع القوى اليسارية فيها وفي مقدمتها الحزب الشيوعي الذي عمل على حماية الثورة. لقد كانت الدوائر الإستعمارية والدوائر الرجعية الحاكمة في المنطقة قد هالها جميعاً سقوط النظام الملكي في العراق، الذي كانت تعتبره أحدى الركائز الأساسية في المشاريع الأمبريالية ولهذا أشتد تآمرها وتحركها لإسقاط الثورة خدمة للإقطاع والرجعية وبقايا النظام الملكي وقوى الأستعمار ومصالحها. ووضعوا العديد من الخطط بإتجاه الهدف ومنها عرقلة الدستور المؤقت، وتخريب الاقتصاد ، القيام بحملة إغتيالات ضد المناضلين ، عرقلة تنفيذ قانون الأصلاح الزراعي وإغتيال الفلاحين الثوريين ، إشعال الفتن وبث حملة إعلامية من داخل العراق وخارجه ضد الثورة ومكاسبها .
من أهم منجزات الثورة :إلغاء الملكية وإعلان النظام الجمهوري 2-صدور قانون الجمعيات عام 1961 الذي بموجبه إجيزت 700 جمعية وإجازة الأحزاب السياسية المؤمنة بالديمقراطية 3- الإنسحاب من حلف بغداد يوم 24-آذار -1959 4- المساهمة في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) 5-إلغاء العلاقات الأقطاعية وإلغاء قانون حكم العشائر 6- إصدار قانون الأصلاح الزراعي وإلغاء الأقطاع
7-إصدار قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959الذي بموجبه أعاد الأعتبار للمرأة العراقية 8- نشر التعليم على نطاق واسع 8- تبنت الثورة سياسة العدالة الاجتماعية والتقليل من الفوراق بين الريف والمدينة 9- تحرير النقد العراقي بالخروج من الكتلة الإسترلينية 10-إصدار قانون رقم 80 لسنة 1961 بإلغاء الإمتيازات البترولية في الأراضي العراقية فحررت 99.5% من الأراضي العراقية من سيطرة شركات النفط العالمية . 11- إبرام إتفاقيات التعاون الاقتصادي مع الاتحاد السوفياتي حيث أنشأ العراق بموجبه الكثير من المؤسسات الاقتصادية مثل الخط العريض لسكة بغداد-البصرة ، معمل الزجاج في الرمادي ، معمل الأدوية في سامراء ، معمل الجلود في الكوفة ، معمل التعليب والألبان في كربلاء ومعمل الورق في البصرة وغيرها 12- بناء ميناء تجاري عميق في أم قصر والميناء العميق لتصدير النفط في شمال الخليج 13- إنشاء مدينة الثورة 14- توزيع المساكن والأراضي على المواطنين والقوات المسلحة . وفضلاً عن ذلك من الإنجازات فالثورة قد منحت الشعب تدفق هائل من الثقافة والمعرفة والروح الثورية وإنفتاح الحريات وإطلاق سراح السجناء السياسيين ونشر التعليم التربوي وتعزيز الروح الوطنية . ولكن قوى الثورة المضادة عملت على عرقلة مشاريع الثورة حيث نجحت في فصم العلاقة بين القوى الوطنية والديمقراطية وبين الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ونتيجة للفوضى وخلط الأوراق وتشويه الحقائق مع نقل صورة كاذبة عن قوى الشعب المخلصة ومنظماتها الديمقراطية فضلاً عن الإنقسام بين العراق والدول العربية مما أدى ذلك إلى إستبعاد الضباط المخلصين وإحالتهم على التقاعد ، وإتباع سياسة عفا الله عما سلف حيث أخرج جميع المتآمرين من السجون وتكدست حول الزعيم قوى يمينية قومية رجعية وأجهزة أمن خائنة ملكية التي قلبت الحقائق وأستطاعت أن تمهد الطريق لمؤامرة 8شباط الأسود وتمريرها بمساعدة الدوائر الأجنبية المخابراتية، حيث حول العراق إلى حمام دم وقتل وأغتيال وتعذيب نال حتى الموت خيرة بنات وأبناء الشعب العراقي وبمئات الألوف ، والحالة الغريبة عندما حصل الإنقلاب الأسود كان في السجون آلاف المعتقلين من الشيوعيين والديمقراطيين والعشرات من المحكومين بالأعدام .
الزعيم عبد الكريم :- لم يستطع بناء أو تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي ، مدني برلماني
لم يستطع أن يصدر دستور عراقي دائم بدل المؤقت ، فشله في حل القضية الكردية
لم يستطع بناء علاقات جيدة مع الدول العربية .
المجد والخلود لثورة الرابع عشر من تموز والمجد لشهداء الثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024


.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم




.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد