الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(4)

ماجد الشمري

2019 / 7 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بات الثدي الانثوي مؤشرا دالا على الهوس الجنسي الذكوري،او كنوع من الايروتومانياErotomania)،وفي خدمة انا جنسية متضخمة بلا موانع.واضحى الثدي صورة ناطقة وموحية بالرغبوية الجنسية المنفلتة لشهوة الذكر-الرجل-الفحل،وتفعيلا لانتعاضه وحيويته المتوترة!.ولان وظيفة الثدي البايولوجية اهملت،ولم تعد كما كانت كمنتجة للحياة،لذا باتت بضاعة حية في سوق الجنس،للاستعمال المتعي،والاستهلاك الجنسي الذكري،ولادور لها سوى ذلك.ولان الانثى-المرأة مستلبة ومستغلة جنسياشاءت ام ابت،فقد استكانت واستسلمت لدورها المرسوم ذكوريا،واستجابت لقولبتها المصطنعة كجهازا جنسيا متموضعا ومملوكا،ولبست ثوبها التنميطي اللاذاتي و الذي فصله وخاطه لها بعلها-الهها الذكر،فاصبح هويتها الجندرية القارة،ملتصقا بجسمها وعقلها وعواطفها كطبيعة ثابتة وتكوينية لها في كل الازمنة والمراحل،بعيدا عن اي دور او وظيفة اخرى:انسانية،واجتماعية،وفكرية،تساهم فيها كنصف البشرية.فتجسدت كموضوع جنسي محدد ومكثف وبملحقات مطبخية وخدمية،ومتطلبات ذكر"ها"واحتياجاته ومزاجه.ان تكون جاهزة،وتبذل اقصى طاقاتها في تحقيق وتوليد المزيد والمزيد من اشكال وطرائق وتنويعات واساليب مبتكرة للوصول الى اللذة الكاملة وتحقيق رعشة الاوركازم المبتغاة لوثنها الحديث!.(الثدي)لو شطحنا وهرطقنا في سايكولوجية الجنس!يمكن اعتباره-لدى الانثى-قضيبها التعويضي!-على الاقل في لاشعورها-فهو معادل عضوي وجنسي في انتصابه وبروزه وضخامته وحلمته المنتفخة تجعل منه قضيبا انثويا له دور فاعل في الممارسة الجنسية فهو يقود ويتحكم كما يقود ويتحكم قضيب الذكر!.أستلبت وضاعت حقوق الطفل بغذائه الطبيعي-حليب الثدي-ورضاعته الفطرية من العضو المخصص لذلك.وانتصر الذكر-الرجل في معركته الجنسية حول جسد الانثى-المرأة،وثبتت كحالة عصرية جدا،وسادت في مثلث العلاقة للنواة المجتمعية الاولى:الاب-الام-الابن(ة).فالطفل لم يعد ابنا للاب،بل غريمه ومنافسه في الامتلاك ولعبة الجسد بين البايولوجي والجنسي.ومن اجل كسب تلك المعركة الشبقية للذكور،والاستحواذ الكلي على جسد الانثى كأم بدلا من جسد متعي خالص.والاب ايضا لم يعد ابا لابن،بل خصما في نزاع الملكية تمت ازاحته وطرده تماما من حيازة اي قطعة من جسد المرأة،حتى ذلك الجزء الذي اعدته الطبيعة للوليد..وكذلك الامر بشأن المرأة-الام،فلم تعد اما لوليدها،بل جسدا يفور بالجنس والصور والاوضاع الايروتيكية المغرية،ووعاءا للمتع،برسم الطلب والجاهزية للذكر الغالب،وتراجعت لحد الصفرية ادنى درجات الذاتية للمرأة كند مساوي او شريك انساني مكافيء في الشخصية والفردية والحقوق المتساوية في الاعتبار مع قرينها المتسلط في الواقع والنازع لكل حقوقها،مالم تكن في صالح انانيته وغروره الجنسي،وتراتبية شبقه كقيمة اولى وعليا يتربع على قمتها،وتلاشى سحر وتراجيدية الاوديبية الفرويديةـلتصبح الاوديبية ملهاة ساخرة وغريبة لم يحلم او يفكر بها سوفوكليس ابدا،ناهيك عن فرويد!.
لقد قلنا بأن الرأسمالية ومن اجل تسليع كل شيء من البشر الى الحجر،قد سلعت ضمنا جسد الانثى-المرأة،وعبدت الطريق للذكر-الرجل السيدـومهدت لمكانته اقتصاديا وعقليا وثقافيا واجتماعيا لكي يمارس سيادته وهيمنته على انثاه،واخضاع جسدها لغرائزه ونزواته ورغباته النرجسية.فالرأسمالية ورثت ذكوريتها من النظام الاقطاعي البطرياركي،وحافظت عليه كثابت ثقافي وقيمي وديني،ونظام ابدي للاشياء يخدم مصالحها واهدافها في التنظيم والسيطرة من خلال ذكر"ها"الرأسمالي-عامود ذكورية النظام-ومع ذلك،فهذا وحده ليس كافيا لتفسير ذلك الانقلاب،وعملية ابعاد الطفل عن صدر امه من قبل الرجل،ليكون -الثدي-لعبته الخاصة،له وحده كمصدر لذائذي جديد يضاف لبقية اجزاء جسد الانثى،والذي لم يكن له او من حقه عبر التاريخ البشري الطويل.هذا التفسير ليس مقنعا لوحده كعامل موضوعي وحيد في تعليل هذا التحول،ولابد من وجود عوامل اخرى ذاتية وموضوعية صرف في شعور ولاشعور الذكر المعاصر،والتي قادته او دفعته للاستيلاء وحيازة ثديي انثاه دون منازع.فما العلة او العلل لهذا الانقلاب الوظيفي والقيمي الذي جعل من اثداء النساء على هذا الجانب من الاهمية للنزوع الرغبوي المثير والمحفز لطرد العضو البايولوجي ذو الوظيفية الفسيولوجية المحددة،واستحضاره كعضوا جنسيا،ماديا ورمزيا على هذا الشكل الجنسي الواضح؟!.ان هذا التحول هو احدى تجليات ونتاج المدنية المعاصرة،وتطورات انماط العيش والحداثة والثقافة،ومركزية الجنس،ذكوريته،والعلاقة بين الجنسين،والاحتكار الحصري لجسد الانثى ولاغراض شبقية محض،وهو مؤشر على انا نرجسية لاتلتفت الا لاناها!.فبمجرد تحدبق الذكر بتضاريس الجسد الانثوي وتقاطيعه من:امتلاء وبروز وضخامة وانحناءات وطيات،الخ،هو مايصادر في الواقع والمخيلة "الجسد"الانثوي كموضوع-مادة بلاذاتية،فيختزله بتحويله الى مساحة شهوانية ساخنة لخلق وتجسيد الرغبة الغريزية الملحة،وتوليد حاجات جنسية نحو اجزاء من الجسد لم يلتفت اليها الرجل سابقا،وخاصة"الاثداء"وما المؤسسات والمراكز المتخصصة بعمليات التكبير والزرع والتجميل،وتغيير اشكال الثدي:انتفاخا وصلابة واندفاع وضخامة،والتي تتكالب عليها المرأة المعاصرة-ساكنة المدن المكتضة- بهوس،وبتأثير الاعلانات والدعاية والتي تدر المليارات من الدولارات،والتي يسعى فيها الطبيعي-ياللمفارقة!-الى محاكاة المثالي المصنع في تلك المراكز الرأسمالية للتجميل وانتاج ادوات ومتعلقات الجنس بكل اشكاله وانماطه المعروف والمخترع،وخاصة لفبركة جسدها وتحويله ال دمية جنسية مثيرة،فيكون كل مايتعلق بجسد الانثى صورة بانورامية ناطقة بالشهوانية والاثارة القصوى.،ومهيجا ملحا للغريزة الجنسية وفي خدمة الغلمة وتوفير منافذها وقنواتها.
....................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي