الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
باختصار شديد: شهداء ام قتلى
مالوم ابو رغيف
2019 / 7 / 26العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحكومات على اختلاف انظمتها، السياسيون على اختلاف توجهاتهم، الحزبيون على اختلاف انتمائاتهم، رجال الدين والمؤمنون ايضا على اختلاف اعتقاداتهم
الوطنيون على اختلاف تصوراتهم، النفعيون والمتملقون على اختلاف اهدافهم ومساعيهم يسمون القتلى بالشهداء.
يسمون القتلى بالشهداء
فنقول الجزائر بلد المليون شهيد
والحزب الشيوعي حزب الشهداء
والجنود المقتولين في الحروب شهداء
كتب لي احد الاصدقاء
ان ذلك يعني وجه من اوجه الاحترام للذين قدموا ارواحهم في سبيل قضية سامية.
ربما ولا اعتراض على أي قضية سامية.
لكن من الاحق بالاحترام
وجه القضية
ام وجه الحقيقة.؟
وجه الزيف
ام وجه الاصالة؟
وبعيدا عن الجانب القانوني العراقي الذي يُعطى لاهل القتيل حقوقا اضافية اذا ما أُعتبر المقتول شهيدا ولن يُعطي شيئا اذا لم يعتبروه.
فالشهادة تقدم على انها شرف ورفعة في سبيل غاية سامية رغم ان اغلب ما نسميهم شهداء يحبون الحياة ولا يريدون الموت، فمن لا يُعتبر شهيد، لاي سبب، يعني انهم سلبوا منه ما يسمى بالشرف والمجد الذي يُقنُع وجه القتيل، مع ان كلاهما الشهيد والمقتول واجهوا نفس المصير.
ان صفة شهيد ليس الا خدعة لجأت اليها الحكومات وقيادة الاحزاب ورجال الدين وغيرها من التجمعات السياسية والدينية للزج بالناس في مغامرات سياسية مجنونة حمقاء ليس لها معنى، للزج بهم في حروب عبثية لا يحصد الانسان منها الا الخراب والموت.
بالطبع، الناس لا تود رؤية الحقيقة البشعة للموت، لذا تراها مبهورة ومتفاخرة بلقب الشهيد، انها لا تود رؤية وجهة القتيل ولا جثته التي مزقتها الرصاص ولا تود ان تشعر بالمه ووجعه ساعة الاحتضار. كلمة شهيد تغطي على كل الوجع الانسان وتقدم صورة مخادعة لجمال الموت في سبيل كذا وكذا وكذا.
ليس من حزب يرغب ان يكون حزب القتلى انما حزب الشهداء
وليس من وطن يرغب ان يكون وطن القتلى لكن وطن الشهداء
وليس من دين يرغب ان يكون يكون دين القتلى لكن دين الشهداء
مع ان الحزب والوطن والدين كلهم حزب ووطن ودين القتلى
لاحظ ايضا
ان كلمة شهادة تحمل في مضمونها اختيارا ذاتيا للموت، وهي صورة مخادعة جدا للحقيقة:
لا احد يختار الموت انما يدفع اليه دفعا عندما يُزين وكانه حياة اخرى او مجد لا يظاهيه مجد او رفعة وسمو، مع ان القتلى لا يبقون حتى في ذاكرة الطريق ستنسى اقدامهم الارض ولن يبقى منهم سوى صورة ستذبل الوانها بمرور الزمن وستنتهي الى سديم النسيان ولا تبقى من وجود حياة القتيل سوى خواء وحسرة في ذاكرة الامهات.
كلمة الشهيد تعوق الناس من رؤية وجه الموت البشع ليستمر قتل احدنا الاخر.
كلمة شهيد قمع للغضب الانساني في مواجه الموت.
قمع للاجتاج الانساني في مواجهة استرخاص حياة الانسان
كلمة شهيد تاسيس لعملية قتل قادمة
كلمة شهيد ليس الا ضحك على الذقون وغسل للعقول ومخادعة ارادية يستخدمها اولئك الذين ينئون بأنفسهم عن ما يسمى الشهادة ولا يبعثون ابناءهم الى الموت ولا يعنيهم موت الاف غير ابناءهم، انهم يغامرون ويقامرون بحياة الناس دون أي تأنيب ضمير.
اننا في الشرق
اوطان القتلى
واديان القتلى
واحزاب القتلى.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - سؤال
بارباروسا آكيم
(
2019 / 7 / 26 - 14:30
)
هناك سؤال يطرح نفسه لماذا لا توجد هذه المصطلحات إلا عندنا في الشرق التعيس ؟
تحياتي و تقديري
2 - حرف اللام
محمد البدري
(
2019 / 7 / 26 - 16:05
)
لـ اننا في الشرق
اوطان القتلى
واديان القتلى
واحزاب القتلى.
صدقت يا استاذنا الجليل مالوم
انهم شهداء بفعل ثقافة الشرق حيث الجشع والطمع فيم لا نعرف كنههة بعد الموت
مع كل الاحترام والتقدير
3 - مع كل الاحترام والتقدير
محمد البدري
(
2019 / 7 / 26 - 19:26
)
استاذنا الجليل مالوم،
لا اعرف لماذا لا يزال الشرق يصدر مثل هذه الخطابات التي هي ادني من الاسطورة.
اكتشف الانثروبولوجين العالم القديم باعتباره فولكلورا، وقرأ ورأي الشرقي صورته بقبحها في مرآة ثقافة المعرفة الحديثة ورغم ذلك لازال يصدر القيح التاريخي.
فهل هو شرق مازوخي لن يخرج من طوره البدائي الممتد معه تاريخيا الا بالعنف,
تحياتي واحترامي وتقديري
4 - صدفه
كامل حرب
(
2019 / 7 / 26 - 21:00
)
الاستاذ مالوم , حقا انت ذكرت نقطه كارثيه فى عالمنا البائس الذى نعيش فيه , لاادرى كيف بدأت وحدثت ؟ هل كانت صدفه ضاره ؟ البدو العرب وعقليتهم الصحراويه الشرسه الجامده والتى توقفت عن العمل ؟ كيف كان لهم ان يدخوا هذا التاريخ ؟ دخولهم التاريخ اكيد كان مثل البومه التى تنعق وتنوح , اكيد دخلوا التاريخ من اوسخ ابوابه , هذا شئ مؤلم بدون جدال
5 - ضحايا
ملحد
(
2019 / 7 / 26 - 22:49
)
ضحايا
اتفق معك اخي الكاتب تماما
على حد علمي فكلمة (شهيد) اصلها وخلفيتها دينية?!
ومع كرهي الشدييييييد لكل مصطلح ذات خلفية دينية
لذا اقترح ان يتم تبديل كلمة (شهيد) بكلمة (ضحية)
حتى كلمة (ضحية ) لها خلفية دينية!
يبدو ان لغتنا تعاني من نقص المصطلحات المناسبة!
ربما يعود ذلك الى (جمود تطور اللغة العربية)…..
تحياتي بانتظار تعقيبكم اخي الكاتب المحترم
6 - الزميل العزيز بارباروسا آكيم مع التحية
مالوم ابو رغيف
(
2019 / 7 / 27 - 12:43
)
الزميل العزيز
بارباروسا آكيم
تحياتي
لماذا لا توجد هذه المصطلحات إلا عندنا في الشرق التعيس ؟
انا اعتقد ان السبب الرئيس لهذه المصطلحات هو اللغة العربية نفسها، فهي لغة دينية، لغة اثر عليها الدين بشكل كبير جدا حتى اصبح من الصعب العثور على بديل للمصطلح الديني الذي نردده في المناسبات السارة او الحزينة فترانا نكرر من يقوله المتدينون
مثل كلمة شهيد
وكلمة رحمه الله
وكلمة اطال الله عمرك
وحفظك الله
ومبروك او مبارك
والامثلة كثيرة جدا
حتى اني في بعض الاحيان اميل الى استخدام المصطلحات الاجنبية لانه تخلو من المضامين الدينية.ـ
7 - الزميل العزيز محمد البدري مع التحية
مالوم ابو رغيف
(
2019 / 7 / 27 - 12:55
)
الزميل العزيز محمد البدري
تحياتي
في ملحمة گلگامش، نراه يذهب في سفر صعب خطر جدا من اجل البحث والاستقصاء للحصول على سر الخلود او الحياة الدائمة
هو لم يسأل الالهة ليحصل على جواب انما ذهب بنفسه للبحث
هذه الثقافة الرائعة هي مكنت السومريين ومن بعدهم البابليين والاكديين والاشوريين في بناء حضارتهم الرائعة في عمق التاريخ
هذه الثقافة انقرضت وانتهت عندما جاءت الاديان
اذ ان رجال الدين عندهم اجوبة لكل شي
جواب عن الحياة
عن الموت
عن الحالة في القبر
عن شكل الحياة في الأخرة
عن الجنة وعن حور العين والغلمان المخلدون
فتحول الشرقي الى رجل كسول ينتظر الرزق من الله ولا يبحث بنفسه عنه، لم يحقق في الاساطير ولا في مصطلحات الكلام، تبناها كلها حتى لو تناقضت مع الحقيقة ومع الواقع وحتى لو تقاطعت مع فلسفته او نظرته الى الحياة
8 - الزميل العزيز كامل حرب مع التحية
مالوم ابو رغيف
(
2019 / 7 / 27 - 14:35
)
الزميل العزيز كامل حرب
تحياتي
المسلمون عندما غزوا البلدان المجاورة وغير المجاورة رفعوا شعار التبشير بدين الله الجديد
فاصبح الدين من اهم العوامل التي تبرر البقاء على الاحتلال وعلى الاستمرار في احتلال بلدان اخرى.ـ
بقى الاسلام كما هو قبل 1400 سنة كما هو ان لم نقل انه ازداد تزمتا وتصلفا.ـ
بالطبع حدثت ثورات عديدة ضد الغزو الاسلامي لكن المشكلة هي ان الدين سيطر على العقول فاصبح من الصعب فصل مصلحة الناس عن مصلحة الدين، اذ ان احد اهم اسباب سيطرة الدين على العقول هو ان الناس تعتقد بحياة اخرى غير هذه الحياة، وبهذا فان الدين يمثل مصلحة آخروية.ـ
الاسلام دين متزمت وقاس جدا، فكان على الناس استخدام نفس التعابير الدينية للاعراب عن احاسيسها، اكانت حزينة او مفرحة وذلك لكي لا يتم بالسهولة كشفهاوافرازها وتكفيرها واقامة الحدود عليها او اغتيالها.ـ
9 - الزميل العزيز ملحد مع التحية
مالوم ابو رغيف
(
2019 / 7 / 27 - 14:49
)
الزميل العزيز ملحد
تحياتي
ما الفرق بين عبارة قُتل من اجل الوطن وبين
أُستشهد من اجل الوطن؟
لا يوجد فرق سوى ان كلمة أُستشهد لا تشير الى القتل ولا الى وجعه وحقيقته المؤلمة
لاحظ ايضا كيف تم صياغة مبني للمجهول من فعل غير متعدي
اذ الفعل المبني للمجهول يتطلب وجود فاعل وفعل ومفعول به
بينما الفعل استشهد له فاعل دون مفعول
اي ان الذي استشهد هو الذي قتل نفسه اختياريا وهذا تشويه للحقيقة
اسأل اين نائب الفاعل الذي يقوم مقام الفاعل في عبارة
أُستشهد المحارب!.ـ
ولنترك اللغة جانبا ونعود الى ما هي ضرورة الباس المقتول لباسا دينيا؟
الا غاية اخرى غير تقوية سيطرة الدين على عقول الناس واخضاعهم الى رجال الدين
السؤال ايضا
لماذا التفاخر بالقتلى وليس التفاخر بالانجازات
بالاحياء
بسعادة الاطفال
بالوعي
بالرفاه الاجتماعي والتقدم العلمي
اما تكريم الابطال فيجب ان تكرم افعالم واسماء لا ان تضفى عليهم القابا دينية ليس لها معنى
10 - تعريف الاعجاز اللغوي في القرآن
محمد البدري
(
2019 / 7 / 27 - 19:51
)
فلنعترف بان التعليق رقم 9 ردا علي المعلق ملحد ينبغي ان يدرس في علوم سيكلوجية اللغة
كتب كثيرة تكلمت في موضوع اللغة واللسانيات وان من الممكن ان تضلل لو انها لم تكن امينة في التعبير عن مضمون الفكرة اما لضبابية الفكرة واما بقصد التآمر علي المتلقي لتبرير نوايا مسبقة.
العد 145 من عالم المعرفة عن سيكلوجية اللغة تعرض لموضوعها كمرض نفسي
وهذا التحليل النحوي في التعليق نموذج رائع
الهذا يقول العرب باعجازية لغة القرآن؟
تحية مرة اخري وثالثة للعزيز الفاضل مالوم
11 - اللغة العربية شهيدة
ليندا كبرييل
(
2019 / 7 / 29 - 04:14
)
الأستاذ القدير مالوم أبو رغيف
تحية وسلاما لشخصك العزيز
تأثرت جدا لمقتل الأستاذ جمال الخاشقجي، بالتأكيد لا يهمني توجهه السياسي أو الديني
القتل بحد ذاته ولأي سبب، مؤلم ومرهق نفسيا لي
لكني في ذلك الحين تساءلت: من الذي جعل الخاشقجي شهيدا؟ أعداء الوطن إذا قُتِلوا ليسوا شهداء، وهو بمنظور أهل السلطة السعودية كان عدوا وخائنا أيضا
هذا يسميه بالشهيد وهذا بالمغدور وهذا بالخائن، والكل نسي أنه بالأخير إنسان قُتِل
وهذا عندي ضد ثقافة الحياة
طيب والخليفة عثمان وعمر؟ وصفتْهما كتب التراث السنية بالشهيدين في حين يطعن التراث الشيعي بأخلاقهما
كل فريق يظنّ أنه على حق، وهذه مصيبتنا الحق والأعظم
الشهادة وهي لفظ ديني تغلِّب علاقة الإنسان بالله على علاقته بإخوته في الإنسانية
الشهادة في سبيل الله أو الوطن بطولة في نظر فئة من الناس
لكنها موت مستحق وفي ستين داهية في نظر فئة أخرى
أرى التناقض في عقولنا ولغتنا المسكينة المجني عليها
لغتنا شهيدة
مقالاتك عن الأساطير من أبدع ما يكون أتابعها بشوق وإعجاب
مترافقين نسير في دربكم يا مشاعل النور
تفضل احترامي
وتحياتي للحضور الكريم
12 - الزميلة العزيزة ليندا كبرييل مع التحية
مالوم ابو رغيف
(
2019 / 7 / 30 - 00:35
)
تحياتي زميلتي العزيزة
ليندا كبرييل
وشكرا لك على الاطراء
اللغة او الكلمة حدث ماضي، اي كلمة او اي صفة هي قياس على حدث او فعل او فكرة ماضية، قديمة، حتى وان كانت تعبيرا او وصفا للشعور ولموقف حاضر، لكنها لا تعكس حقيقة الوجدان ولا حتى شكله، فهل يمكن للماضي ان يكون بنفس مواصفات الحاضر؟
ولو اردت تقريب الصورة اقول
ان النساء في العراق عند مقتل او موت ابن او زوج، ولانهن يعرفن ان الكلمات لا تنقل حقيقة الوجدان، يشقن ملابسهن لتكشف عن صدورهن التي يدمينها ضربا تعبيرا عن الحزن.ـ هذا الـ
Action
وهي كلمة انجليزية ليس لها مرادف باللغة العربية، لا يتضمن زمان، انما يشير الى حالة اللحظة.
انه يعبر عن الحاضر الذي ليس في رحم الماضي، فالكلام والفكر والمعرفة كلها حزمة من الماضي تحمل تصوراته واحاسيسة وتُحييه في داخلنا دون ان نشعر، لذلك ان تجديد اللغة هو ايضا تجديد لعقلية الانسان.ـ
مشكلة اللغة العربية انها سجينة الفكرة الماوضوية، هناك خوف من تجاوز الفكر الماوضي، لان التجاوز يعني تجاوز الاسلام، يعني كسر اغلاله الفكرية والذهنية ومواجهة الواقع دون قيود اللغة، دون احتكارات الماضي.ـ
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد