الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملعب كربلاء .. سقوط ورقة التين

مؤيد عبد الستار

2019 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الافتتاح الذي قدمته الهيئة المنظمة لالعاب غرب آسيا في ملعب مدينة كربلاء أثار ردود افعال حادة ، فبسبب الموسيقى والرقص الذي صاحب الاحتفالية احتج البعض على ان ماحدث لا يتفق مع قدسية المدينة .
بينما يحاجج الفريق الذي لايرى باسا في الاحتفال بقولهم :
إن كان حقا يدعي البعض حرصهم على قدسية المدينة ؟
كان الاولى بهم وهم في أعلى هرم السلطة ان يحافظوا على سمعة المدينة ولا يتركوها نهبا للفقر والفاقة والمرض والخرافات والشعب يعلم حجم الفساد الذي يضرب أطنابه في مفاصل العديد من مراكز المسؤولية سواء في المدينة أم في البلاد أجمع .
لا شك ان قدسية أيـة مدينة لا علاقة له بالاحتفال أو بالموسيقى والرقص والفنون عامة ومنها السينمائية والاذاعية فان كربلاء والنجف والكاظمية التي توصف بالمقدسة لاتخلو بيوتها ومقاهيها ونواديها من أجهزة التلفزيون والسينما الخاصة والعامة التي تعرض مختلف الافلام الغنائية والراقصة وحتى افلام الخلاعة والتهتك ، ومع ذلك لا أحد يذهب الى ان ذلك ينتهك قدسية هذه المدن .
أذكر في اوائل الستينات وصل البث التلفزيوني الى مدينة النجف والكوفة وكربلاء ، اذ قامت حكومة الجمهورية العراقية بعد ثورة تموز 1958 بتقوية البث التلفزيوني لمحطة تلفزيون بغداد ونصب المرسلات لكي يغطي البث جميع المحافظات العراقية وكان أول من عارض البث التلفزيوني بعض رجال الدين الذين رأوا فيه انتهاكا لقدسية المدن التي تضم أضرحة الائمة .
امتنعت البيوت في النجف بداية عن شراء أجهزة التلفاز ولكن بعض المقاهي الكبيرة استخدمت التلفزيون لسماع الاخبار فقط في مواعيد نشرات الاخبار المعروفة وما لبث أن انتشر شــيئا فشيـئا في البيوت رغم أنف رجال الدين الذين لم يستطيعوا الوقوف أمام المد الشعبي المتمرد على إرادتهم الغارقة في التخلف و محاولتهم منع الناس من استخدام جديد العلوم والابتكارات . وفي ذلك عبرة لمن يعتبر .
لقد اثبت الجدل الذي دار حول افتتاح الملعب اتساع حركة الاحتجاج على المراهنين على خنق الحريات واجبار الناس على ارتداء ثوب الحزن المصطنع ومحاولة ابتزاز الجمهور الذي صفق للاحتفال وغنى النشيد الوطني وفرح لعزف فتاة على آلة الكمان والتعبير بحركات مقتبسة من فن البالية مما لايتعارض مع العادات والتقاليد المألوفة في مجتمعات العالم سواء على الصعيد البدائي كما لدى بعض القبائل أو على صعيد المجتمعات المتحضرة كما في ساحات ومسارح بلدان العالم ولن يكون العراق أوالمدن المقدسة استثناء ولن يخضع الجمهور لرغبات وارادة اللصوص والمحتالين والدجالين الذين يحاولون التستر بالاولياء الصالحين ولبـس المسوح والظهور بمظاهر التقى والورع في الوقت الذي تمتد أياديهم للمال العام وينهبون المواطنين جهارا نهارا ولن يستطيعوا تغطية عوراتهم بالف ورقة تـيـن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طاب فوك وقلمك الراقي-المجتمع بدون موسيقى وغناء و
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 8 / 5 - 21:58 )
ورقص ومسرح وسينماء وتشكيل وبقية الفنون ليس الا قطيع من البهائم لم يرق بعد للحياة البشريه وان العفونات الدينية او المسماة سياسيه التي تعمل لحرمان شعبنا الضارب في التاريخ وفي المعاصره ستنتهي الى الفشل وسوف سريعا يتخلص شعبنا من اسطبل حزب الدعوه ومستنقع المرجعيه ومزبلة الوقف الشيعي-والسني وما على شكليهما مازالت تتمسك بحرماننا ان نعيش كبشر سوي مثل المجتمعات المرفهة الحره في العالم-ان تستر تلك البهائم باسم الدين سوف لن ينفعهم لانهم اصلا لايستهدفون صيانة دينهم المزعوم انهم يحاولون القضاء على بشريتنا لينهبوا ويقتلوا وليكون العراق بقرتهم الحلوب-العار والموت لاعداء عراقنا العزيز ابو القيثارة والطبله السومريه والمقامات والابوذيه والهجع ابو العزاز -تحياتي


2 - عين الحقيقة
Muwaffak Haddadin ( 2019 / 8 / 6 - 01:20 )
ما تفضل به الكاتب والمعلق الكحلاوي هو عين الصواب
طاب فوهاكما وقلكما الراقيان

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير