الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحبُ والحياة

عبدالله عطية

2019 / 8 / 6
المجتمع المدني


أول سؤال ينبغي عليك سؤاله لذاتكَ في طريقة تغيير حياتكَ هو كيف أعيش؟، الجواب بالحُب، ليظهر سؤال أخر هو كيف أحُب؟، هذا سؤال غبي ليسأل عنه أحدهم، هذا الشعور غريزي بداخل الإنسان، يحتاجه الانسان بقدر ما يملكهُ، مثل أي حاجات أساسية ليحيا الأنسان بها كالطعام والشراب والجنس والرغبة بالاخر، الا ان الحب من أعظم هذه الحاجات والغرائز، وهذا الشعور بقدر أهميته هو المسير الخفي للحياة، فلا فرق بين إنسان او حيوان فيه، فهو شقيق الروح ويكون حيثما تكون الروح والعكس صحيح.
فالشعور بالحُب دافع قوي للعيش في الحياة وتقبل الواقع ومحاولة تغييره، فمثلاً حب الأشياء هو ما يدفعنا للأبداع بها، حُب الشخص هو ما يجعلنا نراه أجمل ونتقبله بكل أخطائه، حبُ الوطن هو ما يدفعنا للتضحية بأرواحنا من أجله، رغم أننا نعرف سوف نموت لكن نذهب وبخطى ثابتة في محاولة إثباته لحُبه، لكن ما الذي يجعلنا نحُب هكذا؟ الجواب نفس السؤال اعلاه وهو الحُب من أجل الحياة ونعيش من أجل من نحُب.

للأسف يدخل الحُب قائمة المحظورات في الشرق، فالواقع هنا صعب ان يُصدق على الانسان السوي، فالكراهية موجودة ومنتشرة ومن السهولة ان تجدها ودون عناء، فرجل الدين الطائفي يُسقط الاخر بأسم دينه، والسياسي يسقط الاخر بأسم الوطنية، وتجد خطاب الكراهية منتشر في كل مكان في مقهى والشارع والتلفاز والتواصل الإجتماعي، بينما لا احد يُعبر عن الحُب وان عبره عنه سوف يتم محاسبته بأسم الحرام والحلال والدين والعادات والتقاليد، لا احد يملك الشجاعة ليقول انا أحُب، لأن العقول العتيقة هنا تربط الحُب بالرذيلة، وأن هذا الشعور الجميل دائماً ما يشوه بأفكار مريضة تتعلق بالجنس والشهوة والامراض النفسية التي يحملونها، وكأن الحُب هو أصل الخطيئة، ولا ينظرون الى نفوسهم المليئة بالحقد والضغينة، قلوبهم الفاسدة وعقولهم المريضة، هم يخافوا الحُب لأن في الحُب يعيش الناس بسلام وهم مرضى بالحرب والدم والقتال.

بغض النظر عن هؤلاء يطرح السؤال التالي نفسه، اي نوع من الحُب أختار؟ هذا السؤال قد يصنف الحب الى اصناف، لكن ما اقوله هنا هو حَب من أجل الحُب، اي نوع من الحب هو ما يجعلك تحُب، بمجرد ان يولد هذا الشعور بروحكَ سوف تنظم الى ركب المسالمين في هذا العالم، لكن اذا اردت نصيحة مني فخذ بذاك الحُب الشامل، حُب الجميع الذي يجعلك تبادر وتساعد فقط لأنكَ تحب، لا تنتظر المقابل، امنح الحب من أجل الحياة، لأننا وبكل بساطة نحتاجه لنعيش، نحن نحتاجه اليوم في مجتمعنا لكي نعيد ترتيب حياتنا التي مزقتها الحروب، علينا ان نحُب حتى قبل ان نفكر، قبل ان نكتب قبل ان نتكلم، لأن الحُب هو ما يطمر معاناتنا، هو ما يجعل الامور الصعبة أسهل، بالحب نستطيع ان نجتاز كافة الصعاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي


.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا




.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا


.. اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة الرشوة




.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار