الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الخدمة الالزامية؟

حسين علي الحمداني

2019 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



بين الحين والآخر يعاد طرح قضية الخدمة الإلزامية للجيش العراقي كما كانت في العقود الماضية،وفي السنوات القليلة الماضية طرحت هذه القضية من قبل وزارة الدفاع التي أعدت حينها مسودة قانون من اجل إعادة الخدمة الإلزامية،لم يرى النور في حينه، وهذه الأيام يتم طرح الموضوع من جديد عبر وسائل الإعلام من أجل جس نبض الشارع العراقي.

وهنا علينا أن نسأل عن الدوافع التي تقف وراء السعي لعودة(الخدمة الإلزامية)،قد يقول البعض بأنها أحد أبواب امتصاص بطالة الشباب وهنا فإننا نرتكب خطأ اقتصادي وعسكري كبير جدا،الخطأ الاقتصادي الأول يتمثل في تخصيص موازنة مالية كبيرة لبطالة مقتنعة،وبإمكاننا أن ندرج في موازنة كل سنة أكثر 100 ألف درجة وظيفية أو أكثر لكافة الوزارات ونشترط أن تخصص لمن هم بأعمار 18 سنة وهو سن الخدمة الإلزامية وبالتالي نقضي على البطالة إذا كان الغرض القضاء على البطالة،والثاني زج عناصر في الجيش غير مؤهلة،وإن الفترة التي تحتاجها للتأهيل أكثر من فترة الخدمة نفسها وبالتالي فإن الغايتين الاقتصادية والعسكرية لن تتحقق.

أما إذا تصور البعض بأن الانتماء للوطن لا يتم إلا عبر الخدمة العسكرية الإجبارية فهو مخطئ جدا،لأننا بتصورنا هذا سنحكم على جيل عراقي هم من مواليد الثمانينيات وبداية التسعينيات من الذين لم يخدموا(الخدمة الإلزامية)بأن هنالك خلل في انتمائهم الوطني.وإن هذا القياس هو قياس الأنظمة الشمولية التي جعلت من( الخدمة الإلزامية)أحد أبواب السيطرة على الشعوب وخاصة فئة الشباب،خاصة وإن هذه الأنظمة كانت تزج نفسها وشعوبها في حروب مستمرة وطويلة وبالتالي تحول مجتمعاتها لمجتمعات عسكرية في كل شيء،ولعلنا هنا لا زلنا نخضع لموروث سابق لم يغادرنا بعد يتمثل بالخدمة الإلزامية التي ربما يتصور البعض بأنها ستحل مشاكل كثيرة دون أن يدرك بأن النظام الديمقراطي في العراق في واحدة من أبرز صوره هو تكوين مجتمع مدني وتسخير طاقات الشباب في المجالات المدنية مع وجود قوات مسلحة مهنية واحترافية تأخذ مهمة الدفاع عن العراق وشعبه.

وعلينا هنا أن نقول بأن الانتماء للوطن لا يمكن أن نختصره بالعسكر دون سواهم من شرائح المجتمع،وإن حاجة العراق الآن لطاقات الشباب في ميادين العمل والبناء أكبر في ظل وجود جيش عراقي محترف من المتطوعين وهم أيضا من الشباب الذين باتوا الآن يمتلكون من الخبرة ما يؤهلهم للدفاع عن الوطن وأثبتوا ذلك في معارك النصر ضد "داعش"، ويمكننا أن نقول بأن الجيش العراقي بعد عملية تسليحه التي تجري بقوة سيكون من الجيوش المحترفة في المنطقة التي تعج بجيوش(الخدمة الإلزامية)التي أثبتت فشلها الستراتيجي في مراحل عديدة من تاريخ العراق والوطن العربي، خاصة وإن العقيدة العسكرية المتطورة تؤكد على وجود( جيش محترف).

أما الجانب الأكثر أهمية والذي يجعلنا نتساءل عن جدوى الخدمة الإلزامية يتمثل هل نحتاج لمقاتلين؟الجواب بالتأكيد كلا،وإن كنا نحتاج فإن أبواب التطوع مفتوحة وبأيسر الوسائل في ظل استخدام وزارة الدفاع التكنولوجيا والتقديم الإلكتروني الذي من خلاله يتم التطوع للقوات المسلحة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا