الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية لم تغيير الناس

عبدالله عطية

2019 / 8 / 9
المجتمع المدني


أمس عبر الفيس بوك طرح أحد الأصدقاء سؤالاً عن أيهما أشد خطورة على الشخص أن ينتقد صدام ونظامة في الثمانينيات ام إنتقاد نظام الحكم القائم وراعيه الخامنئي الان؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي الأخذ بنظر الإعتبار مساحة الحرية الممنوحة بهذه الايام مقابل النظام الإستبدادي في تلك الأيام، بين دولة واللادولة، بين الدستور والقانون والعكس، كل هذه الامور ينبغي أخذها بالنظر قبل اعطاء الحكم والتصديق عليه.
لا اريد هنا اقناعك ان هذا النظام من ذاك او العكس، فالمقارنة بين سيء وأسوء تكون إساءة للمجتمع وحريته، لكن اريد ان اقول هنا كما في العنوان ان الديموقراطية لم تغيير الناس في هذا البلد، فالنظام السابق بقيادته البعثية دمر عقول الناس بالجهل، واسكن بدلاً عن الأفكار العواطف والهوبزات بأسم القومية والوطنية ومسيطر عليه بها، ثم جاء اتباع الثاني بعد عام الإحتلال وسقوط النظام ليكملوا مسيرة ذاك الشخص بأسم الدين والمذهب وحدث ما حدث بعد ذلك وأنتم تعرفون.
بعد سقوط النظام ومجيء الديموقراطية والحرية لم تكن كافية، والسبب هو الجهل، كان ينبغي اولاً إنتشال البلد من واقع الجهل والتخلف قبل إقحامه في هكذا دومة من المصطلحات السياسية التي شاعة استخدامها عن جهل، ثم أن أميركا وحلفائها الغربيين والإقليمين وبقية الدول المجاورة ذكية الى درجة ارسلت كومة من الفاسدين والسراق والاسلاميين من أجل وضعهم في سدة الحكم والتأسيس لهذ الوضع الذي نعيشه، لكن هذا ليس ما اريد أقوله، أثناء قراءة منشور الصديق وعلى الرغم اني من مواليد التسعينات ولم أعيش في حقبة الثماننيات الا اني تذكرت حادثة قبل الإعلان الرسمي للإحتلال بيومين حيث جاء البعثية بزيهم الزيتوني وبنادقهم الكلاشنكوف المعروفة لدى الجميع والمعروفين في منطقتنا الشعبية يبحثون عن الفارين من الخدمة، واحدهم سأل والدي عن أخي الكبير الذي كان مجنداً ويخدم في وحدة في شمال العراق، في محافظة كركوك تحديداً وكان السؤال عما اذا كان في البيت او وحدته، وانتهت الحادثة بأنتهاء الحرب وسيطرة المحتلين على العراق، وإعلان الحكومة المؤقتة، قبل سنتين تقريباً وقبل إنتهاء تحرير مدينة الموصل بشهر او اكثر قليلاً شاهدت نفس الشخص ببزته العسكرية المرقطة وسيارة حمل عليها ملصق لإحدى فصائل الحشد مع رتبة رائد، كان على رأس رتلاً للإمداد ذاهباً الى مدينة الموصل كما مكتوب على القطعة الموضوعة في مقدمة السيارة.
ما اريد أن أقوله من هذه القصة انه ليس من الضروري تغيير النظام فقط، ينبغي تغيير الأفكار وتغيير النظر، فالحرية والديموقراطية لا تكفينا كعراقيين اليوم، نحن بحاجة الى وعي، بحاجة الى إدراك ومن دونه نحن لا شيء، فالبعثي عاد برداء الحشد، والسارق عاد برداء الدين، والقاتل عاد برداء المذهب والعقيدة، والناس تنسى ماكانوا عليه وينظرون فقط للكلام المعسول، لكن يا صديقي صاحب المنشور القتل لا يزال كما هو، والسفلة والقوادون وأصحاب التقارير لايزالون موجودون، لم يتغير شيء عن زمن الطاغية الا الطاغية نفسه، وتحول الدكتاتور الواحد الى دكتاتوريات صغيرة، كل منهم له اتباع جياع يعيشون على فتات ما يقدمه لهم، بالمقابل يفعلون ما يأمرهم به، لذا التغيير الوحيد هو ان صدام والبعث كانوا يقتلون ويغيبون الناس بأسم القانون، اما هؤلاء بأسم الإنتماء والمذهب، ونهر الدم لا يزال جارياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة


.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي




.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة