الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقط القناع

راغب الركابي

2019 / 8 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 

 
في المذكرات التي كتبها لينين عن الثورة وعن الدولة ،  قادني نظري لبعض سطور كتبها  أو كُتبت عنه  ،  في وعن  أسباب سقوط  الدول والحكومات  قال : - حين يتغلب  في المجتمع مجموعة التجار من أهل  المخدرات والدعارة والفساد  ، وحين يتحكم بالناس جوقة من المرتشين والمرابين ، فحتمية سقوط الدولة  والمجتمع  قائما بالفعل   ..-  ،  نكتفي بهذا القدر من كلام ذلك  المناضل التاريخي  الفذ   ، لنسلط الضوء على ما حدث قبل أيام حين أعلن الحشد الشعبي عن إسقاط أحد أوكار التآمر والفساد  على الدولة والمجتمع  .
  كانت تلك  العملية  من الحشد  ما يرفع  لها القبعة والعقال والعمامة   ،  ولهذا باركناها  وأيدناها وأيدنا  الجهد وعنصر المفاجأة  فيها  ، خاصةً وإنها جاءت بعد فضيحة هروب المساجين من سجن القناة  في بغداد   ، وفي كلا الحالين مؤشر على أن التآمر على الدولة والمجتمع يأخذ أبعاداً خطيرة ويدخل في متاهات ، لا سامح الله  إن قر لها قرار  فقد تؤدي إلى إنهيار البلد بأكمله  .
وكما قلنا  :   إن الخطوة كانت بالنسبة مباركة  ومؤيدة  وفي ذلك  دافعا  لنا  للإيمان  بأن  خطوات  في الطريق  تتبعها إنشاء الله ،   في تدعيم الأمن والحفاظ على ما تبقى من أسس الدولة والمجتمع  ، وأملنا كبير كما هو رجائنا بأن يكون للمخلصين من بني الحشد دورا رئيسيا في إمساك الجانب الأمني والمخابراتي  للمرحلة المقبلة  ، فثمة رهان على تقطيع أواصر الدولة والمجتمع حسب ولاآءات وإنتماءات  ،  وقد خاب سعيهم في الأولى مع داعش وأخواتها وظني الغالب أن يخيب سعيهم هذه المرة كذلك ،  ولكن كما كانت عملية إسقاط المفسدين مهمة وصالحة وباعثة على الفخر   ،  هناك ثمة أسئلة من هذا الطيف الشعبي الكبير قائلين :  وهل  ستتم محاكمة هؤلاء المجرمين وإنزال عليهم ما يستحقون من عقاب  ؟  ، وهل سيتم ملاحقة مجرمين أخرين من نفس الفئة أو من نوعية أخرى ؟ ،  وهل يمكننا مشاهدة جر مفسدين وغير صالحين للمحاكمة بسبب ما فعلوه وأقترفوه  ؟  ،  أعني هل هناك إرادة الشجعان في تبني خيار تنظيف الدولة وتطهيرها  ؟  ،  أم إن الأمر مجرد تبادل أدوار وحسابات وتنافس بين شركاء أختلفوا على النسب والربحية ؟  .
  ومن وحي محبتنا لعراقنا وشعبنا نرجوا أن يتوالى  إدارة الصراع شرفاء غير  مدنسين ولا متخذين أخدان  ،  شرفاء من أبناء الوطن الكادح المجاهد البسيط   ،  وفي  هذه المناسبة سوف أتذكر حكمة الإمام الخميني حين تسلم زمام الأمور  ، فكان أول ما قام به تنظيف الدولة من أدوات العبث الداخلي من تجار مخدرات ودعارة مقنعة وغير مقنعة وإشاعة روح التمرد على الجهل والفساد  ، جاعلا منها ثقافة وعلم وفن هذا لمن يعي إنه يريد السيطرة والدوام والإستمرار ، وليس لمن يفكر بالسرقة والنهب والتآمر ،  ممن يلبسون ثوب الطهر وهم أفسد خلق الله ،  وهم كثير في بلادي مع الأسف الشديد  .
العملية الأمنية ضد تجار الفساد أحيت في نفسي روح الحياة وشعرت حينها ، إن الفساد بكل ما يمتلك هناك في الطرف المقابل رجال يريدون الحياة لشعبهم حياة حرة كريمة ،  لهذا أيدنا من غير تردد هذه العملية ورجائنا أن تتلاحق لتصفية كل ما من شأنه تدمير الوطن والمجتمع  ، فهذه الآفات أخطر بكثير من الإرهاب والحرب وكل أنواع المعانات ، هذه تتشارك بها كل الموبقات في العالم من أجل تحطيم الروح والمعنويات والأمل بالمستقبل  .
إن معظم أطياف الشعب أظنها معي في هذا التوجه وهذه الرغبة إذ لا أحد يريد للعراق الهوان والضعة والفشل وتلاحق المحن ، لا أحد من شرفاء الوطن وهم كثير يريد للعراق الإندثار والمحو والتيه في ظل عالم تتحارب فيه الحيل ووسائل الشر المختلفة  .
لقد سقط القناع عن الكثيرين ممن هم مرتبطين عن قرب وعن بعد مع هذه الشبكات المجرمة ، سقط القناع عن مسؤولين وعن متصدين من غير وجه حق ، سقط القناع عن المتاجرين بالقيم والشرف والدين والوطنية ، سقط القناع عن فئة المسبحين والناكثين والمارقين  ، سقط القناع عن جوقة المزيفين والمرابين وأهل السوابق  ،  ممن دفتعهم  نكبة العراقيين للتقدم في الصفوف الأولى  ، سقط القناع عن أسماء وصفات وألوان ومسميات ودور ومساجد وحسينيات ومآذن  ،  وأنكشفت كل العورات من تلك التي قبحت  وجه التاريخ  إلى يومنا هذا  ..

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي