الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق علي موقف قوى الإجماع الوطني تجاه إجتماعات القاهرة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 8 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



دب الخلاف مجددا بين مكونات قوى الحرية والتغيير والذي يصفه الكثير من قادة القوى الوطنية المعارضة بمصطلح "تباين" وهو في الأصل خلاف يرتكز علي المبادئ التي تحكم توجهات مكونات المعارضة السودانية، وقد ظلت الخلافات تطفح علي سطح محيط السياسة السودانية منذ سنوات عديدة لكن مع قيام الثورة المجيدة أظهرت المعارضة توافق تكتيكي أنشئ بموجبه تحالف الحرية والتغيير الذي رفضت بعض مكوناته طرح تطويره ليكون ذا أبعاد إستراتيجية تساعد علي إحداث تغيير جزري يحقق الديمقراطية والسلام الشامل في السودان.

ذهبت قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية السودانية إلي أديس أبابا لبحث كيفية ربط التحول الديمقراطي بالسلام الشامل وكان الخلاف واحد من معوقات الإتفاق لكن رغم ذلك تم تجاوز تلك العقبات والإتفاق علي تحقيق السلام والديمقراطية معا، وحلق "طائر الخلاف" مرة آخرى ليلاحق الإتفاقية في الخرطوم وتسبب ذلك في مشكلات تم حلها بفارق الصبر، وجاء إجتماع القاهرة ليعالج مشكلات السودان ويكمل مشوار التغيير والتحرر لكن موقف الإجماع الوطني أعاد الخلاف إلي الساحة بشكل أكثر حدة من ذي قبل.

هنالك تصريح منشور في وسائط التواصل الإجتماعي ومنسوب لقوى الإجماع الوطني يرد علي دعوة قدمتها حكومة جمهورية مصر للإجماع الوطني بهدف حضور إجتماع القاهرة للتشاور مع الجبهة الثورية ضمن مكونات قوى الحرية والتغيير حول قضايا السلام والديمقراطية، ولكن إشترط الزملاء في الإجماع الوطني تأجيل الإجتماع لأنهم منشغلين بالتوقيع النهائي علي الإعلان الدستوري مع المجلس العسكري إضافة للتعلل ببعض الأشياء التي أرها نقاط إنصرافية لا تزن قضية السلام بالمقارنة كواحدة من أهم أجندة التعيير في السودان.

أعتقد أن موقف قوى الإجماع الوطني لا يتماشى مع أهداف الثورة التي طالب فيها شعب السودان بالحرية والسلام والعدالة، وإذا تم وضع قضايا السلام في "سلة التجنيب" فان ذلك سيؤخر التغيير ويمكن قوى الثورة المضادة من التحرك في الساحة بكل أرحية، وتجنيب مسألة السلام سيضع السودان في صعوبات كثيرة تعيده إلي الوراء خطوات، ويجب أن لا يتكرر ما حدث سابقا بعد نجاح إنتفاضتي أكتوبر وأبريل المجيدتين، فلا ديمقراطية مع غياب السلام خاصة في ظل وضع سياسي وإقتصادي وأمني متدهور بشكل كلي، لذلك يجب أن تتم مراجعات حقيقية للتاريخ ودراسة عقلانية للواقع المعاش لبناء مواقف صحيحة تزيل الخلافات القائمة وتفتح مجال لبناء سودان المستقبل.

ما زالت مكونات قوى الحرية والتغيير قادرة علي التواصل والحوار البناء لتجاوز خلافاتها، وما زال هناك حس ثوري ووطني يحرك الشعور والعقل تجاه قضايا الوطن رغم تصاعد الخلاف علي السطح، يجب أن يستمر ذلك التواصل وإحكام التنسيق جيدا بين المعارضة في هذه المرحلة التاريخية الحساسة من عمر السودان وشعبه الذي قاوم طغاة النظام الإنقاذي بجسارة لم تحدث من قبل ليسترد حقوقه السياسية والمدنية ويصل إلي دولة المواطنة بلا تمييز.

سعد محمد عبدالله
10 أغسطس - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا