الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُرجوحًةُ الضائعين

محمد يعقوب الهنداوي

2019 / 8 / 14
الادب والفن


تَنــُــوسُ شموعي الضئيلةُ في هذهِ الظلمةٍ المدلهمّةِ
إذْ يرقصونَ على جثـّـتي في زفافي الأخير

أنا الآنَ أرقدُ في كفني المُرّ مُشّائماً
مُترعَ الرّوحِ بالموتِ
بالأغنياتِ الحبيسةِ
لكنّهم يرقصونْ

وأنْهضُ منْ جسدي
أَتَسرْبلُ وحْلَ التَغرّبِ بحثاً عنِ النّسغِ
ها مُشرعٌ قلبيَ الآنَ بينَ الحِرابِ
وبين الخَراب
وأحْتارُ أختارُ أيَّ المدائنِ

أيَّ القفارِ أُوسّدُ روحي
وأحْتارُ أختارُ أيَّ المرافِي لقارِبِ حُزني
وهُمْ يرقصونْ

مُثقلٌ بالطمى جئتُ
ما عاقرٌ جَسَدي
إنّما عادةُ البحرِ يهدرُ متّئداً
هازِئاً
ثمّ يَطغي ليَغسلَ عن شَفَتَيهِ المسافاتِ
والزَبـَـدَ المرّ

لكنّه زمنُ العقمِ إذ تَزْدري البَحرَ أمواجُــهُ
والفوانيسُ واهنةٌ
واهنٌ دمّ هذا الغريبِ الذي تستحلُّ المدينةُ أشلاءَه

أيّها النبعُ خذني إليكَ
اسْتَعِدْنِي
فمِنْ بينِ كلّ الأزاهيرِ أورقتُ دفلى
كتبتُ الأغاريدَ منْ كلّ لونٍ
وفي عاصفِ الرّيح عرّيتُ روحي
تضمّخْتُ بالعشقِ
فانقشعَ الوَهْمُ عَنْ مُقلتِيْ
بينَ خوفي وحتفي
تعلــّمتُ انّ القصائدَ أرجوحةَ الضائعين

وها أنذا
واقفٌ
منذُ بدءِ الخليقةِ أنتظرُ الإنهمارَ الجديدَ
بحزنِ النوارسِ سوّرتُ روحي وحصّنتُ أبوابَها
منذُ دهرٍ أشدّ قلوعيَ

مُنتظراً مَوعدَ الربّ
أو مَوعدَ الماءِ
أو مَوعدَ العشقِ
إنّي انتظرتُكِ أيـّـتُها الخفقةُ الوعدُ في عمرِ قلبي
عشيّة أرسيتُ قاربَ عزمي على شفةِ المستحيلْ

تمرّغتُ بالإثمِ قبلَ الخليقةِ
لكنّ عيناكِ يا نورسَ الرّوحِ أسرَجَتا أرَقي
ثمّ غامرَتا باكتساحِ دمي البربريّ
وتومضُ بـُـقـْيا شموعي الضئيلةِ في هذهِ الظّلمةِ المدلهمّةِ
منْ لِي بِمَنْ يُصْلِــحُ الآنَ بيني
وبينَ الذي فيّ
يغتالُ أفراحَ روحي
وما النفعُ في أنْ أُحبـّـَكِ
أو لا أحبـّـك

فلتستبيحي جراحي ونامي
يا امْرأتي
نامي
نامي
بكراً جِئتــُـكِ لمْ تَعرِفْ مِثلي امرأةٌ
مَخذولاً
أعْرفُ أنّـك آخرَ فرعٍ في غابةِ حزني
أعرفُ أوْجاعي تهدمُ أحلامَ التعساءِ بفجرٍ أحلى
قد لا يأتي أبداً
لكنّ العامَ الفائتَ فاتْ
والآتي جاءْ
الليلُ يمزّقُ أوردتي يتعقـّـبُ فيها أثرَ الماءْ
وهذا العالمُ أعمى
يبحثُ في ظلمتـِـهِ الأزليـّةِ عن معنى الأشياءْ
فنامي


وَحْدي مزّقــْـتُ قميصي
ما عرّاني الجندُ
ولكنْ
جلدي ضاقَ عليّ
وبينَ ذئابِ الأرضِ تشرّدْتُ بـِـعُرْيي
ورجعتُ ليوغلَ هذا المعولُ في الرّوحِ خرابا
وأنا أتفجرُ فيكِ براكينَ مراهقةٍ عمياء
فنامي
نامي
نامي

* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي