الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنفلات السلاح واللادولة

عبدالله عطية

2019 / 8 / 14
المجتمع المدني


الكتابة عن الأحداث المهمة من منظور الفضائيات والبيانات الحزبية والتصريحات الصحفية تُعد كارثة، في زمن أصبح دور الإعلام صناعة الأحداث بدل نقلها، إعلامنا العراقي الحزبي يقوم بفهم الأحداث كما يريد صاحبه الجاهل، ليبث الجهل ويزيد عمقهُ في المجتمع، فقط لأنه صاحب مال ونفوذ يستطيع فعل ما يريد، يقتل او يجمع السلاح في المناطق السكنية وغيرها من الامور التي تحدث في ظل مرحلة اللادولة والجهل الفكري والسياسي.
قَبل يومين أثارت ظاهرة انفجار كدس أسلحة في منطقة ابو التشير في قاعدة يقال إنها عسكرية، موجة من الاخبار والتغريدات والتصريحات، حتى وصلت الى مرحلة الغثيان من شدة القرف والضحك على الذقون، بعضهم قال إنها أمانة لدولة مجاورة، وقصفتها طائرات تابعة لدول إستعمارية، والبعض من الجانب الاخر غرد عبر تويتر وقال انه تم تنظيف بغداد من أسلحة ايرانية، وغيرها الكثير والكثير من المدونين الذي ابدوا رأيهم، الا أن هاتان التغريدتان أستوقفتني، وصراحة أخذتني الى مجال أخر من الموضوع، وهو بحسب صاحب موضوع الأمانة لا أعرف ان كانت تعتبرنا هذه الدولة كبلد مستقل وتؤمن الأسلحة لدينا ام مجرد مستعمرة لها؟ او ارض تابعه لها وتقوم نشر أسلحتها الاستراتيجية، وهل كحكومة عراقية مؤسساتية منتخبة كما تحبون وصفها لإضفاء الشرعية عليها تعلم بموضوع هذه الأسلحة؟ كمواطن عراقي ومن حقي ان أطُالب أستجواب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكل الجهات المسؤولة عن هذا الحادث، بالإضافة الى محاسبة المقصرين علنناً، وتعويض المتضررين من الحادث.
الجانب الأخر الذي أستوقفني من الموضوع هو الطائرات التي قصفت الموقع، حسب رواية المغرد الذي يمثل الدولة الإستعمارية هي طائرات دخلت المجال الجوي العراقي بدون ردة فعل من وحدات الدفاع الجوي، وما زاد الطين بلة هو القصف طالَ العاصمة بغداد، اي أنه لم يستهدف مدينة حدودية، وإنما الضربة كانت في العمق العراقي، ليأتي السؤال الذي يثار وهو أين منظومات الدفاع الجوي العراقي؟ لماذا لم تستهدف هذه الطائرات التي أخترقت الاجواء العراقية؟ هذا إن كانت هناك منظومات اصلاً، وهنا ايضاً ينبغي التوضيح عما اذا كان الجيش يملك هذه المنظومات او لا، لأن اليوم الدول تتسابق لشرائها وتحصين اراضيها، والعراق صرف المليارات على صفقات أسلحة ولم نعرف ماهيتها، لذا نرجوا التوضيح لمعرفة الحقيقة، إن كانت هناك حقيقة.
اما ما يخص فوضى السلاح وإنتشاره فهي ظاهرة أصبحت طبيعية من شدة ما اصبحت مألوفة للناس، فالسلاح اليوم يباع وينتقل بشكل علني في مناطق عديدة من العراق، بعضها رسمي والأخر غير رسمي، فمثلاً منطقة الباب الشرقي وسط بغداد، وسوق مريدي، وغيرها من الاماكن حتى اصبح السلاح يباع عبر التواصل، انا اسأل اين يخزن هذا السلاح؟ هل التجار الغير رسميين إنسانين لدرجة تخزين هذه الاسلحة خارج المناطق السكنية؟ هل الإجنحة المسلحة للاحزاب سلمت أسلحتها للحكومة فعلاً؟ اليوم السلاح منتشر في كل منزل تقريباً ولا يكاد منزل في العراق يخلوا من قطعة سلاح اليوم، وانا أتحدث عن اسلحة خفيفة وشخصية، لكن ماذا عن تجار الموت الذين يخزنون الاسلحة الثقيلة؟ ولنتذكر قليلاً إنفجار الكدس داخل منطقة سكنية في مدينة الصدر، والاضرار التي سببها الانفجار الذي حدث على مسجد في البلديات، هذا الوضع في العاصمة، ماذا عن أقصى مسافة من العاصمة في كافة الإتجاهات؟.
كي لا نظلم العشائر ولا نشركها في هذا العملية، فعشائر الجنوب والغربية تملك ايضاً اسلحة لا يستهان بها وهي ايضاً مخزونه في داخل المدن، ومن يقول لا تملك العشائر أسلحة فليشاهد الفديوهات التي تصور عندما يحدث نزاع عشائري، ويلاحظ ترسانة الأسلحة التي تملكها، هذا الواقع وان كانت لعبدالمهدي نية في التأسيس لدولة، عليه ان يتخذ اجراءات حازمه، والا الاستقاله افضل حل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ