الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بين نصرة الشعب الجزائري الحبيب وخيانة الحكام العرب

راني ناصر

2019 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بينا يتسابق معظم الحكام العرب فيما بينهم لتجميل الوجه القبيح للاحتلال الصهيوني وشرعنته والتطبيع معه، وتجريم من يدعم الشعب الفلسطيني الأعزل في دفاعه عن أولى القبلتين وثالث الحرمين ومقاومته لمن اغتصب ارضه وقتل الألاف من أبنائه وشتته في بقاع العالم؛ يقف الشعب الجزائري الحبيب سدا منيعا امام أي محولات "صهيو- عربية" وغربية لإقصاء القضية الفلسطينية عن بعدها العربي والإسلامي.

فقد تجلت خيانة الحكام العرب لفلسطين مؤخرا بمحاولتهم تمرير صفقة "خيانة القرن" او المسماة إعلاميا بصفقة القرن، وصمتهم جميعا عن جرائم إسرائيل المتكررة بحق الشعب الفلسطيني، واهداء أمريكا للجولان والقدس لإسرائيل؛ وتحويل إسرائيل امام المحافل الدولية من كيان قاتل وغاصب لإراضٍ عربية الى ضحية؛ فقد ذكر مؤسس مركز التراث الصهيوني مايك إيفينس بعد لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد انهما أكثر دعما لإسرائيل من كثير من اليهود.

فبينما ينقل قطار العار والهوان والعهر والفجور الإسرائيلي حجيجه الصهاينة من دبلوماسيين وأكاديميين ورياضيين واعلاميين الى العواصم الخليجية والمغرب وتونس ومصر والأردن، يقوم الحكام العرب بتوجيه أجهزتهم الإعلامية وعملاءهم المرتزقة من صحفيين ومعلقين مغمورين حاقدين من أمثال السعوديان كسّاب العتيبي الذي انكر قداسة المسجد الأقصى، وفهد الشمري الذي شتم الفلسطينيين ووصفهم بالشحاذين بلا شرف، والكويتي احمد جار الله الذي قال القضية الفلسطينية لم تعد شأنا عربيا، لتحويل التطبيع مع إسرائيل ومهاجمة الفلسطينيين على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى "موضة."

أما الجزائر الحبيبة التي تمثّل شريان الامل الوحيد الباقي للقضية الفلسطينية لم تقصر يوما في تقديم أي دعم سياسي او شعبي لفلسطين؛ فقد قام حزب الشعب وجمعية العلماء المسلمين الجزائرية بدعم الثوار الفلسطينيين بالمال ابان اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى من 1936-1939 مع مشاركه ثلاث فصائل عسكرية جزائرية للدفاع عن فلسطين، وفي عام 1948 انشأت الجزائر "الهيئة العليا لإعانة فلسطين" لدعم الثوار الفلسطينيين بالمال والعتاد وأرسلت مجاهدين جزائريين شاركوا في عدة معارك ضد الصهاينة اشهرها معركة قرية "هوشة" التي استشهد فيها 35 مقاتلا جزائريا.

وبعد استقلال الجزائر أصبحت الجزائر النافذة الأولى والوحيدة للفلسطينيين لتعريف العالم بقضيتهم بعد احتضانها لحركة فتح عام 1963؛ حيث أكد أبو جهاد أحد أبرز القيادات الفلسطينية "كان مكتب الجزائر نافذتنا السياسية العلنية الوحيدة للعالم"، وفي عام 1964 استمر الدعم الجزائري للقضية الفلسطينية باقتراح رئيسها احمد بن بلة في القمة العربية الأولى إقامة جبهة تحرير فلسطينية، وقامت الجزائر بتدريب المقاومين الفلسطينيين للقتال وزوّدتهم بالأسلحة في عام 1965.

كما أكمل الزعيم العربي الجزائري الخالد هوّاري بومدين رحمه الله صاحب مقولة " نحن مع فلسطين ظالمة ام مظلومة" دعمه لفلسطين برفضه هزيمة 1967 وارساله جنودا للقتال في حرب 1973، وذهابه الى موسكو وشرائه أسلحة روسية للثوار الفلسطينيين، وكان أول من ادخل القضية الفلسطينية إلى مبنى الأمم المتحدة.

فرفع الشعب الجزائري الحر والكريم والعزيز والعريق والوطني للأعلام الفلسطينية في ثورته المباركة منذ انطلاقها في شباط 2019، وفي ملاعب مصر في كأس الأمم الافريقية، وهتاف اللاعبين الجزائريين وجمهوره لفلسطين وشهدائها وهم في غمرت الانتصار عند فوزهم بلقب ابطال افريقيا؛ ما هو الا دليل على حب هذا الشعب العريق لكل شيء فلسطيني وارتباطه الروحي بفلسطين وشعبها.

نحن كفلسطينيين نعشق الجزائر شعباً وارضاً وعلماً ونفتخر بان نعيش في وجدان هذا الشعب العظيم من جيل الى جيل، وتفتخر بمحبته ودعمه لنا، ونفتخر ان نشاركه أفراحه واحزانه، ويشرفنا أن ترفع اياديه الطاهرة علمنا في عنان السماء.

وكفلسطيني أقول لو لم أكن فلسطينا لاخترت ان أكون جزائريا، وحفظ الله الجزائر وشعبها الحبيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن