الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثلية الجنسية وخرافة حركات الجسد

منظمة مجتمع الميم في العراق

2019 / 8 / 16
حقوق مثليي الجنس


((والجسد هو ايضا غاطس ضمن حقل سياسي، فعلاقات السلطة تعمل فيه عملا مباشرا)) ميشيل فوكو.
تنتشر داخل المجتمع خرافات عديدة حول مثليو الجنس، عن نوع الزي الذي يختاره المثلي او شكل الحركة او الكيفية التي يتناول بها الطعام او الشراب او الطريقة التي يتحدث بها الخ من الخرافات، والشخص المثلي هو دائما يحمّل من قبل المجتمع لخصائص معينة، اي ان المجتمع يضع صفات وخصائص لهذا الانسان دوناً عن سواه، والمجتمع هنا يريد عزل وفصل هذا الانسان، وهو بهذا العزل انما يدين ويستنكر الشخص المثلي.
واذا ما اخذنا الحركات الجسدية كمثال، فأن المجتمع قد ميز وفصل حركات الانسان هذا عن ذاك، هناك حركات خاصة للطفل، وهناك حركات خاصة عندما يكون في سن المراهقة، وعند بلوغه سن الرشد، ويجب ان لا يتعدى احد ما على مرحلة عمرية هو فيها، لأنه سيكون شاذا. ايضا المجتمع قد ميز تمييز رئيسي حركات الرجل عن المرأة، فلا يمكن-عند مجتمع ذي فهم معين- ان تكون حركات الرجل تتشابه مع المرأة، فوضعية جلوس الرجل تختلف عن وضعية جلوس المرأة، مشيتها إيماءاتها التفاتها كلها يجب ان تختلف عن الرجل، وقد رسخ المجتمع بقوة هذا الفهم عند اعضاءه، بالتالي فقد اتخذ موقفا متشددا تجاه من يخرق هذا الفهم.
لكن لماذا يبقي المجتمع على شكل معين للحركة للمرأة مختلف عن الرجل؟
ان الواقع يشير الى تأبيد ذكورية الرجل وادامة سيطرته وهيمنته، فهو عندما يعطي تقنيات جسدية معينة للمرأة معنى ذلك انه يضعها في وضع خاص لا يمكن الانفكاك منه، انها ناعمة الجسد لذا لا يمكن لها العمل، مكانها البيت، فالرجل هو صاحب القوة، وهو من عليه العمل. اذن فإعطاء هذه الصفات للمرأة وتصويرها على اساس انها ابدية، هو ما يراد ترسيخه وتثبيته.
قلنا ان المجتمع صنع خرافة تقنيات جسد معينة للمرأة، بذلك فالذي يتشبه بتلك الحركات هو شخص مرفوض، فالرجل الذي يمشي –كما يقال- مثل المرأة او يتحرك مثلها هو ليس برجل، ومعروفة تلك الجملة التي تقول " مخ امرأة بجسد رجل"، وقد رسمت صورة سيئة لمثلي الجنس، وان العلم قد اثبت بما يدع مجالا للشك بأن ادمغة البشر واحدة، ذكرا كان او انثى، لكن ما يجري من عملية غرس للأفكار واشكال التربية هو من يجعل مخ او دماغ المرأة ناقص، وجسد الرجل هو المكتمل. فالمرأة في وعي المجتمع وسلطته هي وعاء للجنس، والذي يأخذ دور المرأة فأنه يكون ايضا وعاءا للجنس، بالتالي فهو مرفوض ويجب انزال العقاب عليه.
ليست القضية كما يصورونها او ينتجونها حركات وتقنيات لهذا الجسد او ذاك، فهي مجرد خرافات، فالإنسان المثلي طبيعي جدا، الا انه يهدد وجودهم في شكل العائلة الذي يبنون عليه عالمهم هذا، شكل عائلة يجعل المرأة في وضع معين ومحدد، منجبة للأطفال، الذين يخضعون لعملية تربية اجتماعية تجعلهم خاضعين للنظام، انهم يريدون الحفاظ على هذه الدورة من الحياة التي تكفل لهم البقاء كأسياد، دورة حياة تبقي على نمط محدد من السلوكيات. لقد امنوا او سلموا بكل شيء، من نظرية دارون الى الانفجار الكبير وحتى رفضهم لفكرة وجود الجنة او الجحيم، الا انهم يتوقفون دائما بقوة امام الحركة المثلية في العالم، لماذا؟ لأنها تهدد وجودهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة


.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي




.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة