الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يريدُونها دولة عسكرية ؟؟؟ !.

الطيب آيت حمودة

2019 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



أدرك الجميع وأيقن بأن نظام الحاكم فاسد منذ أن سيطر جيش الحدود على السلطة بإنقلاب مسلح على الحكومة المؤقتة في صائفة 1962 ، ومنذ ذلك الحين والجيش يحضّر لكل الأعراس الرئاسية من بومدين ، إلى بوتفليقة ، فقد جاءُوا ببن بلة وانقلبوا عليه في 1965 ، وجاءوا بالشاذلي وأرغموه على الإستقالة ، جاءوا ببوضياف فاغتالوه أمام شاشات العالم بعنابة ، ثم جاءوا بزروال فاستقال أو أقيل من تحت الستار فاسحا المجال لرئيس اختاره الجيش كذلك ، وانسحب المترشحون للرئاسيات بعد أن أدركوا بأن الأمر محسوم لصالح مرشح الجيش ، وما هم سوى أرانب سباق لإعطاء مصداقية للمهرجان الإنتخابي الديموقراطي الكبير ؟ !

°°انتبه الشعب من غفوته وتذمر وكضم غيضه باستمرار ولفترات طويلة بعد أن شاهد وسمع وعايش هول الفساد في كل القطاعات ، فكان ترشيح الرئيس لعهدة خامسة وهو طريح الفراش لم يقو حتى على الكلام والقيام بضرورات الحياة بنفسه ؟ ! فخرج الشعب ثائرا على المهزلة وتكاثر المتظاهرون في كل ولايات القطر وفي كل جمعة يصعدون في المطالب التي وصلت حد (اروحو قاع) والتي تعني صراحة ذهاب كل الهيئات الحاكمة التي لها ضلع في اعوجاج البلاد والعباد ، وإن سقط بوتفليقة فإن النظام باق ويتجدد ... ويتمدد ... ويعيد هيكلة نفسه بالسيطرة على أقوى مؤسسة في البلاد وهي وزارة الدفاع الوطني ، فهي القوة الضاربة التي يمكنها أن تُوظف لإسقاط أي طموح سياسي كما كانت متعودة دائما ، فقيادة الأركان لا يمكنها أن تُفرط في فرصة ذهبية جاءتها بالصدفة ، فرئيس الأركان وجماعته وظفوا قوة المؤسسة للإطاحة بالخصوم ، وبها كوّنوا أتباعا ومريدين وكاشريين يُطبّلون للعسكر استعانة بالذباب الإلكتروني الذي لم ينج أحد من تهجمهم غير المبرر أخلاقيا وأدبيا، وحدث بذلك ( تمزق في النسيج الإجتماعي) بدت فيه مظاهر التخوين والتشهير والسباب ، واستخدم التاريخ كأداة غير واعية وغير بريئة لتشرذم الأمة وكثيرا ما قيل أن [ العنف اللفظي سيتحول إلى عنف مادي ] لما يخلقه من أزمات في نفسية المتلقي الذي هو غالبا أعزل من الثقافة التاريخية التي يجب أن تعالج وفق أسيّ المكان والزمان .

°°فالذين يؤيدون نظام العسكر مخطئون بالمرة ، فهم يريدون أن يجعلوا من الجزائر ثكنة عسكرية تسير بشعار ( أمر طبق )تغيير المنكر فيها لا يقبل إلا بقوة مثيلة أو تفوقها ، وهو ما يجعل البلاد عُرضة لهزات اجتماعية وتمردات و مطالب انفصال ..... في حين أن تطبيق نظام الدولة المدنية سيتيح للناس التعايش الإيجابي ولو هم مختلفون في الدين واللغة و الثقافة والإديولوجية ... فالوطن للجميع والدين لله ، ودفة القيادة تنتقل من يد ( الجيش) إلى يد (الشعب ) الذي يوظف مقدراته السياسية وبالطرق السلمية في إحداث رجات تدفع الحكام للرشد والإستقامة مادام الشعب هو الذي يقرر مصيرهم وليس الثكنة العسكرية ، أكبر خطأ عاشته الجزائر أيام الحكم العثماني هو سيطرة الإنكشارية على دواليب الحكم بالعزل والتنصيب لمن يشاؤون وبالطريقة التي يريدون ، فعندما نزلت جيوش( دوبورمون ) في شاطيء سيدي فرج عجزوا عن صدهم فسقطت العاصمة سريعا في يد المغيرين وسقطت بعدها كل الجزائر .

°°تشجيع الحكم العسكري ردة ثقافية وحضارية يجب سجبها من الطبقة المثقفة ، لأنها فعل رجعي تكديسي واستنساخ لتجارب فاشلة في مسارنا السياسي ، ولا خير في أمة لا تتعظ بدروس ما ضيها الئيس ، فجميع الإمكانات متوفرة لإقلاع الجزائر في صيرورة ديمقراطية سيدة يستفيد منها كل الجزائريين ويندحر الطغاة الذين يتصورون بأنهم هم الوطن ذاته ، وكل فشل في تحقيق المطلب الشعبي في حراكهُ الكبير سيجل الأمة تجتر نكساتها بإرادتها لفترة أطول من ذي قبل ، وسنندم حيث لا ينفعُ الندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح