الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يصبح مناضلونا موضوعيين تجاه المفكرين الأمريكيين أمثال هنتغتون وبرنارد لويس ؟

كامل عباس

2006 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الضجة التي أحدثها كتاب صموئيل هنغتون المعنون – صدام الحضارات وإعادة تأهيل النظام العالمي – حرضتني على التفتيش عليه, ذهلت بعد قراءته عدة مرات , لأن الذين كتبوا عنه قرؤوه على طريقة ( لاتقربوا الصلاة ) حتى أن الأستاذ حسن م يوسف اعتبره اخطر من فوغوياما لأنه يروج للاستغلال الامبريالي المتوحش بشكل ذكي , الأنكى من ذلك , ان يقدم للقارئ العربي بترجمة تضلل عقله وتحاول التأثير عليه ليُقرأ كما يريدون لاكما هو , لقد جاء في الكتاب ص 503 ( عالمية الغرب خطر على العالم لأنها قد تؤدي الى حرب بين دول المركز في حضارات مختلفة , وهي خطر على الغرب لأنها قد تؤدي الى هزيمته ) وانتهى كما يلي ( في الحقبة الناشئة صدام الحضارات هو الخطر الأكثر تهديدا للسلام العالمي , والضمان الأكيد ضد حرب عالمية هو نظام عالمي يقوم على الحضارات )
لم أكن اتوقع يوما ان يترجم صديق عزيز على قلبي جدا مثل الأستاذ عماد شيحا - الغني عن التعريف والذي يملك طاقة مذهلة يريد ان يوظفها لمصلحة الطبقات الشعبية في وطنه العربي – كتاب لمفكر أمريكي آخر ويقدم له مقدمة كالتي قدمها صلاح قانصوه لكتاب هنغتون , كنت اعتقد ان أخي وصديقي عماد أكثر موضوعية , فعليه ان يعرض الكتاب كما هو , وإذا أراد ان يعلق عليه سياسيا فهذا حقه , ولكن ليفعل ذلك في مجال آخر اما ان تأتي المقدمة من اجل ان يقرأه العربي باتجاه واحد , فهذا ما لم ارتضيه لصديقي . يقول في مقدمته لترجمة الكتاب _ أين يكمن الخطأ ؟ . صدام الاسلام والحداثة في الشرق الأوسط . مايلي (( نحتاج اكثر من أي وقت مضى أن نقرأ كي يكون بوسعنا ان نناقش وننتقد وأن نخرج من أحبولة صموئيل هنتغتون عن الصراع بين الحضارات !!!. ومع ان ادوار سعيد قام , ومنذ أكثر من ربع قرن , بتفكيك الأساس المعرفي لمجمل اعمال برنارد لويس , وأظهر هشاشتها النظرية وانطلاقها من وجهة مسبقة تمليها انتماءات أيديولوجية ... ))
لماذا صديقي عماد لم يرى في الكتاب أي ايجابية لست ادري ؟ ترى الم يتعرض في بيئته مثلي للمقاطعة والعزل لكونه دهري , والذي رصد الكاتب بقية هذا التفكير الشرقي الموروث من أيام السلاطين العثمانيين ص 116 (( ... بسم الله الرحمن الرحيم . أيها المؤمنون باله واحد , يعلم المسلمون ان الفرنسيين – هدم الله منزلهم وأذل راياتهم – هم كفار عصاة وأشرار مخالفون , لا يؤمنون بوحدانية رب السموات والأرض ولا برسالة الشفيع يوم القيامة , بل إنهم نبذوا كل الأديان وأنكروا الآخرة وقصاصها , لا يؤمنون بيوم النشور , ويزعمون ان الدهر يهلكنا , وليس بعد ذلك لا نشور ولا حساب ولا امتحان ولا جزاء ولا سؤال ولا جواب ))
وما هو رأي صديقي بخاتمة الكتاب والذي حشدت صفحاته لكي يصل الى تلك النتيجة (( لكن هناك مسلمون لا يرون النضال على هذا النحو , اذ ان عددا متزايدا منهم يعتبرون ان الأمر لا يتعلق بالدين او القومية , ولا بهذه الحدود او تلك الأراضي , بل بالحرية . الحق ان يعيشوا حياتهم الخاصة , في مجتمع منفتح وحر وفي ظل حكومة مسؤولة تمثلهم , والعدو الأول بالنسبة لهم ليس الغريب , حتى لو سمي بالأجنبي أو الكافر أو الأمبريالي , بل حكامهم , الأنظمة التي تحافظ على نفسها بالاستبداد في الداخل والإرهاب في الخارج , وفشلت بكل مقاييس الانجاز الحكومي , باستثناء بقائها ))
ان الصديق عماد محق في نقد الكاتب من جهة ما يصفه( تصهينه ) وانا أعيب عليه ايضا ذلك التحيز للاسرائليين وعدم النظر بموضوعية لمأساة الشعب الفلسطيني والتعاطف معها من منطلقاته الانسانية , ولكن ياصديقي العزيز علينا ان نتفهم نحن أسباب ذلك , فهو غربي الهوى يعشق الديمقراطية ويريد ان تكون حتى العبقرية حكرا على المؤسسات وليس الأفراد , جاء في الكتاب ص115(( ففي السياسة الديمقراطية وفي الألعاب الجماعية يتطلب الأمر تعاونا منسجما , ان لم يكن موحدا , لعدة مؤدين لأدوار مختلفة بغرض مشترك ...... وينطبق الأمر ذاته وربما بقوة اكبر على البحث العلمي الحديث الذي ما عاد حكرا على العبقرية وحدها ))
سأسوق للصديق عماد حادثة لابد انه تعرض لمثلها في سجنه
في عام 1983 كنت في المهجع السادس داخل كفر سوسة , وكان لدينا راديو تكّرم به علينا احد السجانة برهة من الوقت . في تلك الفترة استمعت الى جلسة علنية للكنيست في اسرائيل بثتها الاذاعة الاسرائيلية على الهواء , فيها على صوت الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي مئير فلنر وهو يصف رئيس الوزراء بأقبح الألفاظ , جزار , فاشي , الخ , كان الى جانبي سجين بكداشي من حلب ضبط يمزق صورة الرئيس ويشتمه وهو سكران , وقد بقي معي ستتة اشهر بالتمام والكمال !!!
نعم ياسيدي أمثال من يعشقون الحرية ,لايرون في تاريخنا سوى القائد , الرمز , الضرورة , الخالد , وما لم نصبح ديمقراطيين سيبقى انحيازهم لاسرائيل واضح وصريح
كما ان عدم موضوعيتنا تجاههم تجعل عدم تعاطفهم مع قضايانا اكبر ياصديقي العزيز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير