الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات من عطلة العيد

حارث رسمي الهيتي

2019 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



كان هذا العيد حافلاً بالأحداث والمواقف، ولعلها عكرت صفو هذه العطلة الطويلة وجعلتنا نكثر من الجلوس أمام شاشات التلفاز ومتابعة آخر تصريحات قادة البلد الذين لا تمنعهم العطلة من اغراقنا بتلك المفرقعات لا التصريحات!!
فقبل العيد بأيام عشنا في دوامة الجثث مجهولة الهوية التي تم الاعلان عنها أو بالأحرى وبعبارة أدق جرى تسريب كتاب رسمي يطالب بلدية الحلة بدفنهم فثارت التصريحات، مرةً انها جثث أرهابيين تمت تصفيتهم خلال موجهات مع القوات الأمنية اثناء عملية تحرير جرف الصخر، ومرةً ضحايا وتمت تصفيتهم على اساس طائفي، وأخرى انها جثث تعود لحوادث متفرقة ومنها حوادث جنائية ومر وقت طويل على بقاءها في ثلاجات الطب العدلي وسيتم دفنها وفق تعليمات وقوانين تنص على ذلك!!
أخذت هذه الحادثة ثلاثة أيام تقريباً قبل أن يتم "لملة" الموضوع والخروج بمؤتمرات صحفية من المعنيين، مؤتمرات أقل ما يقال عنها انها غير مقنعة لعامة الناس هذا اذا افترضنا ان المتصدين للموضوع قد اقتنعوا !!
بعدها مباشرةً كانت تفجيرات مخزن الأسلحة في معسكر صقر، هذه التفجيرات وبحسب المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول فانها اسفرت عن استشهاد شخص واصابة 39 آخرين حسب تصريحه لوكالة ناس، لندخل في دوامة أخرى لكنها متشعبة هذه المرة من التصريحات والأسئلة والآراء، تقسمت بين من يقول ان هذا المعسكر تشغله قطعات الشرطة الاتحادية والحادث نجم عن سوء تخزين لأسلحة هناك، وآخر يقول انه معسكر تابع لأحدى الفصائل المسلحة والمنضوية تحت يافطة الحشد الشعبي والأسلحة كما يصرح أنصار هذا الرأي هي عبارة عن صواريخ لأحدى الدول المجاورة وتم تأمينها في هذا المعسكر وقد استهدفتها طائرة اسرائيلية، كل الاحتمالات هنا واردة ما لم تثبت أو تنفي الجهات المختصة أحدى الطروحات التي جرى الترويج لها والحديث عنها، علماً ان هذا مثل هذا لم يكن الأول من نوعه!!
اما صدور قرار القائد العام للقوات المسلحة والذي ينص على ان اي طيران خارج موافقة السيد رئيس مجلس الوزراء سيتم اعتباره طيراناً معادياً يجعلنا نرجح احتمال ان يكون ما حدث في معسكر صقر هو استهدافاً خارجياً!!
الغريب بالموضوع هو إن جهات معيّنة قد حولت دفة الحديث ولفت الانظار في محاولة منها لعبور هذه الحادثة الى موضوع آخر، موضوع كنا نسمعه من دعاة الطائفية والمتباكين على النظام البائد ليخرج من جديد شيخ معمم ومعلوم بالنسبة للحكومة وبكامل قواه العقلية مطالباً بحل الجيش بعد أن نعته بنعوت لا تليق بتلك المؤسسة .
وعلى ما يبدو هذا التصريح لم يكن زلة لسان، ولم يحرج قائله أو يُدفع على قوله بل عاده وأكده وشرحه بتفصيل أكثر في لقاء تلفزيوني ثاني، وأعتقد ايضاً وأتمنى أن يكون اعتقادي خاطئاً ان هذا الرجل وبهذا التصريح سوف يتم التغاضي عنه ايضاً رغم ان وزارة الدفاع وبتصريح لها قد اقامت دعوى قضائية ضده .
وأخيراً ومنذ أيام عادت اسطوانة سحب الثقة من السيد عادل عبد المهدي، لينقسم أهل الشأن ومعهم القليل من المتابعين والمحللين بين مؤيدٍ لسحب الثقة ومعارض لها، انا مؤمن لكل مصلحته في الوقوف مع هذا الرأي أو ضده، ولكن الحقيقة التي يجب ان تقال ان اداء السيد عبد المهدي وكابينته الحكومية غير مرضية للشارع ولم تقدم شيئاً يمس الحياة اليومية للمواطن سوى رفع الكتل الكونكريتية التي كانت تخنق بغداد، هذا اذا اعتبرنا ان فتح الشوارع امام حركة المواطنين يعتبر انجازاً، المشكلة لدينا ان الجميع شركاء في الحكومة حتى اولئك الذين تبنوا او سيتبنون خيار المعارضة، مؤمن جداً بأن الخدمات التي يجب أن تقدم لنا خاضعة لمساومات سياسية وهذا يتطلب اتفاقاً سياسياً على تنفيذها على ارض الواقع، ومقتنع تماماً بأن موضوع سحب الثقة سوف لن يطرح للتصويت وستبقى حكومة السيد عبد المهدي تمارس عملها على الاقل الى وقت ليس بالقريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE