الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل العقول هو قتل للحياة ووأدها وابداعاتها!!!

فايز الخواجا

2019 / 8 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قتل العقول يعني قتل الحياة وابداعاتها...!!!
من خطوات البحث العلمي الهامة والرئيسية ومفتاح هذه الخطوات واهمها على الاطلاق"الشعور بالمشكلة" ومن هنا يبدأ العمل,فمن لا يشعر بمشكلة فلا مشكلة لديه, وعندما ينتفي الشعور ينتفي الادراك وتنتفي الاسئلة وينتفي البحث وينتفي التفكير وتنتفي اهمية وضرورة الحصول على المعلومة والمعرفة لفض اشكالية المشكلة,لانه اصلا لا مشكلة في الادراكات والعلاقات الذهنية.
وفي نفس السياق فان الشعور بالمشكلة لا يحلها,وانما يستلزم طرح فروض عقلانية للاجابة على اسبابها واسباب توالدها في الواقع, وفي كثير من الاحيان يحتاج العقل لطرح فروض من خارج الفروض والتي هي متموضعة في الثقافة السائدة او من داخل الوعي المجتمعي المألوف,الذي تسكنه العقول وتترسخ في داخله, وفي حالة حدوث هذا,يعني لا مشكلة تكون قد حلت من جهة وتكون قد ترسخت وتجذرت من جهة اخرى وهنا الطامة الكبرى, وهذا باعتقادي ما ميز العقل العربي والمسلم طيلة تاريخنا وحياتنا في القرون السابقة, وها نحن نعيش في تلك الامتدادات والنتائج بكل مظاهرها وتجلياتها...
لا اناقش من لا يشعر ان هناك اشكالية في فهم الحياة في عقولنا وطرق فهمها ومقاربتها, لان فاقد الشيء لا يعطيه, وهو خارج دائرة مساحة النقاش موضوعيا, ولكنني اناقش من يشعر فعلا ان هناك اشكالية في فهم الحياة في ثقافتنا وادراكاتنا ولكننا قد نختلف في التفسير وطرح الفروض, لان طرح الفروض من نتائج المشكلة فيه قتل للعقول وللزمن واعادة انتاج الذات والمشكلة ايضا... وارى ان الفروض يمكن ان تترسخ في ما يلي:
* اغتيال العقل النقدي في تراثنا وحياتنا لحساب العقل النقلي,بحجة ان العقل النقدي هو عقل"بدعة" يخرج عن اطار العقل النقلي"المقدس" هذا العقل النقلي وابعاده قد حدده الفقهاء في التراث الفقهي!! واذا اعترفنا ان الثقافة الفقهية هي الثقافة السائدة في البنية المجتمعية العربية ومرجعياتها الذهنية والمعرفية وان الخروج عليها,هو خروج عن الايمان والدين والملة ومعاييرها وتعريفاتها التي تم تحديدها بما يسمى"باجماع الامة"!!!!! هذا التعبير الضائع والضبابي الذي يشهر دائما في وجوه اصحاب عقول الخروج عن المألوف والسائد,ليجد امامه تهم"الهرطقة" والزندقة" والتكفير" والبدعة" وتراثنا الاسلامي مليء بهذه التعبيرات وما تركته من آثار مدمرة طبعت وخزنت في اللاوعي الجمعي والذي ترحل عبر الحقب التاريخية.
*ان العقل الفقهي الذي اتكلم عنه ليس عقلا سكسونيا ولا هو عقل تنوع بيئات وجبال وسهول ومياه وتنوعات وتحديات لواقع طبيعي متغير ومتنوع وانما هو عقل انتاج صحراء مسطحة قاسية عارية ثابتة في امتداداتها والوانها وشحها وفقرها وقساوتها, صاغت القبيلة وفصلتها في اطار عقلي وذهني لا يملك هذا الاطار الا التسليم والخنوع والتكلس والثبوت لما هو عليه,خائفا مرتعدا متوجسا من الخروج مما اعتاد عليه لان الخروج يعني المجهول والخوف والضياع, واذا اضفنا ان هذه البنية العقلية قد مارست سطوتها على النص المقدس مفردات واشارات وصور وقداسة من جهة واعتبارها حاملة لهذه القدسية والقداسة, فهما ومقاربة ونشرا وحماية تصبح المسألة في غاية الوضوح, من ان هذا المقدس هو القبيلة ثقافيا وسلوكا وممارسة ورؤية, وغير هذا فانها الصعلكة والخروج والعقاب والطرد والقتل..
* هذا العقل الفقهي النقلي وادوات عمله من اجماع الى قياس مارس عقلية القبيلة البدوية تماما من نجديفات الى تنطعات الى الروايات مستخدما النسخ والتمائل والتكرار والحفظ بعيدا عن ابداعات العقل,هذا العقل الذي طرد من الحياة وتم اغتياله وقتله, فتمدد هذا العقل النقلي وغطى جميع مظاهر حياتنا عبر تاريخنا وعلى جميع المستويات, ولا اظن انني اقع في الزلل ان قلت ان مجتمعاتنا العربية في العصر الحديث تعيشه على جميع الاصعدة وعلى جميع اوجه نشاطاتها, الفكرية والثقافية والتربوية والتعليمية وعلى جميع زوايا واركان البنى المجتمعية وثقافتها مهما كانت متغايرة او متباينة نسبيا, ولعل قتل علوم الطبيعة والعلوم الانسانية في حياتنا الا ضمن هذا التوجه في الاستمرار في قتل العقول وابداعاتها....!!!!
ومن هنا الاشكالية ومن هنا الكارثة ومن هنا المأساة لا في القشور ولا في السطح انه في النواة والعمق والجوهر...........!!!!
للتفكير والفهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024