الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ِلك شرفة في الكلام

فواز قادري

2019 / 8 / 29
الادب والفن


انتظرتك وكانت الشام تبتهج بحركة قدميك
وبأثر خطاك على الأرصفة
انتظرتك وكان العيد جلّاد الفقراء والمحاصرين.

الظل ظلك وجسدك يهتز كبندول الساعة
هذا أثر الموت على الأحياء
وأنت بلا موت تعبرين الظلال
تحتفين بولادة طارئة في الشارع أو المشفى
ترقصين كعاشقة في شرفة الكلمات
كقبلة الله على خد دمشق.

***

عانقيني أنا أجمل من الموت
لا تودعيني أنا أقرب من الحياة
أزعل سريعاً ودون تفكير
من عصافير الشرفة التي توقفت عن الغناء
يفر الليل من رأسي إلى الشارع ولا أغفو
حين يشتد علي الهيام
أقفز من شرفة أحلامي العالية
حتى ولو على عكاز
سأرقص مع أغنية شعبية في الشارع
هذه روحي المرهونة من زمن للمقصلة
روحي التي لم تركع لطاغية أو جلاد حقير
روحي التي تربط زنّار الزغاريد على خصرها
وتنزل إلى الدبكة في الحارة مع الناس
روحي التي بلا حدود ولا زنازين ولا مآتم
روحي الطليقة المسيها بجناحيك وطيري
هذه الأرض لا تتسع جناحيها ولا السماء.

***

انكسر الغصن الذي يقف عليه الطائر
لم تنجه أجنحته من السقوط
السماء عالية والأرض بعيدة
وكان ينظر طوال الوقت إلى الأعلى
يبحث عن نجمة في النهار.

***

لك شرفة وصوت خطى بعيدة وغناء
ماذا أسمّي اليوم دون عينيك ورنّة صوتك؟
النوارس الفراتية تخيط أواصر المدن بسماء واحدة
وعيناك تخيط البلاد التي بيننا بخفقة واحدة
وأنا أغبط المسافات التي تترك ذكرياتها وتتبعك
في الليل لك أثر من التنهدات والغناء
في الصباح لكِ ما تفتتح العصافير نهارها به
وفي الصمت والغيبة أبحث عن رحيق صوتك العميق
وأثر شفتيك على الزهور في بستان الكلام.

***

أعرف لم يكن العيد كما تشتهين
وسيارات الإسعاف تصبغ الطرقات بصوتها العالي
مشاف بلا برتقال وفاكهة وموز وسيروم
والرضيع يقفز من السرير إلى الشارع
يحاول أن يأخذ حصته من الحياة
قبل أن تأتي إلى زيارته القذيفة
وأنت تلاحقينه بالقبلات وباقة الورد
من الرحم إلى الطريق.

***

وأنا أنتظر
لا يزعج سهرك مع العائلة
وقاسيون صاحب الغيم بجلاله وهامته العالية
يتفرج على القتلى والهاربين وأبناء الوجع
ولا يفعل شيئا كالأسرى
انتظرتك ومعي كيس من القبلات والقصائد
كل تلويحة وكل وداع
له خنجر في القلب
قلبي مكسور الآن
وحزين أكثر من نصف عمري
وشارة النصر منكسة إلى الأسفل
وأصابع الأولاد مكسورة
وانت بلا فنجان قهوتك ولا وردة
وحيدة في هذا الصباح.

***

لا أثر لك في أرق الليل
لا أثر لكِ في زقزقة عصافير الصباح
لا أثر لك في الطريق الذي لا ينتهي
أثرك في العينين وفي شرفة الكلام
تشهد علي الحارات التي أرضعتني خبز الكدح والعرق
تشهد غيوم الفرات التي سقتني الكرامة والمطر
لم تستطع الخسائر أن تفرغني من الحب
ولا الدروب المغلقة في وجه الأماني والأحلام
ها أنا امشي إليك وروحي تخشخش بالقصائد والحرية
لا أريد أن أستدل على درب المقابر القديم في الأعياد
أحمل أرواح الشهداء معي أينما ارتحلتُ
وإمامة النخيل واستسقاء الفصول العقيمة
أينما اتجهت وجدت عرساً للشهداء في الحدائق
والأغاني تلوي قرون المستحيل العالية
ودمشق ذليلة تخلع كرامتها
وتضع نهديها الجليلين على الطاولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد