الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طواحين الهواء والنضال

إبراهيم رمزي

2019 / 9 / 1
المجتمع المدني


ما أكثر الدنكشوطيين الذين يدّعون ـ في كل الأمكنة والأزمنة ـ حمْلَهم لراية النضال.
لكن المؤسف حقا، هو التنافر الموجود بين "الواقع" و"نضالهم" المقترح.
والمؤسف أيضا ذاك التناقض بين جوهر المشاكل، وأسلوب حلها المعروض.
فمن الذين يخوضون "نضالات" تقديم الحلول:
1 ـ هناك من ينفض الغبار عن "أدواته" التي كان يقاوم بها الاستعمار "الخارجي والداخلي".. يجلو عنها الصدأ، ويداري ثلومها، ويشْرعها كأفضل ما يكون من "الأسلحة". وهذا شبيه بالنعامة التي ... (إلخ المثل)، كأن العالم لم يعرف تجديدا وابتكارا وتطورا وتقدما ..
هذا الصنف يثير الشفقة والرثاء، لأنه يعيش على أمجاد الماضي، التي أصبحت قاصرة عن تطوير الحاضر، ومجابهة تحدياته. مع العلم بأن كثيرا من المنتسبين لهذا الصنف لهم مواقف "ليست بريئة"، وقد استخلصوا مقابلا مجزيا ـ يفوق الوصف ـ عن نضالهم القديم. ولهم ممارسات تخالف ما يدعون إليه. ويمكن اعتبار خرجاتهم داخلة في محاولة للتذكير بـ: "إنا ها هنا قاعدون"، ونحن الذين كنا "نمسك الأرض أن تميد وترسي".
2 ـ وهناك العائش في برجه العاجي (أو منفاه)، ينطلق من نظرة أحادية لا تستند لأصول منطقية، أو عقلية. يتفلسف وينظّر ويفصّل الحلول "الفضائية" الضاربة في الخيالات والأوهام، فتجيء مفتقدة لأدنى صلة بمصداقية الواقع .. وهذا شبيه بمن يمسك جهاز تحَكّمٍ عن بعد (Télécommande) ظانّا أن الواقع شبيه بالقنوات التلفزيونية التي يغيّرها ـ على هواه ـ بلمْسة.
وهذا الصنف يثير غضبي واحتقاري، لأنه ينطلق من الوهم ليدخل في الوهم، فلا هو نفع بصمته، ولا هو أفاد "بضراطه".
مناسبة هذا الكلام هو "اللغو" الدائر بالمغرب حول التعليم، واعتماد التضليل في اختيار العناوين، كاستعمال: "فَرْنَسَةُ التعليم" في مغالطة مفضوحة للدلالة على التعميم والشمول. بينما يتعلق الأمر بـ: "تدريس بعض المواد بالفرنسية"، وحصريا: المواد العلمية. (آخرون يطالبون باعتماد الإنجليزية مكان الفرنسية).
قبل كارثة تعريب المواد العلمية بالثانوي، دون العالي، كان الطالب المغربي المنتقل للدراسة بفرنسا، يبز قرناءه الفرنسيين في جامعاتهم ومعاهدهم، ثم تدنى المستوى ليصبح مطلوبا منه تعلم اللغة، والنجاح في الانتقاء.
المعارضون السوفوسطائيون هم: دعاة التعريب، الذين يخلطون بين مصير التعليم، والخوف على العربية والإسلام والوطنية والهوية ومنجزات الأجداد .. المستوْلون على الكعكعة باستثناء بعض الفتات، الذين لا يبدون أدنى تخوّف على مصائر أبنائهم المتقلدين للوظائف العليا، خريجي مدارس البعثات الأجنبية، وجامعاتها. وهي سنة متوارثة لديهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ


.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال




.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب


.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب




.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح