الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمويه الديني للحقيقة التاريخية

جاسم محمد كاظم

2019 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ينظر الماركسيون لتراث الإنسان قبل إلفي سنة بأنة فن يعبر عن دوافع هذا الإنسان ورغبته في تخيل نوع الحياة التي يريد عيشها ضمن عالم متخيل من الصور .
فإنسان العهد القديم حلم كثيرا وتأثر بالطيور وكيف تنتقل بسهولة ويسر تختصر حاجز الزمان بدون أن تعيقها الحواجز التي تحبسه في عالم المكان .
فكون لنفسه في فترة ظهور الوعي البسيط الحصان الطائر والبساط السحري السابح فوق الريح ونسج في المخيلة القصص الرائعة التي تعبر عن حقيقة أشخاص طاروا على ظهر هذا البساط .
وتغير الموقف بعد ظهور السلطة وتراجيديا الأيدلوجية الدينية وظهور الأشخاص المقدسين من نسل الآلة وانقسام السلطة والبحث عن الغنائم والمصالح .
فأصبح للواقعة التاريخية حدثين يسير كل منهما في اتجاه معاكس حدث تصوغه السلطة بقلم الواقع لان السلطة لا تحتاج إلى الأسطورة بالقدر الذي تلجا إلى الواقع المعاش بما هو فكان تاريخ السلطة المبني على الجيش والنفوذ والسلطة وسحق الآخرين .
بينما أعاد إنسان العجز المناؤى للسلطة تقييم تاريخية من جديد ليس على حساب الحقيقة الصرفة بل تجاوز البعد الرابع لهذه الحقيقة كما ينسج فناني السريالية لوحات رائعة تبتعد سنين ضوئية عن واقع الحقيقة المرة .
صور اليهود شمشون الجبار ببذخ القوة وكيف انتصر على خمسين مقاتل من جبابرة الفلسطينيين بفك حمار ميت .
ولكن الإنسان يعرف مقدما بأنة يفنى مهما تمسك بنسغ الحياة ليصل في آخر الآمر لمرحلة الموت لذلك جعل اليهود سر قوة الشمشون في شعرة وحين عرف الأعداء ذلك سلطوا علية دليله الغانية لتسلمه لهم مثل الكبش .
لا تختلف معظم قصص الخيال الديني عن كل هذه القصة لكن البعض من كتاب التاريخ ممن سئموا حقيقة التاريخ الواقعي وعدم استطاعة هذا الإنسان تغيير الواقع بيديه لذلك لجئوا إلى خلق نوع جديد من الأسطورة وقلب الحقيقة رأسا على عقب لتكوين عالم موازي للعالم المعاش .
فأصبح الأشخاص المقدسون عند هذا الإنسان بأنهم رسل الحقيقة الصرفة يمتلكون تغيير الواقع بالكلمة كما قالها من قبلهم أتباع يسوع المخلص ... في البدء كانت الكلمة .. والكلمة هي الخلاص ..
فعمد بعض صناع التاريخ تحت ذروة اليأس القاتل إلى مخالفة الوعي والحقيقة المرة بحقيقة أمل آخر بان أحداث الواقع لا تمثل الصدق بل أنها صورة مقلوبة عن خيال زائف مثل ما فكر أفلاطون قبل ألفي سنة بنظرية المثل العليا الحقيقة والزمن الخالد غير المتزمن في التاريخ .
لذلك ظهر في هذه الحياة عالمين متناقضين احدهم فوقي حيث تعيش الأرباب المتعالية التي لا تشيخ أبدا بينما يقبع الإنسان في أسفل حضيض الكون حيث الزمن العادي الذي يؤدي إلى الهرم والشيخوخة والفناء .
وكل ذلك بقي معقولا في تفكير الأولين لان أدوات الإنتاج بقيت تراوح في مكانها لمدة ألفي سنة حيث ساد الوهم بدل الواقع .
لكن المأساة الحقيقة تكمن بان يستمر نمط ذلك الوعي في عالم إنسان اليوم وتتحكم أساطير الماضي البعيد بحقائق اللحظة الآنية حتى يصل الأمر في آخرة بان نصدق ما يقال بان لصوص التاريخ وسراقة هم دعاة الإصلاح وصناع المستقبل والحياة .
//////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شمشون
بارباروسا آكيم ( 2019 / 9 / 2 - 23:44 )
إقتباس ..
صور اليهود شمشون الجبار ببذخ القوة وكيف انتصر على خمسين مقاتل من جبابرة الفلسطينيين بفك حمار ميت

••••••••••••••••••
ذكرتني ب فلم حنفي الأبهة
لما دخل عادل إمام على العصابة
فأنتصر على 100 شخص بمقود سيارة


على كل حال المخيال الشرقي ليس له حدود
و هذا المخيال يحطم كل قوانين الفيزياء و البيولوجي


و آخر حياته ختمها بالشهادة حيث مسك عمودي البيت الذي كان محتجز فيه و ضمهما إلى صدره فسقط سقف البيت عليه و على من فيه

فقتل في مماته أكثر ما قتل في حياته
و هكذا انتهى الفلم
و ذهب شهيداً سعيداً إلى الآخرة تحرسه الملائكة

تحياتي و تقديري


2 - سؤال؟
محمد البدري ( 2019 / 9 / 3 - 03:33 )
الفارق الزمني بين افلاطون الاثيني وبين محمد القرشي حوالي 1000 عام، من المحتمل جدا ان اقوال فلاسفة اليونان قد تعرفت عليها نخب قريش عبر رحلات تجارتها واخرجها محمد في الصورة المثالية لشبقه الجنسي في السماء حيث جنات النعيم مقابل شقاؤه الارضي قتلا ونهبا وسلبا لثروات تخيل هو اصولها عن النعيم المقيم المثالي. فهل وصلت الصورة الفلاطونية له ام ان شقاؤه الدنيوي جعله سفيها الي هذا الحد كما يصورها هو في القرآن؟

تحياتي وتقديري واحترامي


3 - الاخ العزيز بارباروسا آكيم
جاسم محمد كاظم ( 2019 / 9 / 3 - 09:50 )
كل التحية والاعتزاز حتفي الابهة هو اعادة تصوير لماسبق فهذا المخيال من ذلك
التصور وكل يجعل نفسة هو البطل ولا غير مازلنا اعداء للحضارة الانسانية مادام الخفافيش في موقع الحم الف تحية
ر


4 - الاخ العزيز محمد البدري
جاسم محمد كاظم ( 2019 / 9 / 3 - 09:52 )
كل التحية وهو مثلما تقول بان كل ما جيئ بة عبارة عن استانساخ لما قالة الاولون عن طريق التجارة والدليل اسم والد ابراهيم ازر الذي ينطقة اللسان اليوناني ارثر الف تحية

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر