الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هالة ..-عندما تتحول الأنثى إلى هالة نور

كريم عرفان

2019 / 9 / 4
الادب والفن


"

هالة ..هو ذلك الإسم الأنثوى الرقيق الذى اختاره أحد أبرز شعراء العامية – غير التقليدية - في الإسكندرية ..ابراهيم منصور ..كثر الحديث حول هذا الديوان الشعرى
" هالة " وتناوله كثيرون من جوانب متعددة ؛ لكنى أحببت أن اتناول نقطتين في غاية الأهمية باختصار شديد وهما ( الحضور الانثوى ؛ العامية غير التقليدية )..
- فبالنسبة للحضور الانثوى الملفت والمتنوع في ديوان " هالة " والذى يبدأ من اختيار ذلك الإسم هالة الذى أثار تساؤل القراء ورغم إجابة الشاعر عنها إلا أن الإجابة لم ترو ظمأ القراء وظلوا يبحثون عما وراء الإسم ؛ والحضور الأنثوى يظهر أيضا من خلال الدافع الرئيسى لدخول الشاعر مجال الشعر وهو وفاة حبيبته الأولى على ذراعه..
وقد تنوعت رمزية الأنثى في "ديوان هالة " بشكل كبير فالمراة هي الأرض في رؤية تشبه المرأة بالأرض التي تحتل عنوة في مادية واضحة في قصيدة بدائية؛ وهى هالة النور التى وجدت بداخل الشاعر في روحانية سامية في قصيدة هالة ؛ فهو ينظر للمرأة في عامة قصائده ككائن شفاف رقيق ويقف القارىء حائرا بين أمرين هل هالة فتاة تسامت حتى صارت هالة من النور؟ أم أن هالة النور التي بداخله تجسدت في شخصية تلك الفتاة ؟ ؛ و المرأة أيضا ظهرت كمعلمة أو "الأبلة" في قصيدة عروستى وهى تسمية أنثوية أيضا وهى أيضا الأم التي تضرب وتأمر نتيجة قلب الأوضاع في الاسرة في قصيدة " بابا فين" أو تظهر بصورة عادية سطحية تنال اللوم من الشاعر كقصيدة على ده الحال .
- العامية غير التقليدية في ديوان هالة
إبراهيم منصور شاعر شاب يشكل حالة خاصة في شعر العامية لأنه ببساطة شديدة يكتب ما أطلقت عليه " عامية غير تقليدية " فهو شاعر" يفكر باللغة العربية ويكتب بالعامية" وهو ما يعطيه خصوصية إذ أنه ألبس العامية روح الفصحى مما أعطى عامية إبراهيم منصور عمقا وكثافة على مستوى المفردات أو الصور أو المشاهد التي كثرت في ديوانه الأخير فأكثر شعراء العامية يستخدون الصور البسيطة على عكس إبراهيم منصور ومعه القليل من شعراء العامية الذى يميلون إلى مزج عاميتهم بتراكيب فلسفية ورؤى معقدة تحتاج إلى إعمال الذهن في الصورة والمفردات وهو ما أعطى الديوان طابعا خاصا وبعدا فلسفيا عميقا بجانب العاطفة الشعرية ..فمنصور يشعر ويحس بعاطفته الشعرية لكنه أيضا يدرس الواقع ويحلله ذهنيا فنستطيع تتبع تنوع المفردات التي تتعلق بالذهن مثل " فصوص المخ " ذلك التعبير الذى حرص على استخدامه على غلاف الديوان الخارجي ..أو"لحم العقل" أو " جدران دماغى" .."تسيح جماجمنا" " دندورما الأمخاخ ملحوسة " لدرجة أنه قرر أن يختم ديوانه بقصيدة زهايمر ..فرحلة الديوان في متاهات العقل واضحة ظاهرة في ذلك العمل الشعرى .
يحتاج ديوان هالة من القارىء أن يعمل ذهنه وعقله ويزواج بينه وبين عاطفته ومشاعرة حتى يستطيع الإبحار في عالم إبراهيم منصور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و