الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الثالثة لرحيل الرفيق القائد وليام قوبيك رئيس الحركة الشعبية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 9 / 5
سيرة ذاتية


ثلاثة سنوات مرت، وحرارة الشمس لم تنخفض والأرض البكر تضم أولادها كأنها "عش طائر" والكل يحلم بيوم تشرق فيه الشمس وتحتضن الأرض علي ترانيم السلام والديمقراطية، مرت سنوات وما زالت صورة القائد وليام قوبيك محفورة في دواخل السناريين ورفاقه الذين ساروا معه في طريق الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، وما زلنا نتذكر ذلك الوجه الباسم النضر الممتلئ بقسمات الأمل والأمنيات كالبحر لا يتوقف عن التدفق أبدا رغم ضنك الحياة ومشقة العبور إلي الأحلام، فحين يشد الظلام قبضته كان وليام قوبيك هو القائد الذي يرشد رفاقه نحو النور، وعندما رحل من السودان إلي جنوب السودان ترك وراه ذكريات خالدة كنور الفجر، وكم حزن الجنوب والشمال معا يوم حزم وليام حقائبه وغادر إلي عالم الخلود الأبدي.

وليام قوبيك كان من أصلب وأعظم القادة السياسيين والثوريين في التاريخ السوداني والسناري، وهو من جيل البطولات الكبيرة صمد في وجه حاكم المركز العنصري الإقصائي ممسكا بلواء السلام مكافحا من أجل حقوق وحريات المجتمع في الريف والمدينة، وقد كانت فترة مرافقتنا للرفيق وليام واحدة من أهم الفصول في حياتنا الخاصة والعامة والتي تعلمنا فيها فن السياسة وتشبعنا بأدب الثورة وتفتحت عقولنا بتعاليم السودان الجديد في اضخم مدرسة عرفتها أرض السودان وجنوب السودان وافريقيا قاطبة وهي الحركة الشعبية التي تبنت مشروع فكري وسياسي عابر للأثنيات والألوان والأديان ينادي بسودان السلام والمواطنة بلا تمييز.

وليام قوبيك رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بسنار ترك بصماته في كل ساحات الكفاح السناري، ولم يذكر إسمه إلا وتذكر الناس خطابه عن ثقافة السلام في ميدان "الجنوبية" حيث أبكى الحضور عندما طلب منهم في لحظات حماس وإستنارة إحتضان بعضهم تعبيرا عن حبهم لبعضهم والسودان الجديد وتعزيزا للسلام والتسامح، ولم ينسى كل من عرف وليام طيبته وإبتسامته التي يوزعها دون مقابل فهي حبا منه مازج حب شعبه له وإستوى علي درب الأخلاق والإنسانية، فقد كان وليام لجيلنا قائد سياسي وثوري عظيم وأب روحي حكيم ورفيق لا يمل المرء مرافقته ولن ينساه في غيابه، فالعظماء باقون بسيرهم.

رحل القائد وليام قوبيك وإلتحق بالقائد الجسور جون قرنق ويوسف كوه مكي وعدد من القادة العظماء الذين قادوا الحركة الشعبية وتركوا إرثهم خالدا في مشروع سياسي وفكري نابع من عمائق قيم ومبادئ السودان الجديد، ويبقى الأمل معقود علي هذا الجيل في تجديد وتطوير مشروع السودان الجديد وتقديمه كحل لكل مشكلات دولتي السودان وجنوب سودان وأساس لبناء رابط إجتماعي وثقافي وسياسي عبر طرح إتحاد جنوب السودان والسودان مع حفظ إستقلال الدولتين والتعبير عن السودانوية كهوية والإحتفاء بالتنوع التاريخي والمعاصر، ونحن نثق في إمكانيات ومقدرات جيلنا الصامد الذي أنجز الثورة بجدارة وأظهر جسارة لا نظير لها في التصدي للعنصرة بشعار راسخ قالوا فيه "كل البلد دارفور" ورسموا جداريات تحمل أعلام سودان الشمال والجنوب، هذا الجيل يحمل مفاتيح المستقبل ويدرك أين يضع البلسم ليداوي جراحات الشعوب، انه جيل عاصر عمالقة السودان كالرفيق جون قرنق والرفيق وليام قوبيك لذلك لا غرابة في أن يكون جيل عملاق قادر علي صنع ثورة التغيير والتحرر وتحمل مسؤلية البناء والتعميير والمبادرة بتقديم رؤى وأراء جادة تدعم تشكيل إتحاد سوداني ممتد ومتين وفق شروط جديدة وبرنامج يلبي طموح وتطلع الشعبين، فالحلم الذي كافح من أجله أولئك السابقين لم ينتهي بغيابهم البتة بل هناك عدد كبير من المحاربين الأقوياء حرروا السودان من حكم الطغاة بشجاعتهم وصمودهم وسيمدون جسور التواصل مع الجنوب حبا ووفاء.

المجد لمشروع السودان الجديد
الخلود لذكرى الرفيق وليام قوبيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق