الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على أمريكا أن تعرف

عبدالله عطية

2019 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تجربة الديموقراطية العراقية لم تَعد حديثة وأنما مَره على عمرها اكثر من عقد ونصف، هذه التجربةُ التي تبنتها أميركا وتعرف العالم على إنها من صنعها، وإن العراق البلد الوحيد في الشرق الأوسط هو بلد حر يملك نظام حكم نيابي برلماني، لكن عليها أن تعرف أنها من أفشل تجاربها في المنطقة والعالم، السبب يعود الى الكثير من الامور التي نلامسها ونعيشها يومياً نحن كعراقيين، ويتجلى تأثيرها على المستقبل البعيد والقريب في آن واحد، فالديموقراطية التي هدمت دكتاتورية صدام وحزبه الذي جثى على صدر العراق لأكثر من 35 عام وثلاث حروب أكلت الاخضر واليابس تحولت الى دكتاتوريات صغيرة في ظل هذه الديموقراطية، فلكل حزب أسلامي وما أكثرها اليوم جناح مسلح وسلاح وإستثمارات ومصدر مال داخلي او اقليمي ومناصب تستطيع من خلاله العبث بطريقة او اخرى في الوضع العام، أي أننا لم نتخلص من قائد الضرورة الا وجاء لنا المجاهد والأسير من أصحاب الخطوط الحمراء العريضة، بالمناسبة هذه الخطو لم تأتي عبثاً، بل تلونت باللون الاحمر من دماء الابرياء الذين ذهبوا بلا ذنب في الحرب الطائفية التي لم تزد على تأريخ العراق الا المأسي، وان الديموقراطية ليست سوى كذبه اوهمتنا بها اميركا وأقنعت العالم بها، ولازالت تتباهى بها بينما يومياً العراقيين يموتون بشتى الطرق وابشعها لا لشيء فقط لأنهم عراقيين.
جُل الذي أرُيد طرحة هنا يتمحور في عملية إحتكار السلطة من قبل فئة على اخرى، او الأصح هو الكبير يهيمن وللبقية الفتات وهذا نتاج من نتاجات العملية الديموقراطية والدستور المكتوب من قبل سلطة الإحتلال والسياسين الذي جاءوا على ظهور دباباته، ربما الوضع السياسي العراقي يتحرك ويحصل الشد والجذب والكثير من المناوشات تحدث داخل قبة البرلمان او في الشارع عن طريق اجنحتها المسلحة الا أنها ثابتة من اليوم الذي سرق الشعب مؤسساته ومتاحفه ومكاتبه بحجة الديموقراطية والحرية، في الوقت ذاته جلس هؤلاء وتقاسموا ما يريدوه وما لا يريدوه في هذا البلد، بينما أميركا كانت تمثل دور الداعم للحكومات، والواقع يهمها فقط هو بقاء انبوب النفط مفتوح وبأبخس الأثمان، الا أن خطأ أميركا لازال يكبر، والسحر إنقلب على الساحر والمناوشات الامريكية الايرانية في المنطقة اثبت هذا الخطأ، فبينما كانت أمريكا تعتقد إنها انهت العراق وفرضت ارادتها عليه مدت أيران إذرعها وضمته اليها عن طريق وكلائها من الاحزاب في داخل العراق، فأصبحت الفوضى فيه متنفس لأيران وحجر عثرة في وجه العقوبات الامريكية، فالاقتصاد العراقي معتمد بشكل كلي على الاستيراد من دول الجوار وبالاخص ايران، اضافة الى كمية التأثير الفكري والعقائدي الذي تستطيع من خلاله القيام بحرب بالنيابة على ارض غير ارضها وبالتالي فهي المسيطر والرابح من كل هذه العملية.
اما الديموقراطية العراقية فيهي تصنف كحبر على ورق ولا تزيد عن ذلك، كيف تحدث الديموقراطية والاحزاب السياسية تنقسم على ذاتها وتنتج احزاب جديدة بوجوه قديمة، ثم تعود لتتحالف من جديد حسب مقتضيات المصالح والوضع الراهن ثم تشكل الحكومة بغض النظر عن نتائج الانتخابات، فالمفوضية حالها حال بقية المؤسسات تخضع للمحاصصة وبالتالي فأن النتائج ايضاً تخضع للمحاصصة، بعدها تبدأ عملية التدوير بالشخصيات وتبقى الديموقراطية شكلية جداً بينما الوضع العام يزداد سوءاً، لذا انا اسأل هل لا تزال اميركا مقتنعة بهذه الديموقراطية؟ هل هذا هو الوجه الحقيقي للديموقراطية؟ بالتأكيد لا لو كانت هكذا الديموقراطية لفضلت الدول البقاء في ظل الدكتاتوريات المعمرة، وانا لا امدح صدام ولا نظامة بل اوضح ان هناك ثوابت كانت تعطي للعراق شكل الدولة، لكن هل الان نملكها؟ لا بالتأكيد، ولن توجد ابداً اذا ما استمر الوضع عليه، فلا احد يستطيع تحريك او تغيير الوضع الا اذا ارادت اميركا تغييره على اعتبارها هي من تبنت العملية الاولى، لكن حتى هي لا تريد ذلك والسبب ناتج المنفعة لها مستمر من العراق ويأتيها بشكل صافٍ، فهي ممكن ان تفكر بذلك ان ضُربت مصالحها، لكن لا أعتقد ذلك فأميركا وأيران تعرف حدودها في التعامل مع بعضها، اما نحن كعراقيين نصنف كضحايا لانفسنا اذا ما قمنا بالتغيير بأيدينا سيبقى الوضع بالتدهور الى ما لانهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص