الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسية تونس 2019 ، ماهي الشخصية المفترضة في رئيس الجمهورية المرتقب

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2019 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


التونسيات والتونسيين ( و انا منهم بكل حب ) "شعب" مليئ بالأمراض النفسية والاجتماعية ، من عقدة النقص، لجنون الارتياب و أنواع مختلفة من الرهاب !! ويظهر كل هذا مع الانتخابات الرئاسية متكثفا في المترشحين ومريديهم أيام الحملة الانتخابية ، فتراهم يشبهون هذا بالمرأة (وكأنها عنصر نقص ) !! وينتقصون من المرأة لأنها كذلك ، ويعيبون على هذا عدم جاهزيته الخطابية أو عدم سلامة نطقه !! عبر نعته ب"الوكواك" ( متعثر النطق) أو "البكوش" (الابكم ) !!! وكأني بالأصم أو الابكم مسلوب الحق في مواطنة كاملة في هذا البلد !! وتظهر مع هذا كل أشكال التعالي وإدعاء وجاهة المنشأ أو الأصل و النرجسية المفرطة والتقسيم الجهوي المقيت من هذا المرشح أو ذاك أو من أنصارهم !!
المهم سادتي الكرام و"مواطنييا" الأجلاء ، نحن ننتخب رئيسا للجمهورية اعلى هرم السلطة التنفيذية وأول مسؤول على تمثيل إرادة الشعب داخل أو خارج الوطن ، حبّذا لو كانت صفاته تُقارب الكمال من حيث الخطابة وسعة الاطلاع الفكري والسياسي و الكاريزما ووضوح الرؤية وقوة الشخصية والصرامة والصدق والأمانة وذو علاقات دولية واسعة وقوية ، ليكون زعيما شعبيا في قرطاج ! ولكن ما كل ما يتمناه المرء يُدركه، هذا الذي أمامنا تقريبا هو ما افرزه واقعنا الحالي ، فلنحسن الاختيار .
نحن لا ننتخب ممثلا (ة) مسرحيا ، ولا منشطا (ة) تلفزيا ولا خبيرا (ة) قانونيا أو إقتصاديا ولا حتى محكّما (ة) لفض النزاعات أو قاضيا (ة) أو امين (ة) صندوق أو مخازن أو سمسارا (ة) من أي نوعٍ كان ! لذلك كل القضايا المطروحة حتى الآن من قبل المترشحين وحملاتهم هي قضايا تقنية إدارية صرفة تتعلق بالتصرف في موارد الدولة وإقتصادها وحوكمتهم ومهما بدت أهميتها بالنسبة للبلاد والعباد والعيش الكريم ، ومهما بدى من ارتباطها بمسألة السيادة ، تظل في النهاية قضايا تقنية يختص بها الوزراء و الخبراء والمديرين العامين ومراكز البحوث في كل مجال وقطاع ومن كل حزب لتدقيقها وتفصيلها ومن ثمة تنزيلها للتنفيذ وفق خطط مدروسة تتأثر بالوضع العام الداخلي وقدرات الدولة المالية واللوجستية والبشرية والوضع العام الخارجي أزمات النظام العالمي وتوجهاته وتكتلاته ... الخ ، وتؤثر فيهم بدرجات مختلفة ، ويبقى النجاح في تنفيذها من عدمه رهين كل تلك المتغيرات على المديين البعيد والمتوسط ورهين التوجهات السياسية والفكرية العامة الواضحة لرأس الدولة على المدى القريب ، أي كيف سنظهر للعالم !
. ولكن لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نُطالب رئيس الجمهورية المقبل بالإجابة عنها الآن ، بل "كاذِبٌ" كل مرشّحٍ يسعى للاجابة عنها في عمومها أو في تفصيلها ومنها على سبيل الذكر ، رفع النمو بكذا رقم !! جذب استثمارات من هذه الدولة أو تلك ! تغيير العلاقة مع هذه الدولة أو تلك ! توفير نقل مجاني! تحويل تونس إلى منصة تبادل ونقل إفريقية !! ...الخ ، لذلك نحن ننتخب توجها/صورة يعكسُ واقعنا الداخلي ويحكي قِصّة تطلعاتنا ومسارنا الانتقالي ويُترجم مصالح شعبنا المختلفة و تمثّلنا وندفعها إلى شركائنا في كل أرجاء المعمورة لِتُعْلِمَهُم كيف يجب أن يتعاطوا معنا وكيف سنتعامل معهم وفي هذا يجب أن تتكثَفَ كل مزايا الشخصية التي نُفَوِّضُها ونصوِّتُ لها وتختفي بالتالي كل المعيقات/العراقيل الأخرى.
شخصية لا إنتماء لها الا لتونس ، لا تدار بالمال الفاسد و السياحة الحزبية و حرب الملفات القذرة ، لا راي ولا قول لها الا من رأسها ومن خلال افكارها التي عاهدت الناس عليها ، لا ارتباط استخباري لها ، لا علاقة مباشرة لها مع مافيات الإرهاب والتهريب داخليا وخارجيا ، تؤمن إيمانا قطعيا باستقلالية الدول ، منحازة بالكامل لقضايا الحريات وحق الحياة والمساواة بين جميع المواطنين دون إستثناء ، تتمسكُ بشكل كلي وواضح بمدنية الدولة ، هذه اهم صفاة الرئيس واوكد مهامه الدستورية بوصفه اهم رمز للجمهورية بعد الدستور والعلم .
ومن هذا المنطلق ينقسم المرشحون إلى اربع فئات .
1- مرشحة منظومة بن علي تريد ضرب كل مسارنا في مقتل والعود بنا على بدإ وارباك كل المشهد .
2- مرشحي المنظومة بشقوقها اليمينية الثلاث :
أ- مرشحي المنظومة الهجينة للوفاق الملغوم والبائس الذي نعيشه منذ ثماني سنوات بين مافيات النظام القديم و "المافيات" المُحدثة و شركائهم من حركة النهضة ، يمثّلُها مورو (يمينا) والشاهد (وسطا) خصيصا فنخرج بهم للعالم قائلين جئناكم بخرابنا وبؤسنا وتسوّلنا لنستزيد منه بأن نسمح لمن لم يسعفه المجال لخراب أكبر وهو في الحكومة بأن يواصل مهامه وهو في كل مفاصل الدولة !!
ب- مرشحي التغيير من داخل المنظومة القائمة بنفس قيمها وبؤسها مع تغيير شكلي في الإدارة و الوجوه ( تحت عنوان كفاءات ) مع الإبقاء على نفس حالة البؤس و الغبن المجتمعي وغياب العدالة في توزيع الثروة و مسح كل هذا في الشاهد وربما معاقبته ، يمثلهم مرزوق (يسار وسط ) جمعة والزبيدي و الفخفاخ (وسطا) ونبيل القروي (يسارا ).
ج- مرشحي العلاقات الدولية و الإقليمية المشبوهة المنخرطون في سياسة إعادة تموقع تونس بوصفها تابعا وذيلا لقطر وتركيا و الاخوان في إطار إعادة توزيع الأدوار والتكتلات الدولية على رأسهم سيف مخلوف ( اقصى اليمين ) والمرزوقي و (وسطا) .
3 - مرشحين فقاعات خليط هجين بين مرجعيات ليبرالية و إجتماعية ، ظاهرات صوتية ، تجذب الناخب لأختلافها عن السائد وتغلفها بجبة "إشتراكية" ديمقراطية أو ثورية مع مسحة دينية أو قومية خفيفة ومحببة ، ولكنها تبقى صورة غير حقيقية وغير متوازنة لا أصل ولا مرجع ولا رمزية لها أمام عالم تَحكمه تكتلات القوة أو صداقات المصالح الواضحة أو تقاربات المدارس الفكرية ، ولن تُظهِرَ أكثر من تذبذبنا و ارتباك شخصيتنا الوطنية ، يمثلهم عبو (يسارا ) و المرايحي و الصافي (يمين وسط) .
4- مرشحي التغيير الفعلي برنامجا ، شكلا وسياسة وهم مرشّحوا اليسار الاشتراكي الديمقراطي التونسي ، الذين يعكسون بصدق شخصية ثورة ديسمبر/جانفي 2011 ، ذوي مرجعية فكرية واضحة متماسكة تُمَثِّلُ بطبعها جزءا عند كل منهم من إجابة أممية على حجم البؤس والخراب والشقاء الاقتصادي والاجتماعي ليس في تونس وحسب بل في كل العالم الرأسمالي الذي تغزوه الحروب والدمار والقتل والتفقير في كل ركن ، عبيد البريكي ، حمه الهمامي ، منجي الرحوي ، هي صورتنا التي سَتُخرجنا للعالم برئيس مدني لا لبس فيه ، يؤمن بكونية حقوق الإنسان في كليتها وشمولها ، ذوي تصور سيادي واضح و أصطفاف معلن مع قضايا التحرر الوطني ، هكذا سيرانا العالم من خلال مرجعيتهم الفكرية وهكذا ستُصاغ علاقاتنا التجارية والمالية و علاقات الشراكة بينا وبين العالم ، سنخرُجُ من خلالهم للعالم بنفس تثويري ، تنويري ينضح عزّةً واثقا مُتطهِّرا من الفساد قاطعا مع الرداءة وتغوّل المافيات العائلية والشعبوية البائسة ، يحمل أملا متعاضما في بذر ورود إنسانية الإنسان وخطوة في تخليص العالم من الحيف والبؤس والظلم ، عبيد البريكي لخص شخصيته في نقطتين اساسيتين سياسة خارجية وطنية تشاركية تنهي إحتكار الرساميل الاستثمارية في تمثيل الوطن بالخارج ومتاجرتهم ببؤسنا الداخلي و تمكين التونسية من تصدر سياستنا الخارجية في إحدى أهم وزارات السيادة ، مع هدنة إجتماعية قائمة على مشروع إقتصادي تضامني ينهل بكل وضوح من تجربة أحمد بن صالح الضاربة في عمق جذور تجربة دولة الاستقلال ، فيكون القرار السيادي التونسي وطنيا شعبيا بحق وتكون رافعته المساواة الفعلية بين المواطنات والمواطنون ، هذه رسالة رمزية تاريخية إستثنائية بحق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة