الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الناس جميعاً صاروا إما تبعاً لنبي أو لقوي أخرق أصابه داء العظمة من كبر، علو، عجب وغرور. وقد زخر بهم التاريخ كـ(نمرود) و(فرعون) الذي ملأ الارض في زمانه جوراً وظلماً، وادعى الربوبية، ووصف طريقته بـ(المثلى) فكان تصنيف الناس عنده: {... مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (الآية/ 29 من سورة غافر)}؛ كما جاء في القرآن المجيد فصارت طريقته دستوراً يتوارثه الطغاة وجبابرة العصر أمثال (بوش الأب) و(بوش الابن) و(ترامب) رموز التجبر والاستبداد، أصحاب الهيمنة الاقتصادية والقوة العسكرية الجبارة المدججة بأحدث تقنيات تكنولوجيا الحرب، حتى صاروا في موقع يفرضون فيه قراراتهم وفرمانتهم عنوة دون حسيب أو رقيب، ويصادرون الحقوق والحريات دون وجه حق؛ ليضيفوا إلى دستور سلفهم تشريعات شيطانية، تحت عنوان (تصنيفات) عبر معايير مجحفة يندى لها جبين الانسانية؛ تتواءم وأهواءهم، ومصالحهم الخبيثة، لابتزاز الأحرار واحتواء حركات ودول بعينها، وقمعها بلا ذنب لها سوى رفضها الهيمنة، والتبعية الأمريكية المتمثلة بشخص الرئيس ترامب ذلك الشعبوي، واليميني المتطرف (شيطان العصر) ومن ورائِه وزراؤه الذين أصابتهم لوثة الكراهية والتعصب؛ فصاروا كجرّافة لا تستثني أحداً من أصحاب المبادئ؛ أصحاب المعتقدات والقواعد الأخلاقية، والمعايير القيمية التي تقوم على الخير والصلاح وبناء الإنسان الحر، للانتقام منهم وفق تصنيفات يشرعنها النظام الأمريكي حصراً، عبر معايير وضعية لوضعهم بعد ذلك على لائحة الإرهاب، بعد أن تدخَّل السجل الاتحادي الأمريكي، والمسؤول المنفذ لهذا الحكم، هو وزير الخارجية الأمريكي (بومبيو)، ويعاونه وزير العدل؛ ليأخذ الحكم شرعيته.
هذا التصنيف الباطل ومعياره الشيطاني يسوق إعلاميا للتاثير على الرأي العام الإقليمي والدولي؛ للتلاعب بأفكار الناس، وقلب وتبديل الحقائق، للسيطرة على عقل وقلب الخصم - العدو الافتراضي - لفرض الضبابية على الفهم والتصور؛ ليستغبوا الشعوب الساذجة، كي تبارك مشروعهم العدواني، وتصفق لحماقاتهم؛ لأن الهدف المعلن عبر الإعلام هو ضمان أمن وسلامة مواطنيهم، لتأخذ تلك التصنيفات ومعاييرها شرعيتها القانونية بلا شك.
تصوروا معي عمق المأساة؛ لأننا صرنا تبعاً لقوي أرعنَ لا يرحم ، لا يفهم ؛ ولا يحتكم إلى أبسط معايير الحق والعدل. وإلا كيف يصنِّف بومبيو الكيان الصهيوني، ورئيس وزرائه مجرم الحرب (نتنياهو) وطاقم سلاح الجو الإسرائيلي وهم ينفذون الطلعات والغارات المدمرة على سوريا، لبنان والعراق؟
نتسال: أ لم تعد تلك الاعتداءات وفق معايير التصنيفات التي ابتدعتها هي (أمريكا) إرهاباً، وخرقاً فاضحاً لسيادة تلك الدول، وحرباً على شعوبها الآمنة، وضرباً متعمداً على مصالحهم الحيوية، لأنها في المحصلة النهائية تعرض أمن وسلامة مواطنيها للخطر؟
هل يمتلك بومبيو الشجاعة ليضع (إسرائيل) على قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ ويمنع - تبعاً لذلك - مجرم الحرب نتنياهو من السفر، ويأمر بمصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة لأنه إرهابي، وقاتل محترف، كي تطارده شرطة الانتربول؟! وإلا فإن هذه التصنيفات ومعاييرها المجحفة ما هي إلا لعبة رخيصة، ومزايدات سياسية مدفوعة الثمن.
... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران