الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا سوريا ليست دولة ؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 9 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


شطبت الأمم المتحدة سوريا من جميع مؤشراتها ومعاييرها وباتت خارج التصنيف عملياً على معظم المؤشرات ولا وجود لها أبداً بين الدول، أي أنها لا دولة ولم تعد تحمل صفات ومعايير الدولة المحترمة، أما المؤشرات التي بقيت عليها، وعلى ندرتها فتربعت بشرف على مؤخرتها، وأنتم أكبر قدر..

قبل أن تعرف لماذا سوريا ليست دولة، هل تعلم أولاً ما هي أهم وظيفة بأية دولة محترمة تحترم نفسها؟ والجواب أهم وظيفة في الدولة المحترمة هي وظيفة ومنصب النائب العام ووزير العدل وهو-أي وزير العدل- عادة ما يكون النائب العام، فالعدل أساس الحكم...

ولأن لا عمل ولا شغل لأهم وظيفتين في سوريا، وهي وظيفة النائب العام ووزير العدل، ربما لا أحد يعرف من هما نظراً لانعدام أية أهمية لهذا المنصب، الذي تجري المخالفات والتجاوزات والانتهاكات والظلم والقهر والفساد والإفساد والنهب المنظم والرشاوي والقهر وإذلال المواطنين ومسح الأرضب كراماتهم وتشليحهم وغياب أي نمط وقدر من العدالة الاجتماعية والمساواة ومظلات الحماية الاجتماعية وأشسكال الدعم والضمان للفقراء ووجود التهرب الضريبي وفرض الازدواج الضريبي (هذه لوحدها جريمة كبرى في الدول المحترمة والقوية)، وأمور كثيرة مشينة تجري تحت نظريهما دون أن يحركا ساكنا وبتحييد وتهميش هاتين الوظيفتين الأهم بأية دولة تصبح الدولة لا دولة...هل سمعتم عن توقيف متنفذ وسارق وناهب للمال العام؟ والحيتان والضباع واللصوص الكبار يتحركون تحت سمع وبصر ويمرون من أمام النائب العام ووزير العدل المسكين دون أن يتجرأ على توجيه أية تهمة لهم من قبيل من أين لكم هذا؟ وبين عشية وضحاها يصبح السرسري الأندبوري الطرطور المحكوم جنائيا أحياناً من وجوه المجتمع المالية وحيتان الاقتصاد الكبار دون أن يعرف أحد من أين هبطت عليه تلك الثروات ودون أن يتجرأ أحد حتى النائب العام أن يتوجه له بكلمة مرحبا أو من أين لك هذا يا أبو الشباب؟

وهل تعلم أن سوريا هي البلد الوحيد بالعالم تقريبا التي يتجول فيها الحرامية واللصوص الكبار والمافيات ورؤساءالعصابات والمشلحجية والمرتشون ومصاصو الدماء وسارقو المال العام ويتفاخرون علنا بمسروقاتهم من المال العام والتجاوزات والرشوة والفساد وهم معروفون للجميع ويشار لهم بالبنان ويكافؤون بالمناصب ويتنقلون بالوزارات وإدارة المؤسسات والترقيات ويتوارثون الدولة وامتيازاتها ووظائفها مع "ورثتهم" الشرعيين حتى الممات ودون أن يتجرأ أحد على مساءلتهم أو أن تقترب منهم يد العدالة والقضاء وهي من المرات الأولى والقليلة بالتاريخ أن يفر وينفذ اللصوص والحرامية ويهربون بمنهوباتهم ومسروقاتهم وغنائمهم أمام أعين القضاء والقضاة ووزير العدل والنائب العام الذي يكتفي يمتعة الفرجة على هذا السيرك الغريب وهذا ما لم وما لن وما لا يحدث حتى بالغابات والأدغال...

وما لم يعاد الاعتبار لمؤسسة القضاء والعدالة وتسحب صلاحيات المتنفذين و"الذي منه" والذين يديرون الدولة على هواهم ومزاجهم و"عبد الله يرث وعبد الله لا يرث"، وزيد كويس جيبوه وارفعوه..وعمر شين امسخوه وألعنوا أبو أبوه"، (ع فكرة هكذا تدار الدولة)، ووفقا لمصالحهم فستبقى سوريا لا دولة وغير مصنفة بين الدول المحترمة وستحتل القاع والمراتب الأخيرة على كل مؤشرات الأمم المتحدة...


هل عرفتم الآن لماذا شطبونا من كل مؤشرات الأمم المتحدة وما أحد يعترف علينا أننا دولة وصرنا وراء بنغلادش وميانمار وبوركينافاسو وزنجبار وما أحدا بالعالم سيتجرأ ويستثمر قرشاً واحداً بسوريا أو سيدخلها كسائح اللهم باستثناء جند الله وحراس الدين وجماعة نور الدين الزنكي وأحرار الشام وجند الله والإيغور والشيشان وبقية البغال "الثوار"؟

العدل أساس الحكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة لنضال نعيسة
غسان صابور ( 2019 / 9 / 12 - 20:32 )
نضال نعيسة... يا صديقي النادر
كلما قرأت إحدى مقالاتك بالحوار المتمدن أو غيره من المواقع أو آخر وسائل الإعلام الذين يتجرؤون نشر ما تكتب.. كلما قرأت مقالاتك.. أبحث بين الورقات العربية نبأ أنتحارك بعدة رصاصات.. أو اختفائك كليا...
أخاف عليك... نعم أخاف عليك.. لأنك آخر من يتجرأ على قول الحقيقة حسب الشاعر والمغني الفرنسي المخضرم Guy Béart... بأغنيته التاريخية من سبعينات القرن الماضي :
Et celui qui dit La Vérité…
Il sera exécuté…
ترجمتها بتصرف : من يقول الحقيقة.. يــعــدم....
أخاف عليك.. أخاف عليك بشكل أناني عجيب... لأنك اليوم آخر من يجرؤ على قول الحقيقة الحقيقية بهذا البلد.
وحتى نلتقي...
غسان صابور ــ ليون فرنسا


2 - لا تخشى يا صديقي
نضال نعيسة ( 2019 / 9 / 13 - 05:50 )
كنت أتوقع منك بهذه المناسبة العزاء والرثاء يا صديقي وليس مخاطبتنا كأحياء نحن أموات ...
وقد صدر حكم الإعدام من زمان...
نحن الآن بحكم الأموات.... وهل تعتقد أنها حياة هذه التي نعيشها في ظل الفقر والتشرد والجوع ...والقهر والتسكع والإقامة الجبريةوالمهانة والذل والحرمان؟ أنها اللا حياة حياة اللا حياة
...لم يتركوا لنا أي شيء...حتى حياتنا المقدسة ليست ملكا لنا...ولا نملكها ....
نعم لقد صدر وتفذ وأفهم علنا حكم الإعدام ومن زمان ولم يعد لنا شيء لنخسرة يا صديقي الغالي والحبيب أستاذ غسان...

اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف