الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا: لماذا التبني الرسمي لإسلام سيدتين؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ظل مناخات ظلامية غير مؤاتية واتجاه رسمي سلفي ماضوي مفضوح مع مأسسة الأخونة وتوطين الفكر التكفيري وإشهار الأسلمة كهوية بسوريا عبر إعطاء صلاحيات تنفيذية واسعة لوزارة الأوقاف السلفية الر جعية للإطباق على الحريات والمشهد الثقافي بسوريا،(بالأمس تغنى وزير الثقافة علناً بإنجازات الاحتلال والغزو العربي الإسلامي على سوريا قبل 1400 عاماً واعتبره حضارة وتراثاً عظيماً، هكذا)، وفي سياق متناغم مع صعود الفاشية الدينية وخطوات أخرى غير مسبوقة تقوم بها الدولة لجهة أسلمة وطلبنة وقبسنة ووهبنة وبدونة سوريا انصياعاً وخضوعاً وتراجعاً أمام التيارات الفاشية، كان آخرها فرض غرامات على القبلة بالأماكن العامة، وخلال أعمال الدورة الخامسة لمجلس محافظة حماه، وفي خطوة غريبة ومستهجنة، لجهة عدم اختصاص مجلس بلدي، مهمته ووظيفته خدمية محضة، بقضايا دينية، تمت الموافقة بأغلبية أصوات المجلس على "إشهار امرأتين إسلامهما"، مع العلم بأن غالبية هؤلاء الأعضاء معينون من قبل الدولة، ومرضي عنهم أمنياً ورسمياً أي يمثلون الدولة وسياستها العامة ويحظون بدعمها ويعكسون وجهة نظرها.

في العموم، ومن حيث المبدأ، فتحول سيدتين للإسلام، أو أي شخص آخر لأي دين ومذهب بالعالم، هو أمر طبيعي واختيار شخصي يجب أن يحترم، وإن كان الأمر يتطلب دراسة خلفية هذا التحول والحالة العقلية والنفسية للمتحولتين بهذا العمر لجهة الميول الدينية والتخندق الطائفي في مجتمع يئن تحت وطأة شرخ طائفي وصراعات دينية ومذهبية تتطلب عبور الطوائف والأديان والتخندق الوطني والعلماني، لكن وجه الخطورة بالأمر يكمن بتبني جهة رسمية ودولة ونظام حكم رسميا للأمر وظهوره بمظهر الراعي الرسمي والمتبني لدين ومذهب محدد من بين تشكيلة ومصفوفة مذهبية وطائفية تعددية موجودة بالمجتمع السوري متعدد الثقافات والأديان والمذاهب والأعراق وقيام مجلس محافظة تقع تحت سلطته مجموعات بشرية من شتى الأديان والمذاهب يقوم علنا، وأـثناء اجتماع رسمي وفي وقت عمل رسمي مخصص لخدمة الشعب وحل قضايا معيشية ضاغطة في منعطف وطني أخطر ما يكون، بتبني الموضوع رسمياً متخليا عن حياديته ودوره الوطني المفترض بالابتعاد عن المذهبية والطائفية فقضية الإيمان والاعتقاد والإلحاد واللا اعتقاد هي قضايا شخصية وليست قضيايا شأن عام وسياسة دول عندها استراتيجيات وطنية عامة تنأى فيها بنفسها غن أية قضايا فردية وشخصية، لتبدو فيه الدولة، ويكل أسف، كدولة دينية ودولة خلافة قرشية في الألفية الثالثة وهذا ما ينسف أي كلام وادعاءات وطنية لها ويبطل مزاعمها العلمانية ويفند كل خطابها عن التسامح والتعايش الذي تلعلع وتطنطن به في الإعلام الكاذب التهريجي الهمالالي الترللي المفضوح...

احتفالية المجلس وتهليله للأمر وانشغاله بقضايا غير اختصاصية أمر مخجل ومشين ومعيب ومهين لكل وطني سوري ويظهر اصطفافاً طائفياً بغيضاً يسقط عن هذه المجلس أية صفة وطنية وقيمة أخلاقية وحيادية من المفترض أن يتحلى، ويظهر بها مع، وأمام الجميع، والمطلوب تأديب وعزل مجلس محافظة حماه، فوراً، ومقاضاته بتهم الإساءة لهيبة الدولة وسمعتها وممارسة أنشطة خطيرة خارج اختصاصه توهن عزيمة الأمة وتقوض التعايش السلمي وتهدد الاستقرار والأمن المجتمعي.

لا يمكن النظر للموضوع، البتة، وأخذه في سياق شخصي وفردي وتصرف خاص يجب أن يحترم، طالما، ولولا تبني مجلس المحافظة رسمياً للموضوع ما يعني طائفية وانحيازاً واصطفافاً وتبنياً رسمياً للأسلمة وهذا تأكيد على دينية الدولة يفقدها مصداقيتها وموضوعيتها ويسقط عنها بعدها الوطني الأبوي العام وخروجها مع مجلس مدينة حماه عن مهمتها ودورها الوطني والخدمي الوظيفي الجامع وانحيازها واصطفافها الطائفي الذي يجب أن يقابل بإجراءات قانونية رادعة ضد هذا المجلس كي تبرئ نفسها من أية تهمة، وكي تعيد للدولة هيبتها ومصداقيتها وأمومتها ورعايتها لكل أبنائها واحتضانها لكل المذاهب والأديان دون تفرقة أو تمييز وحسبها هذا الإنجاز العتيد.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ