الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الشيعية في العراق و نظام الملالي الايراني ..

كفاح حسن

2019 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


العالم العراقي الراحل علي الوردي .. ذكر في سفره الخالد ( لمحات اجتماعية من تأريخ العراق الحديث) من ان الشيعي العراقي رغم اعتزازه الوطني ببلده الا انه يقبل أن يقوده رجل دين ايراني في الامور الشرعية و المذهبية..
و هذا الأمر نجده واضحا في المرجعية الشيعية سواء في النجف او كربلاء او الكاظمية.. فيقف دائما على رأس هذه المرجعيات رجال دين ايرانيي الجنسية..و يعتزون و يفتخرون بإيرانيتهم..
وكانت هذه المرجعيات في عهد الشاه على صلة وطيده مع نظامه. مبررة ذلك بأن ايران هي الدولة الشيعية الوحيدة في العالم. و تدخلت في حل الخلاف الذي قام مابين الخميني و الشاه.. و عنف محسن الحكيم ( المرجع الشيعي الأعلى في النجف وقتها) الخميني بسبب وقوفه في صراع مع نظام شيعي وحيد في العالم. و تم حل الخلاف بتسفير الخميني من ايران. و التحاقه بالحوزة في النجف.
و اعتبرت القيادة الجديدة للنظام الإيراني بعد الإطاحة بالشاه.. انها الاب الروحي للشيعة في العالم.. و هنا طرح الخميني مشروع ولاية الفقيه.. و هي نسخة عن نسخ قديمة لنظام الحكم الثيوقراطي المطلق..و الذي انهار في أوربا بفضل الثورة الصناعية و قيام الدول و الامارات القومية..
و بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان ٢٠٠٣ دخلت ايران إلى العراق من باب الحوزات الشيعية و أحزابها السياسية.. و تحولت ايران من عدو لدود للعراقيين إلى الأب الروحي للأحزاب الشيعية و فصائلها المسلحة. و جرى تعبئة المواطن الشيعي المغلوب على أمره بأن ايران هي من حمت الطائفة و البلاد .. و بفضلها تم طرد داعش .. و تم نشر الأفكار الطائفية البغيضة التي تعتكز على أحداث تأريخية قديمة غير مؤكدة للحديث عن الثأر المزيف و الذي يبتغى من خلاله إثارة حروب طائفية هوجاء تصب في خدمة نفوذ النظام الإيراني في المنطقة.
و مع تصاعد الحركة القومية في العراق منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي حدث الصراع الشديد مابين هذه الحركة و بين الحوزة الشيعية المنحازة لإيران .. و جرى طرح فكرة مرجعية شيعية عربية متحررة من النفوذ الإيراني.. و كان والد مقتدى الصدر .. واحد من الرموز الدينية المطروحة بكونها عراقية عربية أصيلة لا ترتبط بالنظام الحوزوي الإيراني.. و لكن عائلة الصدر هي أيضا عائلة تعود جذورها إلى إيران.. و ترتبط بعلاقات دينية و إجتماعية و اقتصادية مع النظام الايراني و حوزة قم.
و كذلك طرح مقتدى الصدر نفسه كقائد عراقي صرف لا يرتبط بإيران او لا يخضع لنفوذها و وصايتها.. و وقف مقتدى مع سائر الحوزة النجفية ضد مبدأ ولاية الفقيه. و سعى مقتدى إلى إقامة علاقات مع السعودية و دول الخليج و قادة الحزبين الكرديين الحاكمين ليثبت من خلال ذلك استقلاليته عن ايران. حتى و ان أنصاره طرحوا شعار ( إيران بره بره ) في مظاهراتهم المشتركة مع الشيوعيين و اليساريين.
لقد انطلى ذلك الادعاء على المنظمات و الافراد البعيدين عن الحوزات الشيعية. و لكن الواقع و التأريخ يثبت أن عائلة الصدر بكل أفرادها لا تختلف عن سائر علماء و قادة الحوزة من الخضوع لنظام الملالي و حوزة قم مقتدين بذلك بتوصية الشهيد الصدر الاول بنصرة الخميني كقائد ديني و سياسي للشيعة..
لهذا لم يكن أمرا غريبا أن يترك مقتدى الصدر العراق و يذهب إلى إيران في ايام عاشوراء.. حيث كان أولى به ان يكون في النجف او كربلاء.. فهو يواصل نهج رجال الحوزة في الانحياز و الخضوع لإيران.. و ان ايران تغفر له زلاته و تصريحاته المعادية ظاهريا ما دام هو ملتزما بالولاء لها قلبا و روحا..
يا أيها المعترضين لا تتعجبوا فلن يخرج مقتدى عن القاعدة الحوزوية.. و لكننكم لم تفهموه و بنيتم عليه آمال هو ليس اهل لها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
منير كريم ( 2019 / 9 / 15 - 06:58 )
تحية
كلامك دقيق جدا
اذا كانت شعوب الشرق الاوسط تريد الدخول للعصر الحديث فلا بد لها من رفض الاسلام السياسي بكل مستوياته واقسامه وفروعه والتوجه نحو العلمانية والديمقراطية
شكرا لك
شكرا للحوار المتمدن

اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام