الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عار وزارة الثقافة ومؤسسة السينما

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 9 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بغض النظر عما جاء بالفيلم المقصود "دم النخيل" صاحب الضجة والمثير للجدل والذي لا يمكن استعراضه ها هنا لأسباب أخلاقية ومهنية جدا وكي لا يساء فهم ما سيرد أدناه، لكن لا بد للمرء أن يتساءل والحال:

أليس من الواجب والأخلاق والمهنية والوطنية أن يستقيل وزير الثقافة ومدير المؤسسة العامة للسينما والمخرج فوراً، وأن يتم التحقيق معهم ويقدموا لمحاكمة علنية بسبب جهلهم المعرفي وفشلهم المهني جميعا وعجزهم بالمطلق عن إخراج فيلم ووتقديم وجبة فنية دسمة وشهية للجمهور وشرح فكرة بسيطة للرأي العام لا تتطلف هذه الجلبة والمعمعة؟ هل من المعقول أن هؤلاء، بأسمائهم ومهامهم وتاريخهم، لا يتقنون عملهم المناط بهم والمهام التي ينبغي القيام بها وتنفيذها بمهنية وتقنية وأمانة؟ والسؤال بناء على أي اعتبار تم تعيينهم بمناصبهم؟ وبأي حق يتقاضون رواتبهم وينفقون من أموال الشعب؟ والأهم هل بقية الوزارات والمؤسسات بنفس السورية؟ والأخطر من هذا وذاك هل ستبقى نفس المعايير الفاشلة في توزير وتوظيف وتعيين الفاشلين والخائبين ومتعوسي الرجاء غير المؤهلين وعديمي الكفاءة في مواقع هامة وحساسة بالدولة؟

من كم يوم فقط، وبمناسبة ما يسمى بمعرض الكتاب على ما أعتقد، وهو مناسبة استعراضية فاشلة ككل مناسباتهم، كان وزير الثقافة القرشي، ما غيره، يتباهي بغزو واحتلال قريش لسوريا وتدمير تراثها الحضاري والإنساني بعد الاحتلال العربي الإسلامي وطمس ثقافة سوريا القديمة وحضاراتها لصالح قطاعي الطرق وقاطعي الرقاب وكان يتغنى بتلك الجرائم ويعتبرها تراثاً حضارياً عظيماً كما جاء في كلمته ويطرب للسفاحين والقتلة والسباة الذين أتوا على الأخضر واليابس ومحوا تاريخ سوريا الإنساني الرائع من الوجود...من يحمل هذا الفكر النتن المعفن المصدي لن يستطيع بالمطلق تقديم أي شيء إنساني ووجداني يصفق له الجميع...وهنا نتساءل ألا ينبغي أن يكون وزير الثقافة معبراً وممثلاً لكل الثقافات السورية ولا يتكلم وينطق ويمثل ثقافة يتيمة جرباء تئن المنطقة من وطأتها من 1400 عام ويمجد جرائمها وانتهاكاتها ضد الإنسانية؟
قد لا تهم الجزئيات الإشكالية التي وردت بالفهم، وربما تم تضخيمها، وهذا قطعاً قد يكون موضع مساومة ولعبة إعلامية كالعادة نحذر منها ولا نريد لعاقل أن يقع بشراكها، لكن القضية كلها تقع بالجنب التقني والمهني وتتعلق بمهنية وأداء وإتقان العمل، والاستغراب والتساؤل فيما إذا لم يكن هناك في وزارة "ثقافة"، طويلة عريضة، من لا يقرأ بين السطور ولا يعي أبعاد الكلمة ولا يفقه لمن يتوجه ولا يعرف ولا يدرك حساسيات قائمة في مجتمع في مؤسسة من المفترض أن يكون شاغلوها على درجة عالية وملمين إلى حد الإشباع بهذه التفاصيل والجزئيات كون "الكلمة" و"الحرف" هي بضاعتهم ورأسمالهم الوحيد.

سحب الفيلم بعد يوم واحد من عرضه هو فشل مهني وتقصير أخلاقي وعدم مهنية تتطلب المساءلة والاعتذار العام وتحمل المسؤولية من قبل المعنيين والاستقالة الفورية احتراما لهيبة الدولة ولحفظ ماء وجه كثيرين واعتراف شجاع بالخطأ الناجم عن والمتمثل بإلغاء عرض الفيلم..

وأخيرا: هل عرفتم لماذا شطبوكم من كل مؤشرات الأمم المتحدة بسبب هذه الحركات والقفشات والأفعال والفضائح "تبعكم" وأشباه المسؤولين الفاشلين الذين يديرون البلاد فأفلست وجاعت وهوت إلى الحضيض والقاع، وما عاد حدا معبّركم "بنوب"، ولا معتبركم دولة أصلاً؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى