الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يقوم بثورته الجديدة

العتابي فاضل

2019 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يوم بعد يوم يثبت شعب تونس الخضراء علو كعب ثقافته وحسن توجهاته، حين ركل كل الأحزاب ومنظومتها الفاسدة، وكذلك وضع راس المال الفاسد ومنظومة الأعلام القابضة الثمن مسبقا تحت أقدامه.
بالأمس بحق هو يوم جديد في حياة الشعب التونسي الذي كل مرة يبهرنا بثقافته التي يتفوق بها على جميع شعوب المنطقة وبالأخص العربية.
حين دس ورقته الانتخابية بطريقة عصرية خالية من أية شوائب او تجاوزات كما تابعناها عن طريق الأعلام المرئي والمكتوب، وأختار مرشحه بكل حرية وبدون أي ضغوط.
تنافس المرشحون من كل الأطياف منهم رئيس جمهورية سابق، ورئيس حكومة حالي، ونائب رئيس برلمان بالوكالة، وأعلامي ورجل أعمال مسجون بتهم غسيل أموال وتهرب ضريبي، ووزير دفاع حالي، وأستاذ جامعي، وكذلك من يعمل في سلك المحاماة، هم الأبرز في انتخابات تونس الثانية بعد رحيل (بن علي) الرئيس السابق.
واللافت للنظر هو حسب أخر الاستطلاعات تقدم المرشح المستقل (قيس سعيد) بنسبة قاربت ال 19% متقدم على أقرب منافسيه وهو رجل الأعمال وصاحب قناة نسمة المحبوس على ذمة قضايا غسيل اموال وتهرب ضريبي (نبيل القروي) الذي تشير الاستطلاعات حصوله نسبة 15% من نسبة المصوتين أما الثالث وهو الشيخ (عبد الفتاح مورو) مرشح حركة النهضة ذات الشعبية الكبرى ويشغل حاليا رئيس البرلمان وكالة الذي حاز على نسبة 11% من أصوات الناخبين.
المرشح قيس سعيد هذا الأستاذ الجامعي الذي أشتهر بمداخلته الإعلامية في التلفزيون فيما يخص الدستور كونه يدرس هذه المادة لطلاب الجامعة، لذلك حاز على أعجاب الشباب بصورة لافتة مما جعلهم يصوتون له لما له من شعبية بينهم، وكذلك زادت أسهمه حين رفض المنحة المالية التي تعطى لجميع المرشحين من المال العام وحجته هذه أموال الشعب وهو أحق بها،
حتى حملته الانتخابية أدارها طلاب الجامعات من الشباب وشاركوا تبرعهم للحملة من مصروفهم الخاص ومن بيع صور الاستاذ بقيمة (مئة فرنك) للصورة.
ما أظهره سعيد من تعفف عن السلطة، ومن وعود لاستعادة السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية، أعاد الأمل لفئة الشباب، خاصة المهمشين والعاطلين عن العمل، وزاد في تأليبهم على السياسيين وانتهازيهم والأحزاب ذات العمق التاريخي والنضالي والمال الخارجي المدفوع لبعض المرشحين.
لكن الخوف كل الخوف أن ذهبت الانتخابات لجولة ثانية، لعدم حصول المرشحين للنسبة اللازمة وهي 50+ 1, ويحصل الذي يحصل نتيجة تدخل قوى خارجية متمثلة بمافيا المال والأعلام لتصب الترشيحات للطرف الأخر المحبوس على ذمة فساد مالي.
أن منح التونسيين أصواتهم لهذا المرشح يمكن أن يوصف "بالثورة الجديدة" في وجه الفاسدين وكل من فشل في تحقيق أهداف الثورة ومطالب الشعب.
تحية لتونس وشعبها، وهنيئا لتونس بشعبها الراقي، وتمنياتنا للخضراء بدوام الديمقراطية الحقيقة وسط بلدان تموج بالتقلبات الشعبية، كالجزائر وليبيا وبلدان الأخرى التي تعج بالفساد والتسلط والدكتاتورية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي