الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجة الانتخابات الرئاسية التونسية ، الصندوق يضرب كل التنظيمات الحزبية الكلاسيكية

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2019 / 9 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


صوّتَ جزء كبير من أنصار حزب التحرير على ما يبدو لقيس سعيد ( يبدو بعد صلاة الظهر ، خاصة أن حزب التحرير لم يقم بحملته المعهودة ضد الانتخابات ومع دولة الخلافة ) وصوت جزء معتبر من النهضاويين له !! وهذا أمر جد طبيعي في حالتنا التونسية حيث تغيب التعبيرات الطبقية الواضحة وحيث ترهلت الأطروحات الحزبية الكلاسيكية ، جماعة حزب التحرير يجدون في سعيّد إمكانية لاختراق منظومة الحكم الحالية ويتفقون معه حول أطروحة دك هذه الدولة المركزية القائمة منذ 60 سنة بكل جهازها وسطوتها الايديولوجية المارقة عن تصورات دولة الخلافة الراشدة المتماهية تسييرا وعقيدة مع الفرد المؤمن ، جماعة النهضة الغاضبة ( وجزء من جماعة حراك ) يرون في قيس سعيّد ورقة رد إعتبار تجاه خيانة حركتهم لهم واستئثارها بغنائم ثماني سنوات من الحكم و يجدون فيه مشروع سياسة محافظة تخاطب إيمانهم الفردي خارج "الماكينات " التي صيّرتهم قطيعا !! فهل يعني هذا أن سعيّد من جند الخلافة ؟ أو هل يعني هذا أنه نهضوي مستتر ؟ أو أنه شيوعي احمر ؟ .
يتبنى ، المرشح العجائبي ، سعيّد ، طرحا سياسيا فضفاضا وهلاميا وشعبويا احيانا نظرا لما يبدوا من معاداته للحريات الفردية ، حتى الآن ومن خلاله ظهوره المحدود ، ولكن طرحه هذا إذا ما أزلنا عنه بعض الغبار يرتكز على فكرتين /رافعتين أساسيتين . 1- حكم مجالسي ينهي سلطة الدولة المركزية ويعيد بناء السياسات العمومية من أسفل الهرم السياسي ( المحليات وما دونها ) ، وهو في هذا يتقاطع مع كل الطالبين لإنهاء مهام هذه الدولة القديمة والعاجزة . 2- إنهاء حالة إغتراب الفرد و معها وضعية السيطرة اللاهوتية للمجتمع عليه من خلال الجهاز الأيديولوجي والأخلاقي لهذه الدولة عليه ، الفرد في طرح سعيّد هو الوحدة الأولى لإعادة تركيب كل العلاقات الاجتماعية !!
قيس سعيد وجماعته هم تعبيرة واضحة عن مشروع تفكيك شامل تتبعه عملية إعادة تركيب للعلاقات الاجتماعي على اسس جديدة تماما ، يعتقدون أنها تتطابق مع متطلبات الإنسان الجديد ، بعد تحليل ممتاز لكل واقع الخراب والضياع القيمي والمؤسساتي التي يعاني منها المجتمع الحالي ، أخطأ سعيد ربما في تقدمه للانتخابات لانه سيخسر زخم فكرته الاساسية أمام توازنات المنظومة التي سيتصادم معها دون أسلحة تقريبا ، فإما تُدجِّنُه بصفقاتها وداخلها وإما تجرفه بصفقاتها إلى خارج الصراع تماما فينتهي مثلما بدأ ، في حين حزب التحرير قد يستعمل قيس مطية للاختراق من تحت دون الدخول ضمن سقف "السيستام"
سعيّد ظاهرة ليس في هذا شكّ ، حملة انتخابية تكاد تكون غائبة ، حضور باهتٌ لشخصه ، لم يتحالف بشكل صريح مع أي من القوى السائدة ولا يمكن إلصاق تهمة تحالفه عضويا بحزب التحرير ( رغم أنها تقاطعات جائزة سياسيا وانتخابيا شهدنا مثلها سابقا 18 أكتوبر 2005 مثلا ثم في 2014 ) ، الاكيد أن مجموعات واسعة من الشبيبة وبعض التنظيمات الحلقية والشبكات العنقودية قد عملت ضمن حملته بحماسة لأنها تحسست من خلاله مشروعا لقلب المعبد على رؤوس الجميع حتى يتساوى الكل في البؤس والاغتراب ، ويبدوا أيضا أن جماعة من بعض دواليب الدولة "العميقة" ممن همشهم حكم الوفاق بعد 2011 قد لعبوا هنا وهناك على بعض الاوتار الانتخابية طلبا لرئيس معزول يمكن تطويعه أو اللعب من خلاله على تناقضات الحكم للعودة لسطح الأحداث من جديد .
على كل حال نسب التصويت الرسمية حسب الجهات والفئات والشرائح الاجتماعية ستمكننا من فهم الوضع أكثر ، كما أن مرشحين فقط للرئاسة بعد التشريعية ستمكننا من تفكيك خطابهم وفهمه بشكل افضل ، اعتقد ان سعيّد سيرمم بسرعة خطابه في مسألة الحريات ، واعتقد أكثر أنه لن يمر إلى قرطاج في النهاية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا