الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا مع أحد

عبدالله عطية

2019 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


مُعطيات الاحداث تشير اليوم الى ان المنطقة سوف تشهد حرباً لا محاله، فالسعودية لن تسكت على الاعتداءات الايرانية أبداً واميركا سوف تدعمها، بينما ايران لم ولن تتردد في أستعراض عضلاتها في المنطقة، اما الطرف الامريكي فهو يدير الحرب من الاعلى مستغلاً نفوذة وهيمنه الدولية فلن يرضى ايضاً بحكم اتفاقياته وعلاقاته مع حليفته السعودية وجيرانها، فبهذه التصرفات التي يستفز بها من قبل ايران سوف تشعل فتيل حرب لا تُحمد عُقباها، اي ان اميركا تريد البقاء على هيمنتها العالمية والحفاظ على نفوذها في المنطقة التي تقع في قلب العالم، بينما ايران تسعى من أجل التحدي وبسط سيطرتها الإقليمية، هذا يعني تقاطع المصالح وبالتالي الحرب، بالنسبة للطرفين هي حرب لكن للمنطقة يعني إنتحار، وان كانت من نوع اخر من الحرب، فيعني ان المنطقة سوف تدمر بالكامل بدل من خراب بلد او اثنين، حيث تُنقل الحرب من المواجهة المباشرة الى عدة مواجهات في أماكن اخرى ومن دون التصريح بها، مستغلة كُل دولة مراكز نفوذها في بلد او اكثر تجري به الحرب لتضرب مصالح الخصم عن طريق تعبئة ومد المقاتلين بالمال والسلاح، انها حرب النيابة، وهي من أشهر حروب الالفية الثالثة.
العراق كبلد سوف يقع مرغماً قبل ان نقول اختياراً في هذه الحرب، فموقعه الجغرافي الذي يقع بين البلدين بالاضافة الى التأثير الامريكي وبعده الاستراتيجي والعسكري بحكم الاتفاقيات الامنية مع الحكومة العراقية يجعله لاعباً او طرفاً رابعاً في هذه الحرب وهذا يعني الكارثة بالنسبة للعراقيين، فأن وضعنا اوراق العراق على الطاولة سوف نجد انه مرتبط بالاطراف الثلاثة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، سواء كان هذا بصورة مباشرة او غير مباشرة وبنسب مختلفة فأميركا تملك عدة قواعد عسكرية في جنوب وغرب وشمال العراق وتعداد جنود يتجاوز الثلاثون الف مقاتل، اما ايران فلديها احزابها التي تسيطر به على الواقع العراق من جهة، وقوة مليشاتها التي تسطوا به على ارواح العراقيين بقوة السلاح والتخويف، بغض النظر على الاعتماد الشبه كُلي للاقتصاد العراقي على المنتجات الايرانية، بينما وكلاء السعودية اقل سطوه لكن اكثر تأثيراً بقوة المال، هذه المعطيات سوف تجعل العراق مرغماً لا محالة بأن يكون الطرف الرابع في هذه الحرب اذا لم يتخذ موقفاً حازماً ازاء هذه المناوشات ويعلن وقوفه على الحياد من أجل حفظ دماء العراقيين وتجنب حرب لا تغني ولا تسمن للشعب العراقي، فالحياد يبعد عنا اوزارها ويجنبنا ان نكون ورقة بيد هذه او تلك الدولة والنهاية سوف تكون مأساوية بالنسبة لنا.
لذا يجب ان نعلن حكومة وشعباً اننا لسنا مع احد، وهذه نكته طبعاً وأنا أمزح، فأيران تتحكم سياسياً ودينياً في العراق عن طريق وكلائها واذرعها المسلحة التي تسمى المقاومة الاسلامية، ليست في العراق فقط وإنما سوريا واليمن ايضاً، ومن المؤكد ان هؤلاء لم تعدهم ايران وتزرعهم في العراق الا لهذه الظروف، هؤلاء هم ورقتها الرابحة التي تضغط بها على اميركا وحلفائها في المنطقة، وان هذه الاحزاب والمليشات التابعة لها لا تتوانى عن تقديم المساعدة لها، كونها تم تأسيسها على اساس الولاء والعقيدة لا العلم والوطن، لذا سوف نجد هؤلاء يدعمون الوقوف مع أيران ضد السعودية واميركا سياسياً وعسكرياً داخل العراق، وان كانت الحكومة العراقية لديها اتفاقيات مع اميركا، فالاحزاب ومليشاتها شيء، والحكومة شيء اخر وان كان هناك تداخل بين الاثنين، لكن الموقف الرسمي لا يشبه غير الرسمي.
العراق كحكومة يُشكل من أحزاب أغلبها ممولة وتابعة لايران وتملك اجنحة مسلحة (مليشيات) حتى اذا لم تستطيع السيطرة على الوضع سياسياً فأنها تستخدم مرتزقتها، وان موضوع الحياد عبارة عن حبر على ورق لان موضوعه فقط للتغطية، بينما الواقع عكس ذلك تماماً اي ان ايران بأمكانها استخدام الاراضي العراقية من اجل ضرب الاراضي السعودية من دون ان تحرك الحكومة ساكن، لانها جزء من منظومة ايران الحزبية التي تسيطر بها على الوضع السياسي في العراق.
لذا انا كعراقي اخشى على ارض بلدي ودماء شبابه، اكتب لكل سياسي يمثل مصالح بلد اخر غير العراق، ان كنت ذيل او تابع او مشترى الذمة، ان كنت تحب بلد وتمثل سياسته في العراق، ارجوك دع عنك العنجليات بأسم الدين والعقيدة والانتماء والمصلحة والاهم من ذلك سلم جنسيتك العراقية واخرج من العراق، اذهب للبلد الذي يرعاك وقاتل معه ضد من تحب، فالعراق وشعبه العظيم تعب الحرب يبحث عن الحياة، يريد احد يضحي لأجله لا العكس، لذا يا عزيزي لا تصرح من عندك وتورط شعباً بحرب لا نعرف ما مصلحتنا منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام