الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال...ما هو؟، وهل هو مطلق أم نسبي؟.

صلاح الحريري
(Salah Alhariri)

2019 / 9 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الجمال!!...ما هو؟
هل هو مطلق أم نسبي؟
ما هي صورة الجمال المطلق؟
هل هناك قبح في الوجود؟

أصل القصة يرجع إلى منبع الوجود...الله!!.
هل هو منذ أزل الآزال كيان واحد فقط؟!. أم أنه كيان واحد يتمظهر، يتجلى في صورتين: إله مذكر وإلهة مؤنثة؟!.
أم هو منذ أزل الآزال كيانين منفصلين، لكن متناغمين متناسقين...الله واللات؟!.

ماذا تعني الصورة الإنسانية المنقسمة لذكر وأنثى؟.
هل اتحاد الذكر بالأنثى هو غريزة حيوانية بغرض التكاثر؟ كما في عالم الحيوان، الذي يتناكح موسميًّا. أم هو اتحاد جمالَين، جمال مذكر بجمال مؤنث؟ ثم يأتي التناسل لإشباع جمال هو جمال الأبوة وجمال هو جمال الأمومة.

الجمال بمنتهى البساطة هو التناغم والتناسق. تناغم تعني أن هناك 1، 2، 3، 4، 5..... وليس 1 مكرر فقط، أو 2 مكرر فقط. هذه المتخالفات المتباينات تتناغم فيما بنها. هذا هو التناغم.

هل لو كان الوجود الله فقط، أو الآلهة فقط هل كان سيكون له طعم؟!.
الجمال هو الذكر والأنثى...هو السالب والموجب... هو ال [0] وال [1].

الذكر والأنثى...الله واللات
الذكر والأنثى...الله والآلهة
الذكر والأنثى...الله والخلق
الذكر والأنثى...الجواب والقرار [في الصوت]
الذكر والأنثى...ألوان باردة وأخرى حارة [في الصورة]
الذكر والأنثى...خشن وناعم [في الملمس]
الذكر والأنثى...ملح وعذب [في التذوق]
بضدها تُعرَف الأشياء. لكن من حسن الحظ هنا أن الضد تكاملي وليس تنافسي.

فالجمال بما هو جمال لا بد أن يكون ذكرًا وأنثى، في كل المستويات:
- على مستوى الله
- على مستوى الآلهة
- على مستوى الخَلْق
- على مستوى المادة والطاقة
- على مستوى الطاقة الواحدة:
--الصوت منه جواب وقرار
--الصورة منها ألوان باردة أخرى حارة
- الملمس منه ناعم وخشن
- الطعم منه عذب ومالح
- على مستوى الهيئة والأخلاق والعقل
هل هناك قبح في الوجود؟!
الأصل في الوجود أن يكون جميلًا. لو وُجد قبح فإنه مرحلي أو غاياتي، أيْ لكي يُبرز جمال الجميل.

ما هي صورة الجمال المطلق؟!
صورة الجمال المطلق هي الصورة الإنسانية.
الملامح الهندية والشرق أوسطية والأوروبية+البشرة البيضاء، الشعر الأسود أو الأشقر الناعم المنسدل، العيون السوداء أو البنية أو الزرقاء أو الخضراء...لا الصفراء أو الحمراء، الشفايف الرفيعة المتوردة، الحاجبين المتباعدين، الثديين الشديديْ التكوير الكبيرين غير المترهليْن ذويْ الحلمتين المتوردتين [في الأنثى]، الملمس الناعم للأنثى والخشن للذكر، الذكر المشعر والأنثى الناعمة.
أُفصِّل في الوصف هنا حتى يُعلم تمامًا أن الجمال ليس مجرد صورة إنسانية وكفى، بل هو صورة إنسانية بمواصفات محددة.

طَبْ...هل الزنجي جميل بالنسبة للزنوج؟ أيْ: هل الزنوج يَعدون الزنجانية جمال؟
هل الصيني جميل بالنسبة للصينيين؟
هذا السؤال سنحاول الإجابة عليه بعد قليل، عندما نناقش جزئية هل الجمال مطلق أم نسبي؟.

إذَن: الصورة الإنسانية بمواصفات محددة هي صورة الجمال المطلق على مستوى الشكل أما المضمون فهو الأخلاق والعقل.
إذَن: الوجود جميل ولا قبح فيه البتة.
الجمال أراد أن يأخذ شكلًا محددًا في الفراغ ذو أبعاد ثلاثية فكانت الصورة الإنسانية المحددة هي صورة الجمال المطلق صوتا وهيئة وأخلاقا وعقلا.

الصورة الإنسانية هي صورة الألوهة، فالإنسان خُلِق على صورة الله. أيْ ليس هناك ما هو أجمل من الصورة الإنسانية، كما حددناها سلفًا.

تناوب المشاعر المختلفة على الإنسان بنسب محددة هو اتحاد بالجمال. فالإنسان يُريد أن يضحك وأن يبكي. وبالتالي كانت أهمية الفنون مثل: فن القصة والرواية والتمثيل والمسرح. التي تبرز وتغذي هذه المشاعر. في صورة فيلم كوميدي أو تراجيدي أو مسرحية كوميدية أو تراجيدية.

هل الجمال مطلق أم نسبي؟!
هذا السؤال مهم وخطير، ويحتاج إلى بسط حواري جدلي حتى يتم الفصل فيه.
أفضل أن أورد بعض الأسئلة، التي من خلال مناقشتها ومحاولة الإجابة عليها سيستبين الأمر، وسيتضح هل الجمال مطلق أم نسبي؟

أقول:
هل شكل الأسد يدل على الأسدية؟
وشكل الثعبان يَدل على الثعبانية؟
وشكل الخنزير يدل على الخنزيرية؟
وشكل الكلب يدل على الكلبية؟
وشكل الإنسان يدل على الإنسانية؟
بمعنى: أننا يمكننا أن نتوقع صفات الأسد من حيث أنه حيوان مفترس ومن حيث أنه ملك الغابة و و و، بمجرد رؤية الأسد لأول مرة.
ويمكن توقع صفات الثعبان بمجرد رؤية الثعبان لأول مرة.
وهكذا بالنسبة للخنزير والكلب والإنسان وغيرهم.
إذا كان الأمر كذلك إذَن فالجمال مطلق وليس نسبي.

الذين يقولون بنسبية الجمال يقولون بأن ما قد يراه البعض جميلًا قد يراه البعض الآخر ليس الأجمل أو ليس على نفس القدر من الجمال. إذَن فالجمال نسبي، بالنسبة لهؤلاء.
أقول:
هل لو رأى البعض شيئًا فاعتبروه جميلًا، ثم رآه آخرون فاعتبروه قبيحًا، هل يمكن اعتبار الفئتين أصحاء من الناحية النفسية؟
أم أن هناك احتمال أن أحد الفئتين مريض نفسيًا، ولا يدرك الجمال.

إذَن هل يمكن أن نعتبر أن من يقول أن الممثلة جيهان نصر مثلًا قبيحة المنظر، هل يمكن اعتباره بأنه لا يدرك الجمال وبأنه عنده خلل نفسي بنسبة 100%.
إذا اعتبرنا أن من يقول بأنها قبيحة عنده خلل نفسي بنسبة 100%، فهل يمكن اعتبار أن من يقول بأنها ليست على هذا القدر العالي من الجمال عنده خلل نفسي بنسبة 70% أو 60%. أيْ هو مريض نفسي لكن مرضه النفسي غير ظاهر. ويمكن أن يخدعنا بادعاء أن الجمال نسبي.
بالطبع هناك أنماط نفسية أخلاقية يقابلها أنماط جمالية. لكن الجميل جميل، وهو أيضًا جميل في ذاته.

إذَن يجب التمييز بين الأنماط الجمالية وبين الأمراض النفسية التي تتدعي نسبية الجمال.
فهناك من يُفضل جمال على جمال لأنه نمط جمالي. وهناك من يخدعك فيقول الجمال نسبي وهو لا يدرك الجمال أصلا. أيْ هو مريض نفسي، منافذ إدراك الطاقات مغلقة عنده.
إذَن:
هل ما هو جميل لشخص قد يكون قبيحًا لشخص آخر، والعكس صحيح؟!
أيْ:
هل مثلًا: الأفاعي ذات اللسان الأسود المشقوق قد تكون جمالًا لشخص؟. أم أن الشخص الذي لا يخاف من الثعابين، يُدرك أنها غير جميلة وأنها خطرة، لكنه تدرب على التعامل معها، وبالتالي هو لا يخافها؟.

هل هناك من يعتبر الحمار حيوان جميل، بل أجمل من الخيل العربي الأصيل؟. فهو يفضل جمال الحمار على جمال الخيل العربي الأصيل المدرب.
هل هناك من لا يلفته جمال الخيل وهي ترقص على نغمات الطبل والمزمار البلدي، أو وهي تقفز الحواجز؟

إذَن من كل ما سبق يتبين أن الجمال مطلق وليس نسبي، كما أن الحقيقة مطلقة وليست نسبية.
هناك أنماط جمالية كما أن هناك أنماط حقائقية.
هناك من يدعون أن الجمال نسبي وهم لا يدركون الجمال أصلًا.

لو افترضنا أن إعادة التجسد [التناسخ] صحيحة، وأن شخصًا كان في حياته السابقة إيطاليًا أو روسيًا أبيضًا ثم في التجسد الجديد أصبح زنجيًا من موزمبيق، فهل وهو روسي يحب منظره، و وهو وهو زنجي يحب أيضا منظره؟!.
أعتقد، وفق مبدأ أن الجمال مطلق أن الزنجانية بالنسبة للزنجي لا تُعد جمالًا، والصينية بالنسبة للصيني لا تُعد جمالًا. وأن الزنوج والصينيين يعتبرون الجنس الأبيض هو نموذج الجمال.

إدراك الجمال شيء، وتفضيل جمال على جمال شيء آخر.
هناك من لا يدركون الجمال أصلًا ثم يدعون أن الجمال نسبي.
من يُفضل جمالًا على جمالٍ يُدرك الجمالات الأخرى بالضرورة. بينما من لا يدرك جمالًا لا يُدرك الجمالات الأخرى بالضرورة.

هل لا بد لكل إنسان، بما هو إنسان أن يكون له فن يمارسه؟
أعتقد أنه لكي يُطلق اسم إنسان على أيّ كيان له الصورة الإنسانية، ينبغي أن يكون له فن واحد على الأقل يمارسه. هذا إن لم يكن له أكثر من فن يمارسه.

هل معايير إدراك الجميل تتغير حسب المرحلة العمرية؟
أعتقد أن معايير الإدراك [إدراك الجمال] والإدراك [إدراك الجمال] في حد ذاته لا تتغير. أما التفضيل فقد يتغير حسب المرحلة العمرية.

هل العشق هو الذي يخلق الجمال، أم الجمال هو الذي يخلق العشق؟
أعتقد أن الجمال هو الذي يخلق العشق. فالمعشوق هو نمط جمالي يتوافق تمامًا مع ما يفضله العاشق.
فمثلًا:
هل جنون قيس بليلى يعني فقد اللذة فيما سواها من النساء؟. بمعنى أن أيّ امرأة جميلة أخرى أصبحت لا تثيره. لو كان الأمر كذلك، إذَن فالعشق هو الذي يخلق الجمال.

هل من لا يدركون الجمال _لخلل نفسي- يمكن تعليمهم إدراك الجمال؟
أعتقد نعم، يمكن تعليمهم إدراك الجمال. فيكون الأمر كالتالي:
نعلمهم إدراك جمال الصوت ثم بعد ذلك ندَعهم يدركونه، ونعلمهم إدراك جمال الصورة ثم بعد ذلك ندَعهم يدركونها.

لو الغربيون يستسيغون الموسيقى الشرقية بالإضافة للغربية، بينما الشرقيون لا يستسيغون إلا الموسيقى الشرقية، إذَن فهناك نسقين للموسيقى داخل جوهر كل فرد:
- النسق الأصلي...وهو يقبل الموسيقى الشرقية
- الأنساق الفرعية...وهي تقبل النسق الأصلي بالإضافة للنسق الفرعي.
اللغة الأم هي التي تحدد نمط الموسيقى الذي أستسيغه.

هناك لغات اشتقاقية تحفز أنساقًا فرعية مثل الفرنسية والإنجليزية.
وهناك لغات اشتقاقية تتبع النسق الأصلي [الشرقي] مثل: اللغة العربية بلهجاتها المحلية وعلى وجه الأخص اللهجة المصرية.
وهناك لغات لصقية مثل اللغة التركية تتبع النسق الأصلي [الشرقي].
أصل جمال الصوت هو التتابع بين السكون والحركة.
اللغة التي يكثر بها الشَّدة والسكون والمدود تكون أقرب إلى النسق الأصلي.

هل المثير للضحك جميل؟
إذا كان جميلًا فهل يُحبذ أن يكون في المجتمع المثالي مثيرين للضحك؟ كأشخاص ذوي هيئة مثيرة للضحك؟. مثل الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، صاحب فيلم [الناظر] على سبيل المثال؟. أم يفضل أن يكون كل أفراد الشعب جميلين الجمال العياري؟ وليس بعضهم مثيرًا للضحك؟
لأن ذلك يعد سلبًا لحق كان يستحقه المثيرين للضحك. أليس من حقي أن يكون منظري جميلًا الجمال العياري؟!!.
وإذا كان الشعب كله جميل الجمال العياري فكيف نستعيض عن فقد لون من ألوان الجمال وهو الجمال المثير للضحك؟.

أخيرًا:
هناك جمال نشاهده في الفنون ويمكن أن نكونه وأن نمارسه.
وهناك جمال نشاهده فقط، لكن لا ينبغي أن نكونه ولا أن نمارسه.
بالنسبة لفن التمثيل فإني أجد حرجا في ممارسته لا في مشاهدته. أما باقي الفنون فهي محمودة مشاهدةً وممارسةً.

هذه هي خلاصة القول في الجمال...ماهو؟ وهل هو مطلق أم نسبي؟ وما هي صورة الجمال المطلق؟ وهل هناك قبح في الوجود؟.
أرجو أن يعود المقال بالنفع على الإخوة القراء.
أرجو ألا أكون قد أطلتُ...وشكرًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجمال نسبي
هامر ( 2019 / 9 / 19 - 19:55 )
لنفترض مثلا بأن كل البشرية جاءت بنسخة واحدة متاطبقة نتساأل عنهدا لمذا لا يعرف ان هنالك جمال برغم ما ذكرته من مواصفات أوربية هي المقياس عندك لمذا لا نقول ان التراكم الاستعلائي العنصري التاريخي هو من جعل من الزنوج والصينيين كما ذكرت ليسوا غاية في الجمال وقد يعتقدون هم كذلك وهذه أيضا ليست حجة فهل سيكون عندها جمال اذن القضية جاءت من الاختلاف والتراكم الذي ذكرته سلفا فقط وليس كما ذكرت أن جنسا يتميز بالجمال على جنس القضية هي نسبية فقط


2 - أنا محايد حياد تام
صلاح الحريري ( 2019 / 9 / 19 - 21:52 )
شكرًا لمشاركتك أخ هامر.

قد يتوهم البعض أني متحيز. لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق.

أناقش محاور الموضوع بطريقة جدلية فلسفية بحتة.

أعتقد أن الزنوج لا يعدون الزنجانية جمال. أيْ الزنوج يعترفون مبدئيًا بجمال الجنس الأبيض.

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران