الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور يا أسيادنا

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تحاربون "تنظيم الإخوان المسلمين"،
خوفاً من عودته للقفز على كراسي السلطة.‏
وقد نجحتم في ضرب التنظيم ورموزه الأساسية والفاعلة.‏
لكن الخطر ما يزال وسيظل ماثلاً، يهددنا بعودته ربما أشرس مما كان.‏
لأنكم ضربتم "التنظيم"،
وتركتم فكره على أيدي السلفيين وغيرهم، يستشري في سائر ربوع البلاد.‏
هل اخترتم الوقوف طوال الوقت وإلى الأبد متأهبين لإطلاق الرصاص على كل إرهابي إخواني وداعية يحاول استقطاب ‏الجماهير؟
أم تريدون إنهاء هذه التهديد مرة وإلى الأبد؟
الخيار لكم. .‏
فنحن كشعب لسنا عبر الأزمان أكثر من "مفعول به".‏
لكم اختيار حالة الحرب والتأهب والاستنفار الدائم ضد تنين "عصابة الإخوان المسلمين".‏
أو اختيار قطع دابر فكره وأيديولوجيته،
بتجفيف منابرها في التعليم ووسائل الإعلام بل وسائر مؤسسات الدولة دون استثناء.‏
أستميحكم العفو والمغفرة يا "أسيادنا"‏
مشكلة سد النهضة
توقفت مفاوضات مصر مع إثيوبيا للتوافق حول فترة ملء خزان سد النهضة.
ورفض الوفد الإثيوبي مجرد مناقشة المعروض من الوفد المصري.
وعاد البعض لمقترحات "اجتماع محمد مرسي الشهير"، ودعوات الحرب لضرب السد.
هي ذات محدودية الأفق تلازمنا،
رغم سخريتنا مما قيل في ذلك الاجتماع الكوميدي.
لو بدأت مفاوضاتك مع أي طرف في أي موضوع، بتقديم "ثوابت" و"خطوط حمراء"،
فلا تندهش إذا وجدت مفاوضك يهب مغادراً دون بدء أي حديث.
يبدو أن التفاوض حول هذا الموضوع (وأي موضوع) يحتاج لمفاوض يملك صلاحيات حقيقية للتفاوض، للوصول لأفضل ما يمكن التوصل إليه.
وليس لمفاوضين تلقوا تعليمات مسبقة بالمطلوب، وهم مكلفون بفرضها على الطرف الآخر.
بخلاف الأبيض والأسود هناك ألوان أخرى.
لقد تم ملء خزان السد العالي دون أن تموت مصر عطشاً.
التفاهم مع الآخر بمنهج من يريد مصالح كل الأطراف، يبحث كيف تحقق إثيوبيا حقها المستحق في ملء خزانها،
ولا يهدر في نفس الوقت حق مصر في استمرار تدفق شريان حياتها.
لدينا إمكانيات المخزون في بحيرة السد، وكمية المياه التي تذهب سنوياً للبحر المتوسط،
وهذا يعطينا إمكانية الصبر وتحمل فترة معقولة لملء خزان سد النهضة.
المطلوب إذن ليس منهج الخطوط الحمراء و"ثوابت الأمة"،
الذي يجعل من أمامك يرفض استكمال الحديث أو البدء في النظر فيما تقدمه.
لكنه منهج البحث الجاد المخلص عن تحقيق مصالح الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست