الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية ح2

صبحي مبارك مال الله

2019 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تناولنا في الحلقة الأولى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الصادر في عام 2007 ،حول تحديد يوم الخامس عشر من أيلول يوماً دولياً للديمقراطية يحتفى به كل عام، و يستعرض فيه حالة الديمقراطية في العالم ، لغرض التقييم ومعرفة مدى تطبيق مبادئ الديمقراطية وإنتشار أفكارها .كذلك بينّا في الحلقة الأولى أهداف تحقيق الديمقراطية وركائزها ، والإشارة إلى أهم وثيقة صدرت عن الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول /ديسمبر 1948 وهي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية، وتطرقنا إلى حالة الديمقراطية في العراق والتحول الديمقراطي وتعريفاته.
السؤال الآن ماهي معوقات تحقيق الديمقراطية ؟ تحقيق النظام الديمقراطي لايأتي عبر صيغ دستورية فقط ولا من خلال الكلمات بل تحقيقها يتم من خلال مسيرة طويلة من العمل السياسي والفكري والثقافي ومن خلال تراكم التربية الديمقراطية وهذا المسار يختلف من دولة إلى أخرى وحسب عوامل كثيرة ومنها بالدرجة الأولى طبيعة النظام السياسي الذي ينطلق من مبدأ مشاركة الشعب مشاركة فعلية في القرارات السياسية والإجتماعية التي تعتمد العدالة الاجتماعية والمواثيق الدولية . كما يوجد لكل شعب وبلد تأريخ سياسي يشمل تأريخ نشوء الديمقراطية وهذا التأريخ يختلف من بلد إلى آخر . وتأريخ الديمقراطية يعود إلى العهود البعيدة التأريخية (لأن فكرة الديمقراطية ونظامها لها إمتدات تأريخية عميقة في الفكر السياسي والممارسة السياسة ) جاسم الحلفي -التيار الديمقراطي في العراق الواقع والآفاق. حيث شمل التأريخ الإنساني (صراع مرير بين الإستبداد والديمقراطية....) نفس المصدر .لقد قدمت الشعوب تضحيات جسيمة في هذا الصراع لأجل الوصول إلى العدالة والمساواة وإنهاء الإنظمة الدكتاتورية.
( الديمقراطية وليدة الصراع السياسي والإجتماعي والفكري على أمتداد التأريخ وأثرت وتأثرت بكل الثورات والإنتفاضات والهبات الجماهيرية من عصور حضارات الأغريق والرومان ووادي الرافدين إلى تأريخنا المعاصر) نفس المصدر .وكان ابرز حدث تأريخي جعل الديمقراطية عملياً مبدأً قانونياً من بعد الثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان في (26 آب سنة 1789) ونجد ان الصراع يحتدم من خلال تطور المجتمعات وأنظمة الحكم .وتأريخ الديمقراطية في العراق بدء من بعد تأسيس النظام الملكي في عام 1921 وتحت الإنتداب البريطاني، حيث انتقل من عهد الإستبداد والإحتلال العثماني الذي دام أربعة قرون ، ونقلت التجربة البريطانية في تشكيل مؤسسات الدولة والتي كانت مبتسرة ومحددة ولم تنمو الديمقراطية في العراق ولم تتكون تقاليد ديمقراطية صحيحة بل بقيت أسيرة تحت الهيمنة البريطانية وقيودها ولم تسمح لنموها سوى بقاء غرسات ضعيفة بالرغم من نشوء حركة وطنية وديمقراطية. وبعد التغيرات التي حصلت في العراق في نيسان 2003 م واجه الشعب وضع غريب وفوضى عارمة وإضطراب عند القوى السياسية في تحديد البوصلة أو تأخذ على عاتقها مسؤولية القرارات وتغيير الواقع الذي أصبح تحت الاحتلال الأمريكي وشرعنته حيث أصبح العراق حقل تجارب السياسات الأمريكية المتناقضة وبوجود نخبة سياسية عراقية على أنقاض النظام الدكتاتوري وسقوطه المروع والسريع . عند ذلك خرج الشعب المكبوت والمضطهد والتواق للحرية والديمقراطية وضمن ظروف صعبة وبوجود تركة ثقيلة من النظام السابق ومنها تداعيات الحصار الطويل الذي شمل كل المستويات، إلى رحاب الحلم الذي كان يحلم به وهو رحاب الحريات الديمقراطية وبناء دولة الشعب دولة العدالة والمساواة وبناء نظام ديمقراطي حقيقي وبمساعدة أمريكا !!ولكن الحلم تبخر عند اليقظة على الواقع ، وعندما وضع الدستور وبالرغم من نواقصه إلا أنه حدد طبيعة النظام السياسي بأنه ديمقراطي نيابي تعددي فدرالي ولكن لاتوجد تجربة ديمقراطية وجرى الاتفاق بين القوى السياسية التي قررت الولوج في طريق سهل وقصير، وهو المحاصصة الطائفية والسياسية والإثنية وسمت ديمقراطيتها با(الديمقراطية التوافقية) وهي خارج مايريده الدستور. وهكذا ولدت العملية السياسية ضمن واقع مرير لايلبي طموحات الشعب العراقي نحو بناء دولة قوية ومتعافية .
من أهم المعوقات 1- طبيعة النظام السياسي ومدى تبنيه مبادئ وأفكار الديمقراطية 2- عدم التدرج نحو بناء الديمقراطية 3-الصراع بين الكتل السياسية 4- إتباع سياسة المحاصصة الطائفية والسياسية 5- عدم تطبيق الدستور أو عدم وجود دستور ديمقراطي 6- عدم الإلتزام بالإعلان العالمي لحقوف الإنسان والعهود الدولية 7-فساد الأجهزة التنفيذية 8- التدخل في شؤون السلطات 9- عدم حرية الإعلام 10- التدخل الدولي والإقليمي 11- حجب القوانين الديمقراطية وعرقلة تشريعها12- عدم الإيمان بالتداول السلمي للسلطة .
فضلاً عن ذلك هناك مجموعة من العوامل لها أهمية في تطبيق انتخابات نزيهة ومنها 1-نزاهة العملية الانتخابية ومسلزمات الانتخابات ومنها قانون الانتخابات بأن يكون قانون عادل ولايضع مواد معرقلة للتمثيل الحقيقي ويضمن مشاركة الجميع 2- نزاهة المفوضية المستقلة العليا للإنتخابات وأن تكون فعلاً مستقلة 3- الحفاظ على سلامة التصويت والإنتباه إلى عدم حصول تزوير 4- المراقبين وملاك المفوضية يجب إن يتميز بالثقة والأخلاص 5- الحفاظ على حرية الناخب عند التصويت ومعاقبة من يستخدم وسائل غير قانونية 6- قانون الأحزاب عادل وديمقراطي 7 - إعلان النتائج في الوقت المحدد .
(تقول المعادلة البسيطة :كلما أبتعدت قناعة الرأي العام وثقته بالنظام السياسي كلما أهنزت أركان الديمقراطية السياسية بصورة جلية ومن ثم فقدت بريقها والإلنزام بمعطياتها . ) د. احمد عبد الرزاق مقال / الديمقراطية تموت في الظلام.
وخلاصة الموضوع : إن الديمقراطية ومفهومها السياسي العلمي لم يكن وليد اليوم وإنما تطورمفهومها منذ فترة تأريخية طويلة منذ عهود العبودية والإقطاع ، منذ كان الظلم والإستبداد والإضطهاد قائم وظهور الفقر والجوع وتردي حالة الإنسان الصحية والمعاشية بسسبب مسك طبقة بالثروة ووسائل الإنتاج وطبقة فقيرة لاتملك شيئ والأغنياء هم القلة والفقراء هم الكثرة ومن هنا ظهرت الفوارق الطبقية ، وعندما تفاقم الأمر وأزداد الصراع الطبقي هبت الشعوب بثورات تأريخية كبيرة ، غيرت بواسطتها مجتمعاتها .كما ظهر الصراع بين الحاكم والمحكوم بسبب توزيع الثروات وعدم وجود عدالة إجتماعية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ