الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية تحت عنوان الخنفشاري والعمل على نشر الوعي الوطني لاندلاع الثورة بفلسطين ضد الكيان الصهيوني .

حسن ابراهيمي

2019 / 9 / 25
الادب والفن


مما لا شك فيه أن الرواية تحت عنوان الخنفشاري لكاتبها نافذ الرفاعي قد حاولت أن تقف في اغلب مضامينها عند معوقات الثورة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل ,وبالتالي كان الهدف من اهم مضامينها دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستمرار في التشبث بموقف النضال ضد هذا المستعمر الغاشم ,وتفجير الوعي الوطني لدى كل شرائح المجتمع عبر المساهمة في النقاش حول القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية من اجل تجاوز كل المعوقات التي تكبل الشعب الفلسطيني ,سبب استمرار الكيان الصهيوني في فرض سياساته التوسعية , الاستعمارية , والعنصرية بفلسطين .
ومن اجل ذلك حاول السارد ربط العلاقة بين هذا الكيان ,وتطور النظام الرأسمالي ,وفضح طبيعة العلاقة التي تربط بينهما ,كما أن السارد يود أن ينبهنا إلى فهم طبيعة هذه العلاقة التي بسببها يتم الاستمرار في العمل على طمس القضية الفلسطينية ,القضية التي ناضل الشعب الفلسطيني ,والشعوب العربية من اجلها .
لقد قدم الشعب الفلسطيني من اجل هذه القضية تضحيات ,كما قدم شهداء ,ومعتقلين عبر تاريخ علاقته بالصهيونية ,بل مازال مستمرا في نضاله من اجل التحرر ,والانعتاق .
بهذا الشكل ينبهنا السارد إلى كون طبيعة العلاقة التي تربط الشعب الفلسطيني بالكيان الصهيوني هي نفسها العلاقة التي تربط الشعوب العربية بالامبريالية المتوحشة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من اجل نهب خيرات هذه الشعوب على أن الاختلاف يكمن في الشكل وليس في الجوهر .
من هنا فانه من منطلق كون الشعب الفلسطيني تغتصب أرضه ,ويهجر فانه ملزم بتقديم المزيد من التضحيات من اجل الدفاع عن أرضه ,وكرامته من اجل التمكن من ممارسة حقوقه ,والضغط من اجل تقرير مصيره .
ومن اجل ذلك فانه ملزم بالمزيد من العمل ,والمزيد من النضال في إطار عمل وحدوي يسطر برنامجه كل الفصائل الوطنية الفلسطينية ,برنامج نضالي يلتف حوله الجميع ,وتجاوز الخلافات السائدة بين بعض الفصائل الوطنية الفلسطينية ,كل ذلك من اجل تفجير سؤال الوعي الوطني على اعتبار انه هو السبيل إلى التحرر من هذا الكيان الغاشم .
انه سؤال القضية الفلسطينية التي يعمل الكيان الصهيوني من اجل تصفيتها في إطار تحالف مع الامبريالية الأمريكية التي تسعى إلى الاستمرار في نهب خيرات الشعوب العربية ,والضغط على أنظمتها من اجل الاستمرار في إلهائها بالحروب ,وغيرها ,لاستمرار هذه الشعوب في النضال من اجل الحق في التعليم ,الصحة ,السكن اللائق ,والعيش الكريم .

ومن جهة أخرى ينبهنا السارد إلى التراجع الذي يعرفه الموقف الفلسطيني نفسه ,إلى جانب الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ,هذا التراجع سوف يؤثر على الرأي العام الدولي .
إن وعي السارد بخطورة هذا الموقف ,والنتائج التي سوف تترتب عن ذلك ,وما ستؤول إليه الأوضاع ,كل ذلك سوف يساعد الكيان الصهيوني على الانتقال من التطبيع السري إلى التطبيع العلني مع بعض الأنظمة العربية .
ولعل هذا ما جعل الخنفشاري بطلا يساهم في تفجير الوعي حول القضية الفلسطينية أينما تواجد ,من هذا المنطلق فهذه الشخصية متواجدة في كل مكان ,وتساهم من موقعها في رفع مستوى الوعي لدى الفلسطينيين من اجل التحرر من براثن الاحتلال الصهيوني .
ومن هذا المنطلق فانه لا تخلو الساحة الجامعية من نقاشات مستمرة حول هذه القضية ,ولعل الهدف من ذلك هو تكتل الطلاب للقيام بدورهم التاريخي ,والانطلاق من الحرم الجامعي بهدف تعميم الوعي بالقضية الفلسطينية في الشارع .
انه بهدف ذلك فالخنفشاري لم يقتصر على الحرم الجامعي ,بقدر ما انه يتواجد أيضا في الشارع ,في إطار العلاقات العاطفية من اجل منع تمييعها ,أيضا من اجل تحويلها إلى علاقات رفاقية مؤطرة بفهم معين لطبيعة العلاقة التي ينبغي أن تربط المرأة بالرجل في إطار مجتمع يناضل من اجل الإنعتاق ,ولذلك ينبغي للعلاقة التي تربط المرأة بالرجل أن تخرج عما هو سائد كل ذلك في إطار ضرورة النضال معا من اجل التحرر من هذا الكيان الغاشم .
ومن هذا المنطلق فلا تخلوا نقاشات الفصائل الوطنية الفلسطينية من الموقف من هذا الكيان ,ومن نتائج سياساته الاستيطانية , كما أنها لا تخلوا من جرد بعض نتائج تنفيذ هذه السياسات التي تنعكس سلبا على الأوضاع السياسية ,الاجتماعية , والثقافية وغيرهما للشعب الفلسطيني .
ومن هنا فلابد لعلاقة الرجل بالمرأة من أن تؤطر في إطار علاقة رفاقية ولعل فهم هذه العلاقة هو الكفيل بتحرر المرأة من القيود التي تكبلها ,وتمنعها من الإنتاج .
هذا وعلى الرغم من الإصرار على ممارسة الموقف ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي فانه لابد من الإشارة في نهاية المطاف إلى نوع من التدبدب الذي طال موقف البعض في إطار المقارنة بين ماضي القضية وحاضرها ,ويتجلى ذلك في مجموعة من الجمل التي جاءت ببعض مضامين الرواية كما يلي /أين الأبطال رحلوا / وبقي من المدعين لصوص البطولات / .
لكن على الرغم من ذلك فيكفي الرواية أنها فتحت نقاشا حول القضية الفلسطينية ومستقبلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة