الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن

ازهر عبدالله طوالبه

2019 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية القرن الواحد والعشّرين تربّعت على عرشِ الحكومات الأردنية شخصيات عديدة، فمنها من أدار الدولة بحنكتهِ السياسية والإقتصادية معًا، وهذه الفئة لم نعرف منها إلا شخصاً واحدا، ومنها من كان لا يمّلك إلا أحد الطرفين " إمّا سياسية وإمّا إقتصاد "، وهذه الفئة كانت نسبتها متوسطة في تقلّد الرئاسة، ومنها من كان لا يمّلك إلا مصباح علاء الدين وحُسن علاقتهِ بالسلاطين، فهو لم يكُن يسّتحق أن يكون بهذه المناصب، لكن سلاح المعرفة والتقرّب من دائرة اتخاذ القرار هُو من جعلهُ يتربّع على عرش الُحكم في السلطة التنفيذية " وهذه الفئة الأكثر تنصيبا "، وكانت هذه الخطوة هي التي قصمَت ظهرَ البعير، فقد أخذَت - سياستهم بإدارة الدولة الوطن إلى حافة الإنهيار بعد ان فشلوا إقتصاديًا وسياسيا على المستويين الداخلي والخارجي، وليس هذا فحسب، بل الكثير من هذه الفئة أفقدَ الدولة سيادتها، ولم يتجرأ بالدفاع عن الدولة وقضاياها المصيرية، ولا عن أبناء الدولة الذين قُتلوا من قبل العدو الصّهيوني سواء على الأراضي الأردنية او على أرض فلسطين المُحتلة، فُكنّا نسّمع منهُم جعجعو ولا نرى طحنا .

اليوم بعد أن عاصرنا حكومات متعدّدة، ومُختلفة بتشّكيلاتها الحكومية، وتأثير الأحزاب عليها - إن كان هناك أحزاب حقيقية- من ناحية التأثير السياسي، ودورها الحقيقي في تشّكيل وبناء الحكومات، وما رأيناه من إسقاطات سياسية وإقتصادية ومُبايعات ورهانات خاسرة، أصبحنا نعلَم بأنّ هذه الحكومات لم تأتي لتأخذ الوطن والمواطن إلى برّ الأمان- كما كُنّا نعتقِد-، بل أتَت من أجلِ أن تتنافس بمن يُقدم الأداء الهزيل، وبمن يُسارع إلى إنهيار المنظومة الوطنية، وقتّل الثقة بين المواطن والحكومة بكافة مُمثّليها، ومَن يُجيد التنظير وإطلاق المُصطلحات النهضوية والديمقراطية مثل " حكومة النهضة " وحكومة الخروج من عنق الزجاجة" وحكومة ال no comment " التي بدأت تظّهَر على الشاشة بعد أن أخفقت وما زالت تُخفِق في حلّ أزمة المُعلمين التي عطّلت سيرَ الوطن، وكُلنا نعلم بأنّ المعلمين لم يُطالبوا إلا بالحقوق التي اغتُصبَت من قبل جماعة البنوك والتُفاح والعِنب المُخمّر وأصحاب الأسنان المُنهارة وروائحها الكريهة، فلا أحقية لأحد بأن يقِف بوجهِ من يُطالب بحقوقه، ولا أن يوقيّده بالحقوق ويفرضها كما يتناسب مع مصالحه وليس مصالح الوطنِ والمواطن .

منذ ان بدأ يُسيطر على السُلطة التنفيذية أشخاصاً لا يمّلكون أهلية لتقلّد هذه المناصب، ومنذ أن تمّ تعين أعضاء السُلطة التشّريعية من غير قانون إنتخاب واضح ومن غير إعطاء أحقّية للناخبِ بالاختيار سواء بالمال الأسود او بالتعينيات المُخابراتيه، ومنذ أن تمّ العمل على إستبعاد السُلطة التشّريعية عن دورها الحقيقي في متابعة السُلطة التنفيذية، أصبحنا نرى ضياعا وسرقةً للوطن، وإنهاكاً وتجّويعًا المواطن تحت حُجة أنّنا نمُر بظروف صعبة، وأن هذه نتائج لصفقة القرن، وفي حقيقة الأمر ما هذا إلا ترتيباً وتأنيقاً لسرقاتهم وتغوّلهم على جيوب المواطن الذي يصّبر على هذه الإبتلاءات من أجلِ الوطن فقط .

إنّ الحكومات التي تُعيّن بناء على الأهواء والقُربى ودرجات العلاقة والصداقة بعيداً عن كفاءتها وقدّرتها على التعامل مع الظروف التي يمُر بها الوطن ، هي حكومات لا تُتقنَ إلا التلاعب بالكلام، كالذي يتلاعب بالكلام أمام ثلاجةِ الموتى بعد أن كان سببًا في قتلِ من في داخلها . فبعد كل إجتماع وزاري يخّرجُ علينا أحد أعضاء الحكومة ويُثرثرُ بكلامٍ يخجلُ من قولهِ طفلٌ في صفّه الأول إبتدائي، ويتكلّم بكلام لا يليق بشخّص يُمثّل وطنًا بكافةِ شرائحة .

لن ننهَض ولن نخرجَ من عُنقِ الزجاجة - التي لو كسرنها ما حدثَ كُل هذا - ما دُمنا نُعلّق ب "no cmment" .
علّقوا بما تُريدون، لكن ارفعوا أيديكُم عن الوطن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة


.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا




.. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي:الموقف المصري واضح من رفض تهج


.. مسؤولون أمنيون دوليون يبحثـــون في قطر قريبا فرص تحقيق تسوية




.. THE ECONOMIST: إيران استبدلت الرادار الذي استهدفته إسرائيل ب