الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة 4 أ ليو شتراوس وصحوة الفلسفة السياسية بقلم يوجين ف ملر

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ليو شتراوس قدم الكثير من الدراسات الفلسفية المتعمقة حول افلاطون – زينفون ابن ميمون – الفارابى الخ وكذك عن المحدثين مثل ميكافيلى – هوبز – اسبينوزا – روسو – بيرك – نيتشه الخ

دراسات شتراوس لاعلام الفلسفة السياسية ليست مجرد دراسات فردية لهذا الفيلسوف او ذاك ولكنها طرح لتاريخ الفلسفة السياسية من خلال رؤية نقدية واعية

ويجب علينا ان ننظر الى شروح شتراوس للفلاسفة القدامى باعتباره فيلسوفا مبدعا وليس مجرد مؤرخ – ان ما يفعله شتراوس فعله فلاسفة كثيرون قبله من بينهم افلاطون الذى اختار ان تكون المحاورات الشكل الملائم لتوصيل افكاره

غير ان اقرب الفلاسفة القدامى الى نهج شتراوس هو الفارابى ، ذلك ان الفارابى كما يحدثنا شتراوس كان يرتدى قناع المؤرخ ليتحصن به عن الشبهات والمسائلات التى قد يجرها عليه افصاحه المباشر عن ارائه

وهكذا عرض الفارابى لافلاطون على نحو ينم عن ايمانه باراءه وان لم يعلن ذلك صراحة ، وعلى هذا فقد حذا شتراوس حذو الفارابى فى طريقة التاليف وارتدى بدوره قناع المؤرخ لكى يضرب عصفورين بحجر واحد

فهو يشرح اراءه الخاصة من خلال شرحه لاعمال الفلاسفة الذين يستعرض لهم فى الوقت ذاته

فى مقال له بعنوان ما هى الفلسفة السياسية ؟
يعرفها بانها تلك المحاولة الحقيقية لمعرفة الطبيعة السياسية للاشياء ولمعرفة النظام السياسى الفاضل

اذا لابد من توافر ثلاث نقاط فى الفكر السياسى حتى يمكن اعتباره فلسفة سياسية

ان يكون هناك جهد حقيقى من اجل المعرفة بمعنى ان الفلسفة السياسية هى محاولة دائبة وواعية من اجل احلال المعرفة محل الراى والاعتقاد

السؤال طيب هيه الفلسفة السياسية محتاجة تعرف ايه؟
جواب شتراوس ان الفلسفة هى بحث فى طبيعة الاشياء السياسية مثل الضرائب البوليس القوانين المحاكم الحرب والسلام العدل الخ

وفى هذا الاطار علينا ان نفرق بين ماهو سياسى وما هو غير ذلك ؟
العمل السياسى هو بداية الفلسفة السياسية لانه يريد ان يتعرف على طبيعة المجتمع الصالح

اذا عرف بضم العين ماهو سياسى علينا ان نتعرف على طبيعة هذا الشيىء السياسى وهذا هو ثانى العناصر

ثالث العناصر هو محاولة التوصل الى معايير النظام السياسى الفاضل ولكن علينا ان نعلم ونحن بصد د الحديث ان الفلسفة السياسية جزء من علم الفلسفة بشكل عام

والفلسفة السياسية يقول شتراوس يمكن تناولها باعتبارها نوعا من التناول الفلسفى للسياسة مرة ومرة اخرى باعتبارها نوع من التناول السياسى للفلسفة

انطلاقا من هذا النظر ودعما لوجهة النظر التقليدية التى ترى فى سقراط الرائد الحقيقى للفلسفة فى العالم القديم نجد ان اعمال سقراط وفقا لمعايير شتراوس تهدف الى

سعى الى المعرفة
استهداف التعرف على طبيعة الظواهر السياسية
محاولة لاستكشاف ماهية النظام السياسى الامثل

عموما يؤكد شتراوس فى اكثر من موضوع من كتاباته على ان اعلام الفلسفة الكلاسيكية كان لديهم من الوعى العملى ما يجعلهم يدركون بوضوح ان قيام الدولة فى عالم الواقع يعتمد على كثير من العوامل التى تتجاوز احلام الفلاسفة
بل ان من الدول ما يقوم نتيجة للصدفة البحته التى لايحكمها منطق فلسفى ، لهذا نجد انهم ركزوا جهودهم العملية فى محاولة لاصلاح عيوب الانظمة الحاكمة فعلا وليس فى محاولة اقامة دولة مثالية

بل ان شتراوس كان يرى ان افلاطون كان يقدم دولة مثالية ولكن هدفه كان ان نتامل المقومات المثالية لهذا المثال لكى نتعرف على طبيعة الدولة والانسان

هناك خط واضح يرسمه شتراوس للفصل بين الفلسفة السياسية الكلاسيكية ( فلسفة العصور الوسطى ) وبين الفلسفة السياسية الحديثة

والفلسفة السياسية الحديثة تنقسم الى ثلاث موجات
الموجة الاولى اعمال ميكافيلى الذى يعتبره شتراوس مؤسس الحداثة ويستمر حتى القرن الثامن عشر حتى ازمتها مع انتقادات جان جاك روسو ونظريات هوبز ولوك

الموجة الثانية تمثلت زروتها مع الفكر السياسى لكانط وهيجل حتى واجهت ازمتها مع النقد الذى وجهه نيتشه الى المثالية الالمانية

الموجة الثالثة التى مازالت قائمة الى اليوم

سار المحدثون على نهج سقراط فى النظر الى الفلسفة السياسية على انها محاولة معرفة الامور السياسية ومعرفة النظام الامثل للحكم ولكنهم اختلفوا فى نظرتهم الى مضمون الفلسفة السياسية ومنهجه
ا
ظل المحدثون يحتفظون بالتفرقة بين مجرد الاعتقاد وبين المعرفة الحقيقية

و المعرفة الحقيقية لم تعد تاملا من اجل التامل ولا سعيا للحقيقة بل اتجهت لاغراض عمية تستهدف زيادة سيطرة الانسان على الطبيعة وتوجيهها الى ما يحقق اكبر قدر من الرفاهية واشباع الحاجات حيث اقترن لديهم النظر بالعمل وامتد هذا الامتزاج ليشمل سائر المجالات بما فيها فلسفة السياسة

ايضا واصل المحدثون من فلاسفة السياسة الاهتمام بمعرفة طبيعة الظواهر السياسية ولكنهم وحدوا بين ما هو مادى وما هو طبيعى

استمر المحدثون معنيين بمعرفة النظام السياسى الامثل ، لكنهم يرفضون التصورات الكلاسيكية ، وطبقا لما يراه ميكافيلى فقد اعتمد الكلاسيكيون على ما ينبغى ان يفعله الانسان فى الواقع

وهكذا اصبح محور القدامى محور الفضيلة لا محور الحقيقة الواقعية ، وهو الامر الذى جعل تصوراتهم احلام يتعذر تحويلها الى خطة عملية قابلة للتنفيذ

شتراوس يرى ان تناول مشكلات الفلسفة الحديثة ينطوى على الايمان بنوع معين من الحلول – ولكن علينا الا نثق تماما فى صواب حل من الحلول

ورغم انه يجب علينا من ان لاخر العودة الى الفلسفة الكلاسيكية الا ان هذه العودة يجب ان تكون اطلالة مؤقته يشوبها نوع من الحذر ، فالفلسفة الكلاسيكية ليست وصفة شافية لما نعانية – لاننا فى ايامنا هذه نعيش انماطا من المجتمعات لم يعرف لها الكلاسيكيون مثيلا

حقيقة اخرى يؤكدها شتروس وهى الاخطار التى تواجه الفلسفة رغم ما تقدمه من فوائد وخدمات للفرد والمجتمع ، وهذه الاخطار من المجتمع هى نوع من الصراع الازلى بين الفلسفة والمجتمع لان كل مجتمع لديه ركائز فكرية اسياسية فى الدين والسياسة والاخلاق

ثم ياتى الفلاسفة الذين لايسلمون بما يؤمن به الناس ويضعون النظر فى كل شيىء ، وهكذا يصدمون مشاعر الناس بما الفوه بدا من معتقداتهم السياسية ومرورا بمعتقداتهم الاخلاقية الى معتقداتهم الدينية ذاتها
ا
ويرى بعض الفلاسفة المحدثين ان التوتر القائم بين الفلسفة والمجتمع يمكن القضاء عليه من خلال توسيع شعبية الفلسفة وتبسيطها للكافة لان الخطر على الفلسفة ليس من المجتمع فى حد ذاته ولكن فى المعتقدات الزائفة والخرافات والخزعبلات التى تعيش فى وجدان الناس وعقولهم

والتنوير الجماهيرى كفيل بتعويد الناس على تقبل الحقائق ورفض الاباطيل
ورغم اهمية الفلسفة من حيث كونها المصباح الذى يحدد لنا ملامح النظام السياسيى الامثل – الا ان قدر الفلاسفة وما يزال فى بعض المجتمعات اخفاء جانبا من ارائهم عن عامة الناس وهو الذى لايمكن تقبلهم منهم

وهكذا تحول الفلاسفة فى كثير من العصور الى ما يشبه الطوائف السرية حيث عمدوا امعانا فى التقية والتخفى الى صياغة الاراء على نحو يعجز العامة عن فهم مقاصدهم البعيدة ايثارا للسلامة والامان

وقد ان الاوان يقول شتراوس لاعادة اكتشاف هذه الفلسفات التى تقول فى باطنها غير ما يقوله ظاهرها خصوصا ان مبرر التقية والتخفى لم يعد واردا مع التقدم الليبرالى فى مجتمعات معاصرة تطلق حرية الفكر بلا قيود

والفلسفة تواجه عداء اخر من الشعراء والحكماء والابيقورين ، ومع ظهور الاديان واجهت الفلسفة تحديا جديدا حيث راحت الاديان تنظر الى الفلاسفة باعتبارهم خارجين عن الدين

ذلك ان النص المنزل ( السماوى) فى راى الاديان هو الفيصل النهائى للحقيقة ، بحيث لا يجوز اعمال العقل والانتهاء الى نتائج مخالفة لما ورد فيه نص منزل وهكذا اضطر الفلاسفة امام تزايد سطوة الاديان الى تكميم افواههم والامعان فى التقية والتخفى والكتابات الباطنية

واذا كانت سطوة الاديان قد تقلصت فى زماننا ولم تعد ذلك الخصم العنيف المرعب الذى طالما بطش بالفلاسفة الا ان هذا لاينسينا ان ما لقيته الفلسفة من الاضهاد على يد الدين هو افدح ما لقيته على الاطلاق

ملحوظة من عندنا هو يتحدث عن الغرب مازال الامر على مرارته فى بلادنا بل وافدح
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران