الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام العالمي في مواجهة مُشعلي الحروب

صبحي مبارك مال الله

2019 / 10 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


حل في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري اليوم العالمي للسلام والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 بموجب القرار المرقم 67/36 للإحتفال به وإستعراض حالة السلم والأمن في العالم ، وليكن تأكيداً وتذكيراً لمناهضة الحروب التي فتكت بالملايين من البشر والإستمرار في النضال ضد نشوبها ،كما أكد القرار على ان يكون هذا اليوم متزامناً مع موعد الجلسة الإفتتاحية لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تُعقد كل عام في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر /أيلول . في عام 2001 صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 8282/55 الذي حدد يوم 21 سبتمبر /أيلول يوماً للإمتناع عن العنف ووقف اطلاق النار ودعوة كافة الأمم والشعوب إلى الإلتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم. وفي هذه الأيام التي حلت فيها هذه المناسبة نجد المشهد السلمي والأمني العالمي يقترب من إشعال حروب مدمرّة جديدة في مناطق إقليمية ودولية فضلاً عن الحروب المحلية كما يحدث الآن من تصعيد جنوني في منطقة الشرق الأوسط وفي منطقة مضيق هرمز لتضيف إلى المنطقة المشتعلة ومنذ سنوات في اليمن وسوريا، تعقيدات جديدة بالإضافة إلى الحروب ضد الإرهاب وداعش والمنظمات المتطرفة الأخرى ونتيجة التصعيد الأمريكي الإيراني أصبح العالم على قاب قوسين أو أدنى من حرب قد تحرق المناطق البعيدة والقريبة وبالتالي سوف تؤدي إلى تداعيات خطيرة على شعوب المنطقة التي ستكون الضحية الأولى بالإضافة إلى تدهور الاقتصاد العالمي، لإن هذه المناطق منبع العصب الاقتصادي وهوالنفط ، ولهذا نجد إن مسار الحوار والحل السلمي قد إبتعد كثيراً مع إقتراب الحل العسكري.
إن التعنت والمزايدات والتهديدات لاتؤدي إلى نتيجة تكون في مصلحة السلام العالمي، بل نرى القيام بفعاليات عسكرية ومنها نشر قطع عسكرية بحرية في المناطق القريبة من مضيق هرمز وإجراء مناورات، والعودة إلى تكوين أحلاف عسكرية بقيادة أمريكا تشترك فيها دول خليجية بقيادة السعودية، وكذلك التصعيد من الجانب الإيراني من خلال تحشيد الجيوش والحرس الثوري والتنسيق مع حلفاءها، كما يجري سباق تسلح وإنتاج أسلحة جديدة ذات تقنيات علمية حديثة بحيث تكون ذات قوة مدمرّة كبيرة وهذا ما يحصل من الجانبين الأمريكي والروسي، وضمن هذه التوترات الدولية حصلت صفقات كبيرة لبيع السلاح بعد أن دارت عجلة الإنتاج في مصانعها بقوة، وبذلك إنتعش سوق بيع السلاح بآلاف مليارات الدولارات على حساب مصلحة الشعوب والتي لم يحسب حسابها في معادلات تجار الحروب ومروجيها. والملاحظ إن الأمم المتحدة لاتستطيع أن تأخذ دورها في مواجهة نشوب الحروب بسبب سيطرة الدول العظمى عليها وهيمنة مجلس الأمن عليها ولكن يمكن أن تؤثر إلى حدود معينة. إن بؤر الحروب موجودة بسبب الصراع الدولي حول مناطق النفوذ والمصالح الاقتصادية والصراعات السياسية الداخلية وطبيعة الأنظمة السياسية . فالأطماع الدولية تزداد يوماً بعد يوم لغرض نهب وسلب ثروات الشعوب ومصادرة إستقلالها، ولهذا نجد إن هذه البؤر موزعة في العالم تبعاً للمصالح السياسية و الاقتصادية والتجارة العالمية التي تقودها شركات عالمية متعددة الهويات ولدينا الكثير من المؤشرات والأفعال، ومنها العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا على عدد من الدول بهدف تطويعها لسياستها وفرض العقوبات على روسيا والصين، وكوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا وغيرها، فسياسة الرئيس ترامب تسير في إتجاه معاقبة الدول التي تعارضه أو رفع العقوبات الاقتصادية مقابل التنازل عن جزء كبير من سيادتها والقبول بمنح الأموال، كما روَّج لصفقة القرن والخاصة بالفلسطينيين وهي صفقة سوف تنسف إتفاقيات أوسلووغيرها من الإتفاقيات في حالة تنفيذها وفي هذه الصفقة تحيز كامل للجانب الأسرائيلي وبالضد من الشعب الفلسطيني. وكذلك كوريا فيما يخص إنتاج الأسلحة النووية، وبؤرة الحرب التجارية الأمريكية الصينية، وبؤرة متفجرّة في منطقة الشرق الأوسط وتدخل دولي وإقليمي والخاص بحرب اليمن وسوريا والتوترات الأمنية في العراق، وبؤرة الحرب المرتقبة بين إيران ودول الخليج -السعودية- وأمريكا وآخرعمل هو الهجوم على منشآت نفطية تابعة لشركة آرامكو في السعودية بواسطة عشرة طائرات مسيّرة، ولازال المسبب لذلك غامضاً، الحوثيون أعلنوا بأنهم هم من قام بذلك وأمريكا تتهم إيران وإتهام آخر نحو مليشيات في العراق وآخرين يقولون هذا سيناريو أمريكي نفذ من خلال قاعدة في جنوب العراق ولازال الحدث غامضاً . كل هذا نتيجة التوتر المستمر بين السعودية وإيران، فهناك رغبة شديدة عند دول الخليج والسعودية التخلص من النظام السياسي في إيران. ومن التحليلات السياسية، بأن أمريكا لاتريد الحرب مع إيران، وأمريكا تنطلق من مصالحها والحفاظ عليها والإستفادة من هذه التوترات والحصول من السعودية ودول الخليج على أكبر كمية من الأموال تحت إتفاق، أمريكا تحصل على ثمن حمايتها لهذه الدول كما هناك مثالين عن التدخلات وإشعال الحروب وهما سوريا ،مضى على حربها مع المتطرفين بمساندة خليجية وتركية ثمانية سنوات ولم يسقط النظام السوري وكذلك اليمن حرب السعودية والحوثيين لم تنتج تغيير كما دعوا .ورأي أخر يقول بأن الصراع الآن هو صراع إيراني أمريكي إسرائيلي .
دور الشعوب في مواجهة مشعلي الحروب : لابدّ من تحرك قوى المجتمع المدني والأحزاب الرافضة للحروب ومؤسسات الأمم المتحدة وحركات السلام ، والمنظمات الجماهيرية النقابات والشباب والمرأة، بالضد من مشعلي الحروب ومنعهم من إرتكاب جرائم بحق الإنسانية بعد إن إكتوت شعوب العالم بنار الحروب العالمية والمحلية ، فالحرب العالمية الأولى والثانية تسببت بقتل أكثر من مائة مليون إنسان فضلاً عن ملايين المعوقين والأرامل والتأثيرات الجانبية، كما حصل لضحايا قنبلتي هيروشيما وناكازاكي النووية وكما ذكرنا حسب دوافع سياسية وإقتصادية ومناطق نفوذ .
أهم النقاط التي تعزز مواجهة إشعال الحروب :- أهم نقطة هي ربط السلام بالديمقراطية ودور الشعوب في تقرير مصيرها، وإكتساب المساهمة في إتخاذ القرارات، والإعتماد على دساتير ديمقراطية تكون ضامنة للحقوق والحريات والحياة المدنية، ونبذ التمييز العنصري والعمل على إسقاط الأنظمة الدكتاتورية وتفكيك أجهزتها الأمنية القمعية لإستخدام العنف ضد الناشطين المدنيين. ومن النقاط الأخرى توعية الناس في المجتمع من خلال التثقيف وتنشيط الوقفات السلمية والجلسات الحوارية وهذه النقاط حسب توجيهات الأمم المتحدة . العمل على السماح للأطفال والشباب من كل الأعمار المشاركة في الحديث عند إقامة الجلسات الحوارية في المدارس والجامعات، وكذلك أهمية إقامة المعارض الفنية للسلام وعرض الأفلام الخاصة بقضايا السلام وإقامة الحفلات الموسيقية والغنائية. ومن اهداف التثقيف :- إرساء ثقافة السلام ونبذ العنف وإحلال المساواة والديمقراطية. وحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية وعدم التمييز بين البشر من ناحية المعتقد الديني والعرقي واللون والمعتقد السياسي . وكذلك القضاء على الفقر والجهل ونشر العدالة والتعريف بالحقوق والواجبات.
ولمناسبة إحياء اليوم العالمي للسلام هو القيام بعدة فعاليات، ومنها التظاهرات الإحتجاجية ضد إشعال الحروب أو لإيقاف الحروب والإحتجاج على الإعتداءات والعنف والإحتجاج على تجار الحروب ومنع سباق التسلح وبالخصوص أسلحة الدمار الشامل وفضح جرائم الحروب وأساليبها المختلفة ومنها إستخدام الأسلحة المحرمة ومثال على ذلك النووي والكيمياوي والنابالم.
والخلاصة: السلام العالمي هو نبذ الحروب لما تسببه من آلام وتدمير للشعوب ونتاج عملها الحضاري في بناء المدن والبنى التحتية تعتبر قضية حيوية، وإن نشوب الحروب هو لمصلحة المتنفذين والقوى الرأسمالية المتوحشة التي لاتتوانى بإستخدام كل الوسائل بما فيها السلاح النووي وكذلك القوى المتطرفة التي تعمل على تدمير البشر والحجر والذاكرة التأريخية تحت واجهة الدين . فواجب كل شعوب العالم هو منع الحروب وإشعالها لأن نيران الحروب السابقة التي حصلت سواء حروب التحرر الوطني العادلة من أجل الإستقلال والحرية أو حروب دولية غير عادلة بدوافع المصالح والأرباح والنفوذ وإحتلال البلدان والإستغلال والتي لايمكن نسيانها أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس