الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل المتظاهرين العُزل

راغب الركابي

2019 / 10 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 جريمة لا تغتفر ومهما حاولت وزارة الداخلية تبرير الموضوع ، فستظل هذه جريمة نكراء تدل على العقلية التي تحكم وتأمر وتنفذ ، لم يخرج الشعب متظاهراً لأنه يرغب بذلك أو يريد ، إنما طال صبره ونفذ بعد كتلة من الوعود والكلام المعسول عن الحقوق والتنمية والإعمار ، والعمل على سد فقر المحتاجين والمعوزين وأهل الحاجة .
الأجهزة الأمنية لم تكن معذورة فيما فعلت مهما علا صوت المتظاهرين ومهما رفعوا من شعارات ، فالحكومة وأجهزتها مسؤولة مسؤولية مباشرة على التحمل والصبر وطول البال ، أما الردود الإنفعالية وتوجيه السلاح الحي فتلك حيلة الجبناء ، الذين تعوزهم الحكمة ومعالجة الإختلالات بنوع من التروية والحكمة  والأناة  ، وثمة دول تتظاهر كل أسبوع ولم يحصل فيها ماحصل عندنا  ،  ولم تستخدم  قوآها الأمنية السلاح بوجه المتظاهرين ، لأن هناك ثمة شعور بالمسؤولية الوطنية وهناك تربية خالصة عن معنى الإنتماء والوطنية ، وفي هذه المناسبة  أحمل السيد رئيس الوزراء بصفته وشخصه  وأحمل وزارة الداخلية كذلك هذا العنف ضد المتظاهرين .
نعم نحن لا نقبل ان يبادر البعض  من المتظاهرين  و يقوم بأعمال تضر بالشأن العام وبالقانون والنظام ، ونعتبر ذلك نوعا من التحريض على الفتنة ، ولكن هذا كله لا يعطي الأجهزة الأمنية الحق ولا المبرر  بأن توجه السلاح المباشر على المتظاهرين ، تلك هي الطامة الكبرى حينما تحتكم الحكومة في معالجة الإختلالات على السلاح ، فهذا يبين  لنا  كم هي هزيلة  وعاجزة  وغير قادرة ومهزوزة ، وإنها توجه عملاء لها  غير متدربين ولا منظمين  لمواجهة مثل هذه المشكلات ، ولهذا سنظل ندد بأشد العبارات وأقساها إن لم تقم الحكومة بترميم وإصلاح هذا العطب الذي أصاب الجسد العراقي المنهوك في الأصل .
لقد أستبشرنا ذات مرة بقدوم السيد عبد المهدي حاكماً وناصرناه ، على أمل أن يحل بعض المشكلات ويوفي ببعض الوعود ، ولكن السفينة غارقة في الأصل وإن رُبانها ضعيف يستلهم الحلول من الأخرين ، لهذا عجز وعجزت الأجهزة جميعها معه   ، وهاهي الكدورة تصيب الجسد والعقل العراقي من جديد ، نعم لا نشك إن هناك بعض المندسين وبعض الحاقدين والحانقين  وهذه من الطبيعيات لكن الأمر مهما كبر حجمه فهناك  طريقا للحل لا يعدم ولا يجب نسيانه في فورة الغضب وردات الفعل ، وكما ان الحلول لا تصنعها ردات الفعل كذلك المشكلات لا تواجه بمثلها .
إن أخوف ما أخافه على العراق الشعب والدولة أن يتمزق تحت ظل الوهم والديمقراطية المزعومة ، نعم نحن مع القانون ومع النظام ومع الشدة في تطبيقه حين يتطلب الأمر ذلك ، ولكن ذلك لا يعني ان نحارب أبناء جلدتنا وهم يطالبون بحقوقهم ، ومن ثم نتذرع بالحجج والتبريرات الواهنة ، لقد سمعت من مسؤولين التنديد بالعملية الأمنية ضد المتظاهرين وهذا حسن ، وسمعت كذلك إن البعض منهم أشار بأصبع الإتهام للحكومة وأجهزتها وهذا حسن كذلك ، ولكن نريد معالجة إستثنائية وفعل غير مسبوق حتى يلتئم الجرح ونعود أخوة من جديد ، لا كأخوة يوسف حانقين مذعورين تطاردنا الجريمة حيثما كنا أو حللنا ، ولأننا مؤمنين بالحكمة التي تقول -  لا  يزال الخير فيّ وفي  أمتي إلى يوم القيامة  - ، حكمة نبوية  أجدها  بعض آثارها بين أضلاع الوطن هنا أو هناك ، وعلينا زيادة منسوبها والإكثار منها كي نتلافى المزيد من الخراب والدمار ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024