الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من للعراااااااااااااااااااااااق؟

زكي رضا

2019 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الجوع يتجول في الشوارع، الفقر يغزو البيوت، البسمة تهرب من وجوه الأطفال، العفّة تغادر أحضان الفتيات، البطالة تتسكع في المقاهي، الجهل يحضّر دروس الخرافة في صفوف المدارس الخربة، الفرح حرام، الموسيقى حرام، الرقص حرام الّا على أشلاء الضحايا، الدم يصبغ الجدران والرصاص يطّرزها، الموت في أرحام الأمّهات واهبات الحياة، الحزن شريك العراقي في النوم واليقظة.

الثور المجّنح يعود هزيلا كسيرا الى آشور ويا ليته لم يعد، سنحاريب يموت غرقا وهو يبكي حال دجلة والفرات، حمورابي وهو يرى "عدل" العمائم حكم على نفسه بالموت بأن يُرمى من على سطح المطعم التركي، آمال جلجامش الباحث عن الخلود في ملحمته تُدفن في رمال الصحراء بعد إنتصار ملحمة الموت الإسلامي.

جواد سليم ينتحر حزنا بإزميله و " يفلّش" جداريته، خالد الرحّال يخنق أمّه يأسا ويرحل، كهرمانة محمّد غني حكمت تُسْتَرقْ وتَدُلّ اللصوص على بيوت الفقراء لنهبهم، وتملأ جرار الزيت لتصبّها على رؤوس المتظاهرين. النوارس تغادر دجلة الخير لتحييّها عن بعد كما الجواهري، غائب طعمة فرمان يموت دون أن يعرف "خبزة الفقير مع من؟" (*) أنها هناك في الخضراء والحوزات يا غائب تعال لأدّلك عليها.

بدت الجماهير عزلاء وهي تواجه جيش الدّجالين المدجّجين بفتاوى الشيطان وميليشيا ولّي الفقيه، ووقفوا يتظاهرون من أجل مستقبل أفضل لشعبهم ووطنهم رافعين شعار ( من للعراق)؟ أليس في العراق رجال يقودنه للخلاص من موته، وهل جفّت أرحام النساء فيه؟ وإذا برافعي شعار الإصلاح يتركونهم وحدهم، بمواجهة القتلة والفاسدين. الجماهير وهي تتلقى الرصاص بصدور عارية صرخت في وجه المتاجرين بالسياسة: أليس فيكم وطني، أليس فيكم عراقي، أليس فيكم رجل ذو نخوة؟

سلام عادل (**) يسير بخطى واثقة نحو ساحة التحرير ليشارك المتظاهرين ملحمتهم الوطنية وهم يحملون شعار "من للعراق"؟ وإذا بمجموعة من العمائم (سائرون) خلفه، ليطرحوه أرضا ويكبلّوه بعد أن فقأوا عينيه. فجلس بعد أن تركوه والدم ينزف من كل مكان من جسده، يتنفس هتافات الجماهير وهي تبحث عن الخلاص. فأزداد ثقة بشعبه ونضالاته، وعاد وهو العارف بشوارع بغداد وأزّقتها الى حيث تمثاله في ساحة الأندلس ليجلس عنده، منتظرا أن تخرج النسوة ومعها الرجال الى ساحة النضال والأمل. فرنّ هاتف وكان من الحنّانة .. وساد الصمت.

فوقف سلام عادل رغم جراحه وهتف ... من للعراق؟


(*) من رواية المخاض للروائي غائب طعمة فرمان.
(**) سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراق الذي أستشهد تحت التعذيب في قصر النهاية، بعد إنقلاب الثامن شباط الأسود سنة 1963 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلام عادل والعنف
طلال السوري ( 2019 / 10 / 3 - 17:14 )
مالضرورة لحشر اسم سلام عادل في موضوع الاحتجاجات؟

الدعوة إلى العنف...التحريض على العنف...ممارسة العنف...أبرز ميزات قيادة سلام عادل للحزب الشيوعي العراقي --

العنف الثوري والكفاح المسلح ابرز شعارات الحزب
شارك الحزب في قتل العائلة المالكة على الطريقة البلشفية...

الدعوة العلنية إلى قتل المعارضين السياسيين- حلفاء الامس - ( لتقول ما عندي وقت اعدمهم الليلة)

تأييد تشكيل محكمة سلطوية خارج عمل القضاء (محكمة المهداوي- حولها الشيوعيين الى سيرك- انظر يوتيوب) ...

المشاركة في ميليشيا سلطوية ( المقاومة الشعبية) للتنكيل بحلفاء الامس ..

المشاركة في اعمال العنف في الموصل وكركوك

اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية