الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور الشعب ودولة الفاسدين

ازهر عبدالله طوالبه

2019 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



في كلّ مرّة انتقلنا فيها للعيش في حُقبةٍ وزارية جديدة، قمنا بتغيير طُرق التفكير وقررنا إستخدام نهّج تعامل المُتفائلين، وقُمنا بكتابة دستورٍ شعبيٍ جديد " دستور التفاؤل وإعطاء الفُرص " وكُنّا نُعلن عدم عودتنا الى الدوار الرابع أو اي منطقة في العاصمة تحتضنُ منشأةً حُكومية؛ تفاؤلاً بأنَّ الوضع القادم أفضل من الوضع السابق، وكان ذلك الدستور هو المُحرك الشّعبوي، لكن بعد إرتفاع أسعار المُشتقات النفطية قبل أيام، وقضايا هُروب الفاسدين الذين ضحوا بالوطن والمُواطن دون أي مُساءلةٍ قانونية، يبدو أنّ الأمور باتت في غاية الوضوح، عاريةً من كلّ رداء، ويبدو على أننا سنحتاجُ إلى جميع دواوير المملكة !! .

من أخذ الثقة أخذها حرجاً وأملاً في آنٍ واحد، ومن هرب من اللاوطنيون والذين يحّكمون الوطن قد هرب دونَ رقيبٍ وحسيب، ومن أخذ إجازة من الوطنية قد إنتهت أجازته، ومن وقفَ في وجه الفساد قد وقف دون أن يدّفعه ويشجّعه أحد، وكان وقوفه ودفاعه هذا من أجل حقه في الوطن وحقِّ أبناءه الذين وجداوا في هذا الوطن من أجل القيام بالواجبات دون الحصول على أبسطِ حقوقهم، ومن صرخ صرخ ضد الفاسدين، ومن سكت عنهم من أجل الحصول على مبلغٍ مالي او مزرعة او منصبٍ عالي قد سكت دون أن يكون مجبراً على ذلك، وكان الأولى به أن يُجبر على أن يَقفَ بصفِّ الوطن والمُواطن .

إنَّ الفساد في هذا الوطن إستشرى في كُل مكان، فقضى على آمال وأحلام الشباب بتجميدهم فكرياً وسياسياً ووظيفياً، فأصبح الشباب يُفكرَ بالخروج من هذا الوطن وسُرعان ما أصبحَ طريقَ المطار معشوقاً له، لكن المطار رفض الإرتباط معه؛ لإرتبطاه الدائم مع أشخاص مؤمنينَ سياسياً وإقتصادياً، فقد أغلقَ خطوطه بأوجهنا بعدما كان هو آخر أملٍ لنا وطريقه هي المُنقذ الأخير لأحلامِ شباب الوطنِ الضائع، الذي يبحث عن من يحتويه ويُقدّرُ طاقاته، فالمطارُ اليوم لم يعُد مطاراً للجميع، وللخروج منه يجبَ أن تحصُل على شهادة فساد او الشُبهة بقضية فساد، فأصّبح المحطة التي تؤمّن جميع الطائرات والخطوط الجوية من أجل هُروب الفاسدين، والأمنُ لم يعُد آمناً لأعضائه من زُمر الفساد وأهلِ السُلطة، والفشل الوزاري أصبح أمام الجميع؛ بسبب تصريحات وزرائه ومواجهته لم تَعُد تحتمل التّأجيل، والرّشاوي أمام الجميع للفساد، والعصابات وأصّحاب المزارع والمصانع أمام الجميع، فاكتفوا من رماية بعضكم بعضاً بأسهم اللّوم والتّخوين .

فهل الوطنُ حقاً بتفاصيله وأمواله ومناصبه وجغرافيته ومعلوماته أصبحَ ملكاً للصوص والفاسدين ودستورهم ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف