الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقة المقدس والعلم.

احمد حسن

2019 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


=======
على مدى قرون وعقود واجيال، ورغم ملايين القراءات والتلاوات والترانيم والتفاسير والتأويلات، لم يتوصل رجل دين واحد في أي وقت لاشتقاق او اكتشاف نظرية علمية واحدة من خلال قراءة الكتب المقدسة جميعها، لم يعرفوا من داخل المتن المقدس مفردات او فروض اي نظرية قبل ان يسمعوها من العلماء الطبيعين، كل ما فعلوه الانتظار الى ان يطل العلم برأسه في قضية ما، فيسارعون الى البحث عن اي تشابه فى اي لفظة، متبجحين بأن النظرية هكذا، بهذا التشابه السطحى شديد السذاجة، موجودة مسبقا في كتبهم المقدسة (التي لم يكتشفوا فيها هم أنفسهم اى نظرية على مدار قرون طويلة).

وتصل المبالغة الى درجة محاولة التوفيق بين المتناقضات، اعطاء النص الديني تأويلا يتفق مع العلم، واعطاء العلم تأويلا يتفق مع النص المقدس. فيصبح خطابهم لا هو علم ولا هو نص مقدس. تماما مثل الغراب الذي حاول جاهدا تقليد مشية الطاووس. فلم يصبح طاووسا ولم يرجع غرابا عاديا.

الصدمة التى يتجاهلونها هى عندما يطور العلم اكتشافاته فيتخلى عما اعتبروه معجزة الهية، اى يتخلى عن الفرضية التي وفقوا بينها وبين نصوص الكتب المقدسة. كم يرغبون فى جعل الكتب المقدسة، كتب علوم طبيعية ايضا، وفي هذا يسلمون ضمنيا بسيادة العلم على الاعتقاد المقدس وضرورة ان يسير النص المقدس خلف العلم حتى لا يتعرض للتهكم او الفناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش


.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى




.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة