الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة

ازهر عبدالله طوالبه

2019 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا يسّتطيع من يُقيم على أرض الوطن - وافد أو مواطن- أن يرى العلاقة بين الحكومة والمواطنين، بأنّها علاقة مبنية على جسور من الثقة، والحقائب التي تحملُ بطيّاتها قرارات من مصلحة الوطن والمواطن، ولا حتى علاقة تُبشّر بالخير الدائم من خلال من حملها، فأكتاف من حملها لم تكُن قادرة على حمل هذه الحقيبة، بل يرى المواطن بسبب السلبيات التي ذكرت عكسِ ذلك حتى لو لم يكُن متبحراً في القوانين الدساتير الوطنية، لأن علاقة الشّعب بالحكومة بالأساس ما هي إلا علاقة هشّة، لا تُعينها التعابير والمؤتمرات الحكومية عند الشعب، ولا الولاء والانتماء الوطني والخوف على الوطن من قبل المواطنين، الذين يُمارس عليهم الظُلم ويُحاصررونَ بجدار عالي من الفساد تحت حِججٍ كثيرة، وأهمّها حُجّة الضغوطات الخارجية والمؤامرات، فلم يشّفع لهُم حبّهم للوطن بأن يجعلهم يتمتعونَ أكثر بحقوقهم داخل أسواره .

ومن هُنا نستطيع أن نحكمَ على هذه العلاقة، من خلال ما رأيناه اليوم من آراء المواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي، وهُم يعبرونَ عن عدم ثقتهم بالحكومة، بعد أن نُشرت المواقع الإخبارية والصُحف الإلكترونية رسالة الإعتذار والتأسّف من قبل رئيس الوزراء - ليس مُهم كثيرا التركيز اللغوي مع جماعة هارفرد- التي حملت في طياتها إعتذارا للمُعلمين على ما تعرضوا لهُ من إساءات في أحداث الدوار الرابع، وعن الطريقة التي أدارت بها الدولة ازمتها مع النقابة، ممّا جعل النقابة هي الأقرب لتحقيق مطالبها، بل الأجدر للانتصار في معركة شدّ القوى والتي دامت قرابة الشّهر، وكان في ذلك دوراً كبيراً للشعبِ الذي كان يفّقد القيادة الحقيقة التي تجعلهُ يُطالب بحقّه بطريقة تليقُ بإسمه، والذي ساندَ نفسهِ من خلال مُساندتهِ للنقابة التي لم تكُن تُمثّل مئة وعشرين الف مُعلّم فقط، بل كانت تُمثّل شعبًا -بأكلمه- قد سُرقت حقوقه من قبل ثُلة من المُتنفعين الذين يسّعونَ إلى تقسيم طبقي في هذا الوطن .

لا أُريد أن اقولَ لكُم بأنّني فهلوانيا، ولا عبقريًا في قراءة الواقع السياسي لهذا الوطن، لكن هذا الاضراب الذي أتَت به الحكومة بعد أن منعَت نقابة المُعلمين من الوصول إلى الرابع، وحرمانهم من صلاة الغائب على النقيب الراحل " أحمد حجايا"، هو من جعلنا نُعيد ترتيب الأوراق، بل جعلنا ندخل أكثر في تفاصيل العملية التربوية التي قادتها السياسية، ولقد أظهرَت إعادة ترتيب الأوراق بأنّ هُناكَ الكثير من الخدمات والأكاديميات ذات المنّفعة الشخصية، والتي أصبح إبتعادها عن الدور الذي تقوم به من احدِ مطالب النقابة بعد المطلب الرئيسي وهو " 50%" .

إنّني اليوم على ثقةٍ تامة وخاصةً بعد أن تمّ الإتفاق - القديم الجديد- بين الحكومة ونقابة المُعلمين فيما يتعلّق بالموافقة على علاوة الخمسين بالمئة، بأن الحكومة لم تكُن غير قادرة على صرّف العلاوات وأقرارها في ميزانية العام القادم، بل قادرة على إدخال قرار في الميزانية، يتضمن زيادة المُعلمين بما يُحسّن مستواهم المعيشي، ولكن هي كانَت تُراقص النقابة لأمرين،
الأمر الاول وهو الأهم، هو إيجاد مخرَج يُعينها على عدم الإقتراب من الأكاديميات التي تغوّلت على البُنية التعليمية والتربية، و اصبح لها دور كبير في تأسيس المُعلمين وفي وضع المناهج، وحسب الإتفاق الواضح بأنّها نجحت بتحقيق هذا الأمر.
وثانيا : هو محاولة دخول الحرب النّفسي مع النقابة، على أمل بأن يكون نفس النقابة قصير، والوقوف عند حد مُعين من مُجاراة الحكومة، وخاصةً بعد أن بدأت الأهالي تضغط على المُعلمين خوفا على المسار التعليمي لأبنائهم .

هل هناك إنتصار من النقابة على الحكومة، أم أنّ الطرفين لم يخسرا، أم أنّ الحكومة خرجَت من المعركة كما أرادت؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا